الاحتفال برأس السنة الفرعونية 6266..دليل التنوع والتعايش على ضفاف النيل
تشعر أن عقارب الساعة عادت آلاف الأعوام إلى الوراء وسط الاحتفال برأس السنة الفرعونية الذي اتخذ هذا العام طابعاً مميزاً يعبر عن التنوع والتعايش بين المصريين.
تشعر أن عقارب الساعة عادت آلاف الأعوام إلى الوراء وسط الاحتفال برأس السنة الفرعونية الذي اتخذ هذا العام طابعاً مميزاً يعبر عن التنوع والتعايش بين المصريين.
تزين نهر النيل بحفل مهيب شارك عدد كبير من المثقفين المصريين والعرب وحضر البعض بالأزياء المصرية القديمة في إحدى البواخر التي احتضنت الحفل، للاحتفال برأس السنة المصرية 6266، والتي تعبر عن أقدم تقويم عرفته البشرية كلها، والذي امتزج هذا العام بالاحتفال بالمولد النبوي وعيد النوروز لدى الأقباط واحتفل المجتمعون بالأعياد الثلاثة في حفل واحد.
استهل الحفل المستشار سامي حرك مؤسس حركة "حراس الهوية المصرية" والعلم المصرى فى الفرعونيات، والتي أكد فيها على أهمية الاحتفال وقيمته ورمزيته التاريخية والحضارية، مشيراً إلى أن الوحدة والتنوع هي العنوان الأبرز لهذه المناسبة.
وقدمت فرقة مسرحية مصرية عرضاً فنياً مميزاً عن وصايا ماعت التي سبقت الأديان، حيث أضفى العرض بعداً ثقافياً وتاريخياً مميزاً على الفعالية، خاصة أنه أقيم على سطح القارب.
كما قدمت الفنانة سها محمد علي، رئيسة فرقة طبلة الست، عرضاً فنياً مميزاً ضم باقة من أغاني الفلكلور المصري، كانت أبرزها الأغنية الشهيرة "شهور السنة المصرية" والتي أثارت تفاعلاً كبيراً من الحاضرين، كواحدة من الأغاني التراثية المصرية.
كما أوضحت الأدبية بهيجة حسين أن مصر كانت وستظل حاضنة لكل من يلجأ إليها من كل أبناء الوطن العربي وأفريقيا، وأنها كانت الملجأ لكل الفارين من ويلات الحروب على مدار التاريخ.
ودعت حسين في كلمتها القوميين وأصحاب الدعوات العنصرية ضد اللاجئين، إلى الانخراط في العمل السياسي بشكل حضاري.
كما انتقلت الكلمة إلى الكاتب الصحفي صموئيل العشاي مؤسس حركة الدفاع عن الأزهر والكنيسة، والذي هنأ الحضور برأس السنة المصرية والقبطية وعيد الشهداء وعيد النوروز والمولد النبوي الشريف، مبيناً أن الاحتفالات المصرية بالأعياد الدينية ليست مجرد مناسبات عابرة، بل هي جزء لا يتجزأ من تراث وتاريخ المصريين الذي يمتد عبر آلاف السنين.
وتطرق العشاي إلى الحلوى كطريقة للاحتفال بالأعياد المصرية، مبيناً أن تقاليد صناعة الحلوى ورثها المصريون عن الحضارة المصرية القديمة، مشيراً إلى أن النساء المصريات هن العمود الفقري لهذا التراث الذي يعكس عمق الجذور الثقافية والحضارية لمصر.
وأشار العشاي إلى أن الحلوى دائماً جزءاً من احتفالات المصريين، سواء كانت إسلامية أو قبطية، مشدداً على أهمية الحلوى في نشر روح البهجة والسعادة بين الناس، وخصوصاً في المولد النبوي الشريف.
في ختام الاحتفال، قدم العشاي مع الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، حلوى المولد مع توزيع البلح الأحمر على الحضور، كرمز لمشاركته في الاحتفاء برأس السنة المصرية.
وتقول فاطمة ناعوت عضو اتحاد كتاب مصر والكاتبة الشهيرة في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن رأس السنة الفرعونية يتزامن مع بداية الشهر المسمى باسم "توت" في التقويم المصري القديم، وهو واحد من أعرق وأقدم التقاويم التي عرفتها البشرية منذ أكثر من ستين قرناً، مضافاً إليها مائة ألف عام من السعي الحضاري.
وأضافت، أن رأس السنة المصرية عيد وطنى يخص كل المصريين وليس كما يعتقد البعض عيداً دينيّاً مسيحيّاً، لأن التقويم المصري موجود قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام بأكثر من 4000 سنة.
وأوضحت عضو اتحاد كتاب مصر، أن كل فلاح مصرى قديم كان يعرف شهور السنة المصرية القديمة عن ظهر قلب؛ إذ يحسب مواعيد غرس البذور ومواعيد حصاده عبر تلك الشهور.
بينما يقول صموئيل العشاي مؤسس حركة الدفاع عن الأزهر والكنيسة في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء(ANF)، إن الاحتفال برأس السنة المصرية 6266، احتفال يجمع المصريين جميعاً تحت مظلة حب الوطن، لأن الجميع مصريون، لا فرق بين قبطي ومسلم، يجمعهم تاريخ طويل من التعايش والمحبة.
وأضاف، أنه أتفق على أن يكون الاحتفال مشتركاً بين رأس السنة المصرية ورأس السنة القبطية، إضافة إلى عيد النوروز أو الشهداء، والمولد النبوي الشريف، وهو ما يعكس التنوع الثقافي والديني الذي يميز مصر عبر العصور.
وأشار العشاي إلى أن المولد النبوي ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو احتفال مصري خالص يعبر عن وحدة أبناء هذا الوطن، وفي هذه المناسبة يشعر بأن المصريين جزء من نسيج واحد، يتشاركون نفس الفرح ويحتفلون بشخصية عظيمة تركت بصمة إنسانية لا تمحى.