المركز الثقافي في الرقة يحيي ثقافة المكونات بعد طمس هويتها

اندثرت معظم الثقافات في مدينة الرقة على يد الأنظمة الراديكالية، ليعيدها المركز الثقافي بعد طمسها وتهميشها، لتنهض من تحت الأنقاض لتشكل فسيفساء من جميع المكونات المجتمعية.

الثقافة لغة عالمية لا تقتصر على أمة أو مجتمع، تمتاز بالتنوع وتتركز جماليتها بالتنوع، إلى جانب اللغات هناك ايضا الرقص الشعبي والغناء الفلكلوري لكل مكون.

وعاثت التنظيمات الراديكالية فساداً في المنطقة، عبر طمس وإقصاء بعض المكونات من الساحة الثقافية التي تمتاز بالتنوع الثقافي، حيث كانت بعض الآلات الموسيقية الكردية تعزف بالخفية خشية الاعتقال التعسفي، فيما كانت المكونات الاخرى تُعبر عن ثقافتها بكل حرية.

ألات موسيقية بعيدة عن عازفيها، وكُتب تخبئ كقوت لتغذية الروح والثقافة، والغناء بصوت منخفض، ومنع كافة النشاطات الثقافية، بهذه الطرق طمس "داعش" كافة الثقافات وهددها بالزوال.

وبعد تحرير المنطقة على يد قوات سوريا الديمقراطية، نهض المركز الثقافي من تحت الأنقاض في بداية العام 2018 ليستقطب كافة المكونات، لتعبر عن ثقافتها دون الخوف من الاعتقال.

"حافظنا على تراثنا ومنعناها من الاندثار"، بهذه الكلمات عبر عضو مكتب الآداب التابع للمركز الثقافي في الرقة، شواخ العلي، عن مدى الصعوبات التي واجهها للحفاظ على تراث كافة المكونات.    

لا يتوفر وصف.  

واستهل، شواخ العلي، حديثه قائلاً "المركز الثقافي في الرقة له عمق تاريخي، وأسس في بداية استقلال سوريا، واستقطب جميع المكونات، وتميز بتنوع الثقافي والمجتمعي".

واشار العلي "وعلى زمن تواجد حزب البعث، كان يقصى بعض المثقفين والفعاليات والمكونات القومية، علماً أنها تملك ثقافات مميزة، وكان هناك ازدواجية بالحفاظ على الثقافات ".

المركز الثقافي يعيد إحياء ثقافة المكونات

وقال، شواخ العلي "بعد تحرير مدينة الرقة، اعاد المركز الثقافي النسق إلى قيمته الحقيقة، من خلال التنوع بالفنون والآداب، حيث تداخلت الآلات الشرقية مع الغربية لتشكل موسيقا متعددة الثقافات، منها البزق الكردي والربابة والمزمار الشعبي والجيتار الغربي".

 

مضيفاً "نهض المركز الثقافي من تحت الأنقاض، واستقطب كافة المكونات لإحياء التراث المدفون، حيث نعمل على زيارة القرى لتعرف على الثقافات، ومقابلة كبار السن لنتعمق بتراث المنطقة، وباقي الثقافات التي كادت أن تدفن تحت التراب نتيجة منعها من قبل التنظيمات الإرهابية".

واشار، شواخ العلي "ويتضمن المركز الثقافي عدة أقسام، منها الرسم والشعر والنحت، ومن أهمها الفن التمثيلي، والذي يأخذ دور كبير في المركز الثقافي، كونه يترجم الفكر إلى حياة على خشبة المسرح، لدينا كادر ثقافي قادر على نشر ثقافته عالمياً ومحلياً".

نشر الثقافة عبر حقل إلغام

وصف، شواخ العلي، نشر الثقافة على زمن "داعش"، "بحقل إلغام"، قائلاً "التنظيمات الإرهابية منعتنا من ممارسة الثقافات، وكنا ننشر ونحافظ على ثقافتنا عبر الجلسات الشعبية، واللقاءات الخاصة مع الأصدقاء، ولكن كانت ضيقة جداً، كنا ننشر الثقافة عبر حقل إلغام، والصعوبات لم تقف عائقاً أمام نشر الثقافة، حيث أخفينا الكتب في أماكن آمنة، كقوت للغذاء الروحي والثقافي خوفاً من الاعتقال، كل شخص حاول الحفاظ على ثقافته عبر طريقته الخاصة، وذلك عبر الوسائل المرئية والمسموعة، نقدر ونقدس كل من بذل جهداً للحفاظ على إرث المجتمع، ووصلنا إلى مرحلة الديمقراطية والحرية".

لا يتوفر وصف.

لا يتوفر وصف.

لا يتوفر وصف.