وأجاب عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، دوران كالكان، على أسئلة وكالة فرات للأنباء (ANF) بمناسبة الذكرى السنوية الـ 47 لتأسيس حزب العمال الكردستاني. الجزء الثاني من المقابلة هو كما يلي:
كيف ظهرت حقيقة الحرب في حزب العمال الكردستاني، الذي بدأ مع قوات تحرير كردستان HRK، واستمر مع جيش التحرير الشعبي الكردستاني ARGK، وفي هذا العصر يتم سيرورته بالكريلاتية الحديثة الاحترافية؟ كيف تقيمون المستوى الذي وصل إليه نضال الكريلا؟ ويتم تقييم الجوانب العسكرية والسياسية للعمليات الفدائية، وخاصة العملية الفدائية التي نفذت ضد شركة توساش في أنقرة، كيف ينبغي فهم خط الفدائية داخل حزب العمال الكردستاني من الماضي وحتى الآن؟
الكريلا، الدفاع، الدفاع عن النفس، المقاومة والحرب هي المواضيع الأكثر مناقشة وتحتاج إلى مناقشة أكثر، ومع تزايد الهجمات الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، ومع تطور العقلية والسياسات الفاشية والقمعية في أوروبا وأمريكا وفي أجزاء مختلفة من العالم وتوجهها نحو السلطة، يصبح هذا مصدر قلق للجميع، بحيث يتم إزالة خطاب المتعلق بالنظام الديمقراطي والإمكانيات الديمقراطية، لذلك، فإن وضع الجميع يقترب من بعضهم البعض، وتصبح هذه المفاهيم ذات معنى ومهمة للجميع مرة أخرى، لهذا السبب، فإن كل من الثوريين والاشتراكيين يناقشون هذه المفاهيم مرة أخرى، وسيناقشونها بشكل أكثر، ففي الآونة الأخيرة ابتعدوا عن هذا كثيراً، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ساد اليأس والتشاؤم، وأصبح الانقطاع أكثر، لكنها الآن، من ناحية، متأثرين بالفكر الآبوجي، الذي ظهر كقائد جديد لتغيير لنموذج، ومن ناحية أخرى، مع ازدياد الضغط، الإرهاب، الظلم والتهديدات الفاشية، عادت هذه المفاهيم إلى جدول أعمال الاشتراكيين مرة أخرى، هناك قضايا تحتاج إلى مناقشتها وفهمها بشكل صحيح وإيجاد حل لها وتنفيذه، لقد تنبأ حزب العمال الكردستاني بذلك بالنسبة لكردستان منذ البداية واتخذه كأساس. يُسأل ما هو الفرق بينه وبين المنظمات الأخرى، لذلك كان هذا أحد الفرق. قلنا عدم القدرة على الانفصال عن النظام بالنسبة للمنظمات الأخرى، وكانت هذه هي السمة الرئيسية التي فصلت حزب العمال الكردستاني عن النظام، ما لم تظهر موقفاً ضد نظام يفرض كل هذا القمع والاضطهاد، ومقاومة ضد هجماته المسلحة، كيف ستحمي وجودك، كيف ستتحرر، كيف ستستطيع حماية مكتسباتك؟ هذا غير ممكن، ولم يكن حزب العمال الكردستاني مخطئا في هذا الأمر منذ البداية ولم يخطئ في ذلك، أما التنظيمات الأخرى، التي ادعت أنها تقود الكرد، قالت أشياء مماثلة، وقال القائد آبو شيئاً آخر، والسمة الأساسية التي ميزت القائد آبو عنهم هي أنه لم يكن مخطئا في هذا الأمر، لقد قيّم الواقع الكردي، وواقع كردستان بشكل صحيح، والأهم من ذلك أنه أظهر القوة والشجاعة والفدائية للنضال في بيئة الواقع هذه، لقد رأى الكثير منهم ذلك، لكنهم لم تكن لديهم تلك الشجاعة والفدائية وتلك الإرادة والقوة، وعلى هذا الأساس، أدرك حقيقة العدو، وحلل نظرية القمع، وحلل الحرب، وحلل البنية الحربية للحكومة ونظام الدولة، وقام بتحليل حرب الدفاع المشروع التي تشن ضد ذلك، ورأى أن الكريلا هي الأساس، الطريقة الأساسية التي يمكن للضعيف من القتال والانتصار على القوي، ومن الناحية الفكرية، جعله أساساً له ودرب ونظم نفسه بعقلية الكريلا وأسلوبه، وعندما لم تكن هناك شروط أخرى، شُن بأسلوب الكريلا حرب ضد النظام العسكري الفاشي في 12 أيلول، على أساس قفزة الكريلا في 15 آب 1984، واستفادت التعريفات الأولية لحرب الكريلا بشكل كبير من نظرية الحرب ونظرية الكريلا، ولم ينفصل عنها تماماً، لكنه بالطبع لم يتم تنفيذه على الفور، كما قام بتطوير ابتكارات وفقاً للوضع المستقل لكردستان. كيف وجد هذا؟ لقد وجد القائد آبو ذلك من خلال أسلوبه الإبداعي، وجعل من الممارسة العملية أساساً، لقد نظر إلى ممارسة العملية للكريلا، سوف تتطور الكريلا، وهي بحاجة إلى التطور، وسيكون النجاح والنصر مع الكريلا، ولكن بعد ذلك كيف يمكن أن تتطور الكريلا بنجاح؟ ولم يتكرر في كردستان ما حدث في بلدان أخرى، لقد اعتمد على الطريقة التي كيف يمكنه أن ينجح في ظروف كردستان، لقد خلق نظرية الكريلا، وأصبحت الكريلا حركة حزبية، لم يكن جيشاً عادياً، نعم، كان يسمى جيش الشعب، لكن الكريلا لم تكن هي الأسلوب الذي شارك فيه الأشخاص الجهلاء، بل هو الأسلوب الذي شارك فيه مناضلو الحزب الواعون والمثقفون والمناضلون القياديون، هكذا تأسست كريلا كردستان، وأصبح تدريجياً مختلفاً عن الآخرين، كان يختلف عن الآخرين بإيمانه بقوته وتنظيمه ومستوى وعيه وشجاعته وفدائيته، بمعنى آخر، خلق حزب العمال الكردستاني كريلا يعيش حياة اشتراكية بالكامل، ويعيش بشكل جماعي، وخلق الجماعية على أعلى مستوى، ويجسد الحياة الحزبية تماماً، وبالتالي يعيش الاشتراكية، أما الآخرون لم يكن هذا هو الحال لديهم، لقد جعلوا من الخط السلطوي والدولتي في التنظيم ولدى القيادة والمقاتلين في النضال أساساً لهم، في الواقع، أراد حزب العمال الكردستاني أن يفعل ذلك وبهذه الطريقة أيضاً. كما أراد تقليدهم، لكن تطبيقها لم يحقق النجاح في كردستان، لقد توقع ونفذ كل ما حقق النجاح في ظروف كردستان، وكان لهذا خصائصه الخاصة. وقد اختلفوا في تحديد قوة العدو، وتحديد خط العملية، وتحديد العلاقات العامة، كانت قوات الكريلا هي الشكل التنظيمي والعملي لاستقرار الحزب، لقد كانت قوة التدريب والتنظيم والعملية، ولم تكن الكريلا قط قوة عسكرية ضيقة، ولم يعرّفها القائد آبو على هذا النحو من الناحية النظرية، ولا عملياُ لم تصبح قوات تحرير كردستان HRK وجيش التحرير الشعبي الكردستاني ARGK وقوات الدفاع الشعبيHPG حركات منظمة على طول هذه الخطوط العسكرية الضيقة، لا، لقد أصبحت بالتأكيد قوة أيديولوجية وسياسية وعملياتية. كما أصبحت الكربلا قوة رائدة دربت الشعب ونظمتهم ودفعهم نحو النضال وقادتهم، لقد تجسدت قيادة الحزب وعملياته وحياته في شخص الكريلا، والآن، مع تغيير النموذج، أصبح هذا الأمر أعمق وأكثر واقعية على طول هذا الخط، كما حدثت تغييرات كبيرة في صفوف الكريلا، والتزاماً بخط الدولة القومية، هدفت الكريلا إلى إنشاء دولة قومية والكشف عن الدولة القومية الكردية وجيشها، وعندما انفصلت عن الدولة القومية توجهت نحو حركة مجتمع ديمقراطي قائمة على حرية المرأة والبيئة، وأصبحت قوة الدفاع عن المجتمع. لقد عرّفت نفسها بالفعل على أنها قوة الدفاع عن المجتمع، وتشكل حزب العمال الكردستاني كقوة للدفاع، وبرزت الكريلا باعتبارها القوة الضاربة الأكثر نشاطاً، حيث شكلت ما بين 80 إلى 90 بالمائة من هذه القوة، وبهذا المعنى، انفصلت عن هدف الحكومة والدولة، لقد غيرت أهدافها، وأسلوب ضربها وأرضيتها، لقد ظهرت كريلا جديدة، وأسست قيادة الكريلا كريلاتية جديدة على خط الحداثة الديمقراطية، فهل يمكن الدفاع عن المجتمع فقط من خلال قيادة الكريلا؟ لا. كما يعرف من اسمه، كريلا رواد، ثوريين محترفين، إذن من سيقودن؟ ستقود المجتمع، النساء، الشبيبة، العمال والكادحين الذين يحمون أنفسهم.
كان الكرد مجتمعاً قروياً، تطورت الكريلاتية داخل المجتمع القروي في البداية، وتطورت أولى المراحل للكريلاتية في الجبال من القرى، ومن خلال تغيير النموذج، قدم القائد آبو النضال المشترك من أجل الجبال والمدن والسهول، وبعدما انقطع علاقة المجتمع من الجبال، احترقت القرى وأخلت، تجمع المجتمع في المدن، بالطبع، حيثما يوجد المجتمع، توجد قوة الدفاع، سيكون داخل المجتمع، ويكون قائماً على المجتمع، ولذلك، اعتمد على هذه خطوة بخطوة، والآن هناك قيادة كريلا ونضال للدفاع عن النفس تتطور على هذا الأساس، قيادة الكريلا محترفة في كل النواحي، إنهم مناضلو الحزب، ويعتمدون على قوتهم الذاتية ومن يطبق القوة الذاتية بكفاءة أكبر، وتجسدت مستواها في أعلاه في عملية الفدائية ضد شركة توساش. القوة التي نفذت تلك العملية كانت من مقاتلي كتيبة الخالدين، القوة الأكثر احترافية وتدريباً من الناحية الإيديولوجية، التنظيمية والعسكرية، إنها قوة لا تعرف العقبات وتتغلب على جميع العقبات بنجاح، ولا يمكن لأي قوة أن توقفها، لم تستطع دولة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشية إيقاف آسيا علي وروجكر هيلين بأي قوة تحصل عليها من الناتو أو روسيا أو هنا وهناك. هذا هو أعلى مستوى من قيادة الكريلا المحترفة، لقد نظمت وشكلت نفسها في العديد من هذه الهياكل، والآن تتم مناقشة هذه الأمور من منظور سياسي وعسكري. ماذا يمكن أن يقال من الجانب العسكري؟ لقد صدمت الجميع زبما فيها الجمهورية التركية، وفي الواقع، كانت الدولة التركية تقول، "أنا أمنع كل شيء"، وقالت أيضاً: "لقد أنهيت الإرهاب"، اتضح أنه لا يستطيع فعل أي شيء، ولا يستطيع الحماية في أي مكان. ماذا أثبتت العملية الفدائية ضد شركة توساش من قبل الكريلا؟ لم تستطع قوة أن توقف المناضلين الذي تدربوا ونظموا أنفسهم على أسس آبوجية، واكتسبوا الشجاعة والفدائية، وشاركوا في ذلك بوعي وإيمان، ولا توجد قوة يمكنها أن تمنع ذلك، وليس هناك عدو لا تستطيع مثل هذه القوة ضربه أو هزيمته، ليس هناك نصر لا يستطيع تحقيقه، إنها دائما قوة النصر، لقد أثبتوا ذلك، لقد شكلوا خطاً لمقاتلي الكريلا، لقد وضعوا المقولة التي قالها القائد آبو "أعظم تقنية هو الإنسان" موضع التنفيذ، وكشف ما يعنيه هذا، بالطبع، هذه هي حرب الاحترافية لرواد الكريلا، لا يمكن تحقيق التحرير والحرية دون هذا، قد تتغير السياسة، وقد تتطور هياكل سياسية جديدة، لكن المجتمع يحتاج دائماً إلى الأمن، هناك حاجة للدفاع، وقال القائد آبو: "ليس هناك وردة بدون أشواك"، وخلق نظرية الورد، إذا أردت أن تصبح وردة، يجب أن يكون على جنبيك أشواك، لكي تظل جميلاً كالورد، يجب أن يكون لديك أشواك تلسع من يمد يده إليك!
هدفنا هو الدفاع الذاتي الاجتماعي
إذا أردت أن تعيش بطريقة حرة، فستكون لديك دائماً قوة الدفاع لمقاومة الهجمات على الحياة الحرة. سيكون هناك موقف دفاعي، سيكون هناك وعي، سيكون هناك تنظيم، ستكون هناك القوة اللازمة، سيكون هناك فعالية. نحن نتحدث عن الدفاع الذاتي، أنت تحمي نفسك. قم بإنشاء أمنك الخاص، فالأمن الذي ينشأه شخصاً آخر، ليس أماناً حقيقياً، ولا يستطيع خلق الحرية. لا يمكن أن يُسمى ذلك بالدفاع الذاتي. هذا النوع من الدفاع الذاتي للمجتمع يجب أن يتم في البداية من قبل النساء والشباب. بالنسبة لهذا الموضوع فلا زلنا في البداية. هناك الكثير من العِلَلْ. في الواقع، كان المقاتلون قد وضعوا لأنفسهم هدف تشكيل جيش منظم على خُطا الأمة والدولة. كان من الممكن أن يكون قائدها، لكنه الآن يهدف إلى خلق الدفاع الذاتي الاجتماعي بنموذج المجتمع الديمقراطي، وحماية المرأة الحرة والبيئة. إنه يريد حقاً أن يكون جيش الدفاع الذاتي للشعب. يريد أن يخلق حقيقة الشعب المحارب من أجل الدفاع الذاتي. وعلى هذا الأساس يكون خط الدفاع عن الحداثة الديمقراطية.
’يجب على الجميع أن يتعلموا درساً من العملية الفدائية ضد الشركة التركية للصناعات الجوية والفضائية (TUSAŞ)، وأن يروا أنهم لا يستطيعون ضرب الكرد‘
لن نقول الآن شيئاً عن المناقشات السياسية حول الفعالية ضد الشركة التركية للصناعات الجوية والفضائية ((TUSAŞ. نحن لا نناقش تلك القضايا السياسية. كثير من الناس يناقشون حسب رأيهم، ولكن يمكن للمرء أن يقول هذا، المشكلة التي تسمى بالقضية الكردية، يعني العقلية التركية أيْ الدولة التركية تريد القضاء على الكرد من خلال تجاهلهم، طالما لديهم عقلية وهجمات وسياسة وفكر بهذه الطريقة، سيكون هناك مقاومة بهذه الطريقة أيضاً. يجب على الجميع أن يعرفوا ذلك، لقد أظهر ذلك، وأُثبت أنه لا يمكن لأحد أن يمنعه.
سيحدث اليوم، وسيحدث غداً، سيفعلها فلان ولكنه سيحدث بالتأكيد. يجب على الكرد أن يفعلوا ذلك لكي يتمكنوا من الوجود، وليتمكنوا من العيش، والآن أصبحوا من أصحاب هذه الذهنية. ولذلك، ليس من الضروري أن تكون هنا وهناك. لقد أُظهر للجميع الطريق الصحيح. وأُظهر الخطر. إذا كنت تريد التخلص من الخطر، فكن جاداً، واقترب بشكل صحيح، وحل القضية. أعطى الرسالة بهذه الطريقة. وبين للكرد والمجتمع التركي والدولة التركية أنه لا يوجد حل آخر سوى قوة الحل للقائد آبو. وأشار إلى أن أي شيء غير هذا سيكون كارثة إذا طُرِحَ كحل. هذه حقيقة. وعلى الجميع أن يتعلموا من هذا، وأصحابيد العقول يتعلمون من الدرس ويتراجعون عن الخطأ. أولئك الذين هنا وهناك، أولئك الذين يرمون الحبل في الوسط، لقد ولى عهدهم. لقد فهموا مصدر السلطة والدولة. لقد تلقوا الدعم من العالم. قالوا سنضرب الكرد حسب ما نريد . ومنهم من يستطيع أن يفعل ذلك الآن. إنهم أغبياء. لقد مر ذلك الوقت منذ فترة طويلة. إذا حاولوا القيام بذلك، فستكون كارثة إذا لم يفهموا أين وماذا ضربوا؟ لذلك، من وجهة نظرٍ سياسية، كل ما يمكننا قوله هو أنه يجب على الجميع التصرف بالعقل السليم. يمكننا إجراء دعوة مثل هذا.
يتبع...