التدريب والأكاديمية في الثقافة والفن-4
يجري إحداث الشخصية والثقافة وأخلاق الحياة الحرة في أكاديميات الثقافة والفن، التي تم تطويرها في مواجهة الاغتراب وتغيير الثقافة.
يجري إحداث الشخصية والثقافة وأخلاق الحياة الحرة في أكاديميات الثقافة والفن، التي تم تطويرها في مواجهة الاغتراب وتغيير الثقافة.
شهد شمال وشرق سوريا تطورات كبيرة في مجال الثقافة والفنون في فترة ما بعد الثورة، وفي هذه المرحلة، حظيت الأنشطة الفنية، بدعم من التدريبات والدراسات الأكاديمية، وكان لها دور كبير في مجال التغيير والإبداع في المجتمع.
الأكاديمية التدريبية الأولى: أكاديمية الشهيد ولات
كانت أكاديمية الشهيد ولات أحد أهم المراكز التدريبية في مجال الثقافة والفنون التي برزت إلى الواجهة بعد الثورة، وقد نظمت أكاديمية الشهيد ولات دورتها التدريبية الأولى في نهاية عام 2013 وبداية عام 2014، ونظمت 23 دورة تدريبية حتى الآن، وقد أُجريت هذه الدورات التدريبية على أساس اكتساب الفهم الفني والذهني والفكري، وجرت هذه التدريبات، التي معظمها باللغة الكردية وأحياناً باللغة العربية، في مدن مختلفة في شمال وشرق سوريا، وقد استفاد من هذه التدريبات حتى الآن 600 شخص، وقامت الأكاديمية بتدريب العديد من الأشخاص، بما في ذلك الموسيقيين والمسرحيين وصانعي الأفلام السينمائية، من أجل تنظيم وتخطيط وتنفيذ الأنشطة الثقافية والفنية.
افتتاح أكاديمية الشهيد يكتا في عام 2015
أصبحت مرحلة التدريب الثقافي والفني، التي بدأت بافتتاح أكاديمية الشهيد يكتا في روج آفا عام 2015، أحد أهم مراكز التدريب الثقافي والفني في فترة ما بعد الثورة، واستضافت الأكاديمية ما يقرب من 100 طالب وطالبة مع تنفيذ البرنامج التدريبي على فترتين مدة كل منهما شهر واحد، وبدأت أكاديمية الشهيد يكتا أنشطتها في نهاية عام 2013 وأنهت دورتها التدريبية الأولى في بداية عام 2014، وتقوم الأكاديمية التي أنجزت 23 دورة تدريبية حتى الآن، بممارسة أنشطتها باللغة الكردية وأحياناً باللغة العربية مع برامج شهرية في مدن مختلفة في شمال وشرق سوريا بهدف اكتساب الفهم الفني والذهني والفكري، واستفاد من هذه الدورات التدريبية ما مجموعه 600 شخص، وقد قدم هذا النشاط الأكاديمي التدريبات للكثير من الأشخاص في مجال الثقافة والفن، من موسيقيين إلى ممثلين مسرحيين وسينمائيين وغيرهم، وأصبح مركزاً مهماً لتنظيم وتخطيط الأنشطة الفنية.
تأسيس فرقة مسرح للأطفال عام 2023
تُعتبر أشهر الصيف بالنسبة لأطفال شمال وشرق سوريا بمثابة مرحلة مثيرة بحيث يمكن للأطفال من خلالها الاهتمام بالفن، ومن الأنشطة التي تم إجراؤها خلال هذه الفترة تشكيل مجموعات مسرحية للأطفال، ففي عام 2023، تم افتتاح 14 فرقة مسرحية للأطفال في شمال وشرق سوريا على وجه الخصوص، الأمر الذي من شأنه شكّل فرصة كبيرة للأطفال، وكانت المدارس الصيفية لهذا العام في ديريك بمثابة فرصة كبيرة بالنسبة للأطفال في مجال المسرح والموسيقى، وقد صُممت بهدف إثراء خيالهم وتعزيز قيم مثل اللعب معاً والمشاركة، ولم يقتصر هذا البرنامج على تزويد الأطفال بالمهارات الفنية فحسب، بل يوفر في الوقت نفسه منصة تجمع الأطفال معاً وتقوي روابطهم الاجتماعية، ولم تكن هذه المرحلة مجرد نشاط ممتع للأطفال فحسب، بل سمحت للأطفال أيضاً بزيادة ثقتهم بأنفسهم وتطوير وجهات نظرهم الأصلية.
قدم التحوّل الأكاديمي ثماره الأولى
منذ عام 2015 وحتى الآن، تم اتخاذ خطوات مهمة في مجال الأنشطة الفنية للأطفال ونُظمت 9 مهرجانات للأطفال، حيث تُقام هذه المهرجانات في بداية شهر أيلول من كل عام، وبمناسبة الاحتفاء بمجالات الفن المختلفة، تم عرض 3 مهرجانات سينمائية في مجال السينما والثقافة الفلكلورية من خلال 7 مهرجانات، بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم مهرجانين في مجال الموسيقى، بينما تم تنظيم 3 مهرجانات موسيقية في عفرين، وأصبح فن المسرح أيضاً جزءاً مهمًا من هذه الأنشطة؛ حيث تم تنظيم مهرجان مسرح ميتان 5 مرات في الشهباء ومهرجان مسرح آرين ميركان 3 مرات في كوباني، وبالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم مهرجان مسرح الشهيد يكتا المعروف باسم مهرجان المسرح العام 7 مرات، حيث أنه بفضل هذه، أصبح فن المسرح عنصراً رئيسياً في الأنشطة الفنية في المنطقة، وبالإضافة إلى ذلك، لعبت هذه المهرجانات دوراً رئيسياً في التعريف بثورة روج آفا للعالم كعمل تدريبي وتحوّل أكاديمي.
كما تعتبر مراكز حركة الهلال الذهبي للثقافة والفنون النسائية في كل من قامشلو وعفرين-الشهباء وكوباني والحسكة والمناطق المحررة (الرقة والطبقة ومنبج وديرالزور) بمثابة مراكز تدريب تقريباً، وتقوم حركة الثقافة والفن النسائية للهلال الذهبي بتدريب الأشخاص الذين يرغبون في تطوير أنفسهم وتلقي التدريبات في مجالات الفن مثل المسرح والسينما والفولكلور في هذه المراكز، وتوفر التدريبات الفنية للأطفال مرتين في الأسبوع في هذه المراكز، ومن المتوقع أيضاً افتتاح أكاديمية للفنون لمدة عامين هذا العام.
يعتبر التدريب مهماً
بيّنت عضوة مسرح جيا، أكين روني في معرض حديثها عن حركة التحرر الكردية التي أولت الأهمية في كل المرات للتدريب والأنشطة الأكاديمية، واستهلت حديثها بالقول: ”باعتبارها قوة ديمقراطية تريد إحداث التغيير والتطور في المجتمع منذ اليوم الأول، وأرادت خلق أشخاص رائدة لنفسها، فقد أولت أهمية كبيرة للتدريب وقامت باستمرار بإدارة الأنشطة الأكاديمية، وتكمن أهمية هذه الأنشطة التدريبية في أنها جزء مهم من تحرر الإنسان، وباعتبارها حركة تصر على التنشئة الاجتماعية في مواجهة ذهنيات القوى المسيطرة فقد أولت إلى جانب ذلك دائماً أهمية كبيرة للأنشطة التدريبية.
طرأ تطور كبير بعد الثورة
منذ فترة تسعينيات القرن الماضي وحتى مرحلة ثورة روج آفا، كانت الحركة الثقافية قد وصلت إلى مستوى معين من التطور، حيث تم تأسيس الكومينات وتنفيذ أنشطة فنية مختلفة، ولكن، بعد الثورة، حدث تطور كبير، وبالطبع، هناك بعض جوانب التقصير، ومن أجل التغلب على هذه التقصيرات، فإن التدريب والتحوّل الأكاديمي مهمان للغاية، ويعد خلق فهم فني مشترك وتطوير ذهنية الفنانين والأنشطة الفنية التي يحتاجها المجتمع هي الأسباب الرئيسية للتدريب في هذه الأكاديميات والدورات التدريبية الفنية".
إنشاء الشخصيات المنظمة للفنانين من خلال التدريبات
وذكرت أكين روني أن التدريب في مجالات الثقافة والفن والموسيقى والمسرح والفولكلور والسينما قد تطور كثيراً مع ثورة روج آفا وأنهت حديثها بالقول: "لقد تم إنشاء بيئة تدريبية أكثر منهجية وتنظيمية، وفي الواقع، بالإضافة إلى نتائجها السياسية والعسكرية، أحدثت ثورة روج آفا ثورة تدريبية أيضاً، وفي خضم هذه الثورة التدريبية، أُفسح المجال أمام التدريب الفني أيضاً بذات القدر من التدريب اللغوي، ولهذا، تحولت الثورة نفسها إلى فرصة تدريبية للفهم والمناقشة والوعي، حيث بات التدريب الفني أمراً غير مستحيلاً بطريقة جديدة وحرة، وهذا يعد جزءاً من تطور الإنسان، ولا بد من التغلب على الشخصية التي خلقها نظام الانحلال والإبادة الجماعية، ويجب أن تكون رائدة للثورة الذهنية، ويجري من خلال هذه الدورات التدريبية حل هذه التقصيرات، ويمكن أن تبرز من خلال هذه التدريبات حقيقة الفن الناجح والنتيجة المرجوة، وواقع الأناس المبدعين والفنانين ذوي الشخصية المنظمة والبارعة".