زُينت ساحة كاسرناريال بمدينة زيورخ السويسرية، حيث أقيم المهرجان، بصور الشهيدات القياديات لنضال المرأة في كردستان والعالم، وانطلق المهرجان، الذي أقيم تحت شعار "مع المراة، الحرية، الحياة نحو ثورة المرأة" بالوقوف دقيقة صمت استذكاراً لأرواح شهداء النضال التحرري في كردستان.

ساكينة جانسيز هي طيف المقاومة

وفي المهرجان، الذي ألقت عضوة اتحاد المرأة الكردية في سويسرا (YJK-S)، أوزان آيتاج الكلمة الافتتاحية، قُرأت الرسالة التي كانت تم إعدادها باللغتين الكردية والألمانية، وتمت الإشارة في الرسالة إلى أن حياة ساكنية جانسيز قد مر على الدوام في خضم النضال، كما أكدت الرسالة بأن هذا المهرجان يمثل في الوقت نفسه نضال وروح ساكينة جانسيز، وتطرقت آيتاج في معرض حديثها إلى هذا الأمر بالقول: "كما يعلم الجميع، يجري إقامة هذا المهرجان باسم المقاومة وحرية المرأة، ولهذا السبب، فإن اسم هذا المهرجان هو مهرجان ساكينة جانسيز، فنضالها كان في الوقت نفسه من أجل نضال المرأة، حيث أن حرية المرأة هي بمثابة حرية الشعوب، وقد تعرضت ساكينة جانسيز للاغتيال بسبب هذا الأمر، تعتبر ساكينة جانسيز هي هوية لتاريخ، وأصبحت ساكينة جانسيز جزءاً لا يتجزأ من مقاومتنا، ولم تكن تعرف الحدود، وكانت تعيش على هذا الدرب، ولدى هذا المهرجان طيف ومقاومة والروح الرفاقية لـ ساكينة جانسيز، وإنه طيف مقاومة المرأة في الشرق الأوسط، حيث أن حياة ومقاومة جانسيز هما بحد ذاتهما رمز، وقد آمنت بالحرية وسلام الشعوب، ونحن أيضاً نؤمن بذلك".     

كما واستذكرت الرسالة النساء القياديات أمثال ناكيهان آكارسال، آفين غويي، هفرين خلف، جيان تولهلدان، يادي عقيد، يسرى درويش وليمان شويش، اللواتي استشهدنّ جراء هجمات الدولة التركية، وتم التعهد بأن يكنّ جديرات بنضالهن".

كونجا: ينبغي أن نكون جديرين بمقاومة الجبال 

ومن ثم، أعقب ذلك، إلقاء بسيمة كونجا كلمة باسم حركة المرأة الحرة في أوروبا (TJK-E)، واستهلت بسيمة كونجا كلمتها بتحية المشاركين في المهرجان، وقالت بأنه ينبغي عليهنّ تعزيز النضال في مواجهة هجمات دولة الاحتلال التركي القائمة ضد أبناء الشعب الكردي، وقالت بهذا الصدد: "يجب علينا كنساء كرديات رفع وتيرة النضال في كل المجالات، فإن كانت الدولة التركية تستهدف الكوادر القياديين لنضال المرأة، فيجب علينا أن نرى أوجه تقصيرنا ها هنا، حيث هناك مقاومة منقطعة النظير في أنفاق الحرب، وينبغي علينا أن نكون جديرات بتلك المقاومة".            

التركيز على أهمية الوحدة الوطنية

ونوّهت كونجا إلى العزلة المفروضة على القائد عبدالله اوجلان، وقالت بهذا الخصوص: "يجب علينا أن نخوض نضالاً فعالاً ضد هذه السياسة للدولة التركية، ونحن في الفترة التي تصادف فيها الذكرى المئوية لاتفاقية لوزان، وينبغي على الكرد مواجهة اتفاقية لوزان، التي قسمت كردستان إلى أربعة أجزاء، أن يعملوا على ضمان تحقيق وحدتهم الوطنية في القرن الجديد، فاليوم، نقيم المهرجان العاشر باسم ساكينة جانسيز، التي تركت لنا إرث للمقاومة، وسنعمل على التمسك بهذا الإرث، ولن ننزل أبداً عن راية النضال التي استلمنها منهن".        

منظومة المرأة الكردستانية (KJK): لقد انتصرت استراتيجيتنا المتمثلة بالكرد الأحرار والمرأة الحرة

وتم إرسال رسالة باسم منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK) إلى المهرجان، وجرى التأكيد في رسالة منظومة المرأة الكردستانية (KJK) على أن المؤامرات المحاكة ضد نضال المرأة الكردية متواصلة منذ 25 عاماً، وجاء في الرسالة ما يلي: "لقد عمل النظام الرأسمالي على استهداف الإبادة الجماعية للكرد من خلال مؤامرة دولية لإطالة عمره واحتلال الشرق الأوسط وإعادة ترتيب العالم، فمنذ 25 عاماً، يحاولون تنفيذ المؤامرة بطرق وأساليب مختلفة، حيث تصاعدت وأخذت الهجمات على هوية ولغة وإرادة وتاريخ وإنجازات الكرد والمرأة بالازدياد بشكل متصاعد، ويحاول النظام الفاشي للدولة التركية تأسيس وجوده على أساس غياب الشعب الكردي، وكان الهدف الأول لسياسات الإبادة الجماعية للدولة التركية خلال القرن الماضي، هو المرأة الكردية، حيث يسعى لتنفيذ السياسات الخاصة بالحرب والإبادة الجماعية والانصهار والاحتلال بحق المرأة، وقد حشد النظام الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية كل إمكانياته لتفعيل هذه السياسات".

وجاء في بيان منظومة المرأة الكردستانية (KJK) بخصوص العزلة المفروضة في إمرالي، ما يلي: "إن القوى المتآمرة تستهدف في شخص القائد أوجلان، الشعب الكردي والمرأة وجميع مناضلي ومناضلات الحركة التحررية، ويخوض قائدنا منذ 25 عاماً مقاومة عظيمة في سجن إمرالي، وإننا بدورنا نحيي المقاومة المهيبة لقائدنا في إمرالي، ونحن كـ نساء وشعب مديّنون للقائد أوجلان، وانطلاقاً من هذا الأساس، ستكون جميع جهودنا ونضالنا منصبة في إطار حرية قائدنا، وسنكسر بمقاومتنا ونضالنا العزلة المفروضة ونحرر القائد أوجلان".        

كما تم التأكيد في البيان على أن أعنف وأشرس معركة في التاريخ والقرن تجري في جبال كردستان، وأفيد بأن مقاتلي ومقاتلات الكريلا يقاومون بحب الوطن، وقاموا بإحباط سياسات الاحتلال، وأضاف البيان بالقول: "يقول مقاتلو ومقاتلات الكريلا، "هذا المكان كردستان، الدخول مسموح، والخروج ممنوع"، وهذه الرسالة تعكس حقيقة ما، ويجب على القوى الدولية والإقليمية أن ترى هذه الحقيقة، حيث انتهى عصر سياسات الاحتلال والإبادة الجماعية والخيانة والعار، كما أن استراتيجيتنا المتمثلة بالكرد الأحرار والمرأة الحرة قد حققت النصر من الآن".

"ندعو إلى تعزيز النضال"

وتابع البيان بالقول: "نحن، كـ منظومة المرأة الكردستانية (KJK)، ندعو المرأة وشعبنا والشبيبة أصدقائنا إلى تصعيد قوتها في النضال، وإلى تأجيج نار حربهم في مواجهة العدو العاجز، حيث تستحق مسيرة القائد الانتصار في عامها الخمسين، كما يستحق النضال المشرّف للمرأة الانتصار، وبهذه الطريقة، لنسير ونحقق النجاح على خط انتصار القائد أوجلان ومقاومة الكريلا والنضال الدؤوب للمرأة".      

كما قُرأ في المهرجان رسالة مجلس المرأة السريانية بيث نهرين في أوروبا، وقدم كل من الفنانة برمال جم، وجين ما، ويلدا عباسي، مدي، وجوقة نساء بازل، وجوقة أطفال فينترتور، وإيلانورا عروضهن الغنائية والفنية، كما قدمت فرقة الرقص والرقص النسائي وفرقة الرقص الفلمنكية عروضها الفنية على المسرح، كما غنت النساء ألحانهن في خيمة الغناء التي نُصبت في المنطقة".