انطلقت التحضيرات لمهرجان ميتان المسرحي الخامس في مقاطعتي عفرين والشهباء تحت شعار "كلنا أمل، ميعادُ العودة اقترب"، ويعتبر "ميتان" استمرارية لجولة من عشر سنوات من العمل والنشاط الفني المسرحي، واليوم تناضل مجموعة من شبيبة مقاطعتي عفرين والشهباء لبث رائحة الحياة لهذا المهرجان وإعطاء رسالة للعالم كله باستمرار الحياة والمقاومة، ويرددون عبارة واحدة فقط "سيُقام مهرجان ميتان في دورته القادمة حتماً في عفرين المحررة"، وهذا ما يعبر عنه أيضاً بشكل واضح وجلي في شعار الدورة الخامسة لمهرجان ميتان، وبدأت فكرة إطلاق مهرجان ميتان المسرحي في العام 2014، بهدف التعريف بفن مجتمع عفرين وبناء أول مبنى فني مسرحي في عفرين، والذين كانوا يهتمون في هذا الصدد، فقد بدأت الدورة الأولى للمهرجان في نهاية العام 2014، وأصبح هذا المهرجان فيما بعد بحسب الظروف حقيقة، وكان يُقام بشكل دوري كل عامين، وسيُقام مهرجان ميتان المسرحي الخامس في ناحية الأحداث التابعة لمقاطعتي عفرين والشهباء خلال الأيام القليلة القادمة.   

وأوضحت المخرجة ومديرة مهرجان ميتان المسرحي، ليلون رومت بكو، أنهم أقاموا ثلاثة مهرجانات لميتان في عفرين، وقالت بهذا الصدد: "لقد أُقيم المهرجان الرابع في الشهباء في ظل ظروف التهجير، وبالطبع هناك فرق ما بين تنظيم المهرجان في عفرين وبين التنظيم الحالي في الشهباء، لأن مهرجاناً مثل مهرجان ميتان، لم يكن الإعداد له وإيفاء بالشروط هنا ممكناً، ولكن على الرغم من ذلك، فقد قمنا بإقامة مهرجان ميتان الرابع بشكل ناجح، والآن، نجري تحضيراتنا للمهرجان الخامس تحت شعار "كلنا أمل، ميعادُ العودة اقترب"، لأننا كممثلين مسرحيين، رأينا أن هذا الشعار هو أفضل عبارة تعبر عن مشاعرنا، وفي الفترة المقبلة سنقدم مسرحياتنا على أرضنا".    

سيتم تقديم 7 مسرحيات

وذكرت ليلون رومت بكو أن العيش في الشهباء، في ظل الظروف الحالية مثل شن الهجمات وفرض الحصار، قد أسس إرادة قوية في روحهم، وتابعت قائلةً: "سنتضيف العديد من الضيوف في المهرجان من مختلف مناطق غرب كردستان (روج آفا) وشمال وشرق سوريا مثل الرقة والحسكة وكوباني وأماكن أخرى أيضاً مثل كركوك، كما أنه سيتم تقديم 7 مسرحيات، ومن ناحية أخرى، نحاول استضافة ضيوف من أماكن أخرى من كردستان في المهرجان، وإنه لمن دواعي سرورنا كعفرين أن نتمكن من جمع الأجزاء الأربعة من كردستان في مكان وأن نتحد جميعاً بالفن، لأنه بإمكان الفن أيضاً تقريب السياسة من بعضها البعض".       

سيستمر المهرجان على مدى 8 أيام

وأشارت ليلون رومت بكو إلى أنه على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة، فإن إقامة مثل هذا المهرجان يعدُ عملاً قيّماً، وأضافت قائلةً: " كما هو معروف، أن منطقة الشهباء هي منطقة قد تعرضت للكثير من الحروب والهجمات، ولا زالت تتعرض لذلك حتى الآن، حيث يجري بذل الكثير من الجهود لإقامة هذا المهرجان، انطلاقاً من إعداد الممثلين المسرحيين وجمعهم، إلى توفير الكهرباء والسيارات التي تجمعهم مع بعض، وعلى الأقل أيضاً، إنه عمل مهم لإخراج الناس من الحالة النفسية التي يعيشونها الآن، ونحاول جمع كل آلامهم على خشبة المسرح وتقديمها بطريقة جيدة كمسرحية، وسينطلق مهرجاننا مثل كل عام بكرنفال مسرحي في 10 كانون الثاني 2024، وسيستمر على مدى ثمانية أيام، حيث سيتم تقديم مسرحية كل يوم، وفي الختام سيتم تقديم بطاقة شكر لجميع الأشخاص المساهمين، وسينتهي مهرجاننا على هذا النحو".