تحركات تركية جديدة لإستفزاز قبرص واليونان بعد وعيد أردوغان

تتجه تركيا بوتيرة متزايدة للتصعيد مع قبرص واليونان، مع دخول "تحالفات الغاز" في شرق المتوسط مرحلة متطورة، تستبعد تركيا التي ترفض التعاون الاقليمي وتواصل التنقيب غير الشرعي.

تتزامن الاستفزازات التركية الراهنة لكل من قبرص واليونان مع قرب انعقاد قمة آلية التعاون الثلاثي بين اليونان ومصر وقبرص، وذلك في الوقت الذي شهدت فيه الايام الماضية زيارة هامة لوزير الدفاع المصري الى نيقوسيا دشنت مرحلة جديدة من التعاون العسكري بين البلدين، وجاءت بالتوازي مع زيارة تاريخية لوزير الخارجية السعودي لتأكيد دعم المملكة "لسيادة قبرص ومشروعيتها" في خطوة أُعتبرت على نطاق واسع تحديا لأطماع تركيا في الجزيرة التي تحتل شطرها الشمالي.

وجاءت تلك التحركات بعد يومين من حديث الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن ارسال سفينة ثالثة للتنقيب عن الغاز قبالة السواحل القبرصية، وتوعده بالتحرك ضد دول شرق المتوسط، وذلك خلال مقابلة صحيفة.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة القبرصية أن الرئيس يقوم بدراسة التقرير الذي أعدته وزارة الخارجية القبرصية حول إمكانية قيام قبرص بتقديم شكوى متعلقة بالاستفزازات التركية في منطقة فاروشا الجزء المسور من مدينة فاماغوستا أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

تم مناقشة التقرير خلال اجتماع عقده الرئيس نيكوس أناستاسياديس ووزير الخارجية نيكوس خريستودوليديس مع رئيس بلدية فاماغوستا سيموس إيوانو الذي تم انتخابه مؤخراً ومجلس البلدية، حسبما ذكرت وكالة الانباء القبرصية.

وقال برودرومو أنه سيكون هناك تنسيق كامل مع الحكومة والبلدية لتفعيل التدابير الجارية.

 وقال المتحدث الرسمي أنه من المتوقع أن يتم الإفراج عن السيدتين اللتين احتجزتا بشكل غير قانوني يوم الأحد. وذلك بعد مسألة الصبي البالغ من العمر 16 عاماً والذي قام بإنزال علم الدولة المزعومة في الشمال وصورة الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكتاش يوم الأحد الماضي، وقال المتحدث الرسمي أن المبادرات الخاصة جارية أيضاً. وأضاف، نأمل حقاً أن تنتهي هذه القضية لأنه يجب ألا تتحول  المسألة إلى  استغلال سياسي".

وقال أيضاً أن البلدية ناقشت مع وزير الخارجية القبرصي مسألة اتخاذ تدابير لتجنب بيع الممتلكات في المناطق المحتلة من قبل تركيا.

ورفضت نيقوسيا بشكل قاطع ادعاءات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن قبرص لا تعترف بحقوق القبارصة الأتراك وأنها تهدد السلام، مؤكدة "أنه إذا كان هناك أحداً يهدد السلام فإنها تركيا".

وبشكل متزامن، صعدت أنقرة مع اليونان، حيث أصدرت أنقرة اشعاراً ملاحيًا جديدًا يمدد حجزها لمنطقة تمتد من غرب جزيرة كاستيلوريزو في جنوب شرق بحر إيجة إلى جنوب رودس.

أفادت صحيفة كاثيميريني اليومية اليونانية يوم الاثنين بان تركيا أصدرت تحذيرا ثانيا للشحن البحري بين جزيرتي رودس وكاستيلوريزو بشرق اليونان لتفادي خروج سفينة تركية في المنطقة.

وقال كاثيميريني إن مكتب الملاحة والهيدروغرافيا وعلوم المحيطات في تركيا أصدر أيضًا تحذيراً يطلب من جميع السفن الاحتفاظ بمرسى واسع لسفينة بيليم -2، وذلك وسط نزاع بين تركيا من جانب واليونان وقبرص من جانب اخر في شرق البحر المتوسط وبحر إيجة.

وكانت اليونان قد أعلنت عزمها قرب تحويل جزيرة تبعد نحو ميل واحد عن الشواطئ التركية إلى منطقة اقتصادية خالصة تابعة لها، وسط تحذيرات متكررة من تركيا من الإقدام على مثل هذه الخطوة.

جزيرة " كاستيلوريزو" اليونانية هي أصغر الجزر اليونانية الموجودة بمقاطعة "دوديكانيسيا"، ببحر إيجه غربي اليونان، وهي أقرب جزر اليونان لتركيا.

ويبلغ عدد سكان الجزيرة، التي تبلغ مساحتها 12 كيلومترا مربعا، حوالي 500 شخص فقط، وتقع ضمن المناطق والجزر المتنازع عليها في بحر إيجه بين أثينا وأنقرة منذ سنوات.