يستخدم فن إلقاء الشّعر في المناطق العربية التي تسودها العادات والتقاليد العربية الأصيلة لمناقشة القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية وحل الخلافات، ويُعد سجل تاريخي يحفظ الأحداث والوقائع عبر التاريخ.
وحول ذلك أشار محمد الحسن قائلاً "إلقاء الشّعر يستخدمه الشّعراء في معالجة القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفق العادات والتقاليد والأعراف، وكل شاعر يختص بمنحى خاص به، وهذا الاختصاص لا يقولب الشاعر في قالب معيّن، ولكن بعض الّشعراء لهم خصوصية تميزهم عن باقي الشعراء، وكل شاعر ينتهج طابع معيّن مع التعريج على باقي المناهج الشعرية لضرورة أو في حال استحضره موقف أو مُعضلة معينة".
الشّعر مُوثق للأحداث التاريخية
وقال محمد الحسن "يُعتبر الشّعر مرآة المجتمع، وموثق للأحداث التاريخية، حيث يوثق الكثير من الأحداث التاريخية العشائرية عن طريق القصائد الشّعرية، ويستشهد بأبياته الشّعرية في حوادث معينة في التاريخ، سوءً كانت حوادث عشائرية أو معارك وعمليات صلح، ومناقشة مواضع اجتماعية، ويُعتبر الشّعر موثق لحال المجتمع في تفاصيلها اليومية".
نشر مكارم الأخلاق
واشار محمد الحسن "يستخدم الشّعر في نشر مكارم الأخلاق والدعاية له، حيث له دور في رفع شأن قبيلة أو شخص معين، وذلك عن طريق تمجيد هذه المكارم وتوثيقها، وتسليط الضوء على مكرمة معينة، سوءً كانت نخوة أو إغاثة ملهوف، ويسلط الضوء على مكارم الأخلاق العربية الأًصيلة عن طريق فن إلقاء القصائد الشّعرية، ويُعتبر من أكبر أشكال الدعاية، حيث يستخدمون الشّعر في مدح شخص معين إعلامياً والتسويق له".
ولفت محمد الحسن "يتوارث الشّعر من جيل لآخر عن طريق الشّعر الموثق للأنساب والعادات والتقاليد الحميدة والفروسية والكرم، كل هذه الأشّعار تتوارث عن طريق الأجيال، وذلك من باب الفخر والكرم والمرؤة ومكارم الأخلاق والنسب الشريف، ويعتبر الشعر موثق لهذه المسائل، مما يجعله مرآة تعكس حال المجتمع، ويتوارثها المجتمع من جيل إلى آخر".
مضيفاً "الشّعر هو المعلم الأول لتعليم القيم في المجتمع، والمعلم الأمهر والمقرب للمجتمع، والفروسية تتوارث عن طريق الشّعر، وهو محفز للمجتمع لتقويض مكارم الأخلاق والفروسية والمرؤة، وأغاثه الملهوف".
وحول أقسام الشّعر قال ،أحمد الحسن، "ينقسم الشّعر إلى ثلاثة أنواع، "الغنائي" يكتب بقصد الغناء، ويوجد نوع من بحور الشعر يساعد على الغناء تكون كتاباتها خفيفة، النوع الثاني هو الشعر "المنبري"، هو النمط التقليدي لإلقاء الشّعر العامودي، النوع الثالث "القصصي"، ويُعتبر موثق للأحداث التاريخية أو عمل اجتماعي".
التكنولوجيا تهدد الشّعر التقليدي
وقال الشاعر محمد الحسن "بعد الطفرة الجديدة على عالم التكنولوجيا, ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، أخذ الشّعر قالباً جديداً، حيث أصبح يتداول عن طريق التواصل الاجتماعي".
وحذر الشاعر من خطر اندثار الشّعر قائلاً "الشّعر في خطر، وذلك بسبب عدم توثيقها كتابياً لتتوارث عبّر الاجيال، مما يهدد من اندثاره, ونلاحظ في الوقت الراهن بأن عدد الدواوين المطبوعة خجولة لعدم طباعتها في الوقت الراهن، بسبب تعدد وسهولة طرق النشر".
واختتم محمد الحسن "للشّعر طابع خاص في مدينة الرقة، الطابع العشائري في المدينة اضفى مكانة مميزة على الشّعر، حيث الشّعر له مكانة في كل عشيرة، وكل عشيرة تعتمد على عدد من الشعراء للدفاع عن القصيدة التابعة للعشيرة، وموثقين لأحداثها والمادحين لشخصياتها العشائرية، والمدافعين عن الواقع العشائري، ويوثق العشائر في الرقة".