الجامعة العربية تنسق جهودها مع العراق لتهدئة التوتر في المنطقة ومنع عودة داعش

أكدت جامعة الدول العربية أنها تعوّل على العراق لتخفيف التوتر في المنطقة، فيما شددت بغداد على أنها لن تدخر جهدا للتواصل والتنسيق مع كافة الأطراف بما في ذلك إيران والدول العربية لإحتواء التوتر.

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه يعول على العراق ويثق في قدرته على قيادة دفة العمل العربي المشترك خلال الفترة المقبلة التي سيتولى فيها العراق رئاسة الاجتماع الوزاري لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي يأتي قبيل انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط "نثق بقدرات وإمكانيات العراق فى إدارة الاجتماع الوزارى وإنجاح مخرجاته"، مشيدا بدور العراق خلال التصعيد بين إيران وأمريكا فى إبعاد المنطقة عن النزاعات والحروب".

ومن جانبه، اوضح الحكيم انه ناقش مع ابو الغيط الاعتداءات الاسرائيلية على الاراضي العربية وموقف العراق من الازمة الاميركية الايرانية، في اشارة الى الهجمات الاخيرة على مخازن لقوات الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان.

واشار الى ان اللقاء بحث كذلك القضايا العالقة في اليمن وسوريا وليبيا والسودان، اضافة الى الوضع العربي بشكل عام وامن الخليج والملاحة فيه لان هذا الموضوع مهم بالنسبة للعراق، فضلا عن توضيح موقف العراق من محاولة تخفيف حدة التوتر الحاصل بين الجانبيين الاميركي والإيراني في الخليج.

وبدوره، أكد الدكتور أحمد الصحاف المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية لوكالة فرات للأنباء ANF أن بلاده لن تدخر أي جهد لتهدئة الأجواء في المنطقة والخليج، مشددا على أن ذلك يستند إلى خطاب بغداد المتوازن الذي يراعي مصالح الجميع، ويبتعد عن سياسة الاستقطاب والمحاور الاقليمية.

واستقبل وزير الخارجيّة محمد علي الحكيم الأمين العامّ لجامعة الدول العربيّة أحمد أبو الغيط الذي يقوم بزيارة رسميّة إلى العراق التقى فيها الرئاسات الثلاث، ووزير الخارجيّة؛ لبحث جملة من الملفات المُهمّة على صعيد العراق، وعلى مُستوى الجامعة العربيّة، مع تأكيد التزام الجامعة العربيّة بدورها بمُساندة العراق بما يدعم أمنه، واستقراره، وضمان سيادته، علاوة على بحث عدد من الملفات على صعيد المنطقة، ومنها: التوصّل إلى رؤية مشتركة للأزمات التي تُعاني منها عدد من الدول العربيّة .

واستقبل رئيس الجمهورية العراقي الدكتور برهم صالح، اليوم الثلاثاء في قصر السلام ببغداد، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والوفد المرافق له، وفي نقاش مستفيض بشأن مجمل الأوضاع السياسية والأمنية في داخل العراق والمنطقة بيّن الرئيس العراقي أن الجهود السياسية والأمنية في العراق وبعد الانتصار على داعش تتركز على العمل من أجل أن يكون النصر ناجزاً ونهائياً بالقضاء على العصابات الإرهابية، وتكريس بيئة استقرار أمني وسياسي واجتماعي تساعد في التقدم بمشاريع البناء والإعمار، وتطوير البنى الاقتصادية والخدمية في البلاد.

وأكد صالح بهذا الصدد النظرة الوطنية العراقية المسؤولة تجاه المشكلات الدولية والإقليمية في المنطقة والقاضية بالعمل المشترك مع الجميع من أجل سلام المنطقة واستقرارها والنأي بالعراق عن سياسة المحاور. وأشار الرئيس العراقي إلى أن بلاده بموقفها هذا يعضّد أي جهد من شأنه أن يخفف حدة التوترات التي تنذر بخطرها الجميع.

وشدد الرئيس العراقي على أهمية دور جامعة الدول العربية في تنسيق وتوحيد الرؤى بين الدول الأعضاء وبما من شأنه إنهاء التوترات وإيجاد حلول للأزمات، مؤكداً دعم العراق هذه الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ويعضد فرص البناء والتعاون والعمل المشترك.

ومن جانبه، قدم أمين عام الجامعة أحمد أبو الغيط عرضاً لرؤية جامعة الدول العربية لمجمل الأوضاع والتطورات على الساحة العربية والإقليمية والسبل الكفيلة بالحفاظ على السلام فيها.

كما أشاد أبو الغيط بالدور الذي يقوم به العراق من أجل تعزيز وتفعيل منظومة العمل العربي المشترك وبما يعزز فرص الأمن والاستقرار في المنطقة، فيما أكد اهمية تعزيز التقدم الأمني الحاصل في العراق بعد دحر الإرهاب الداعشي وقيمة هذا النصر والتضحيات التي قدمها العراقيون في حفظ أمن المنطقة ككل.

وكانت جامعة الدول العربية قد أكدت في بيان أمس أنها تدعم استقرار العراق وأمنه باعتباره مفتاحاً مهماً لتعزيز الأمن القومي العربي، وأن الأمين العام أحمد أبو الغيط  سيتحدث خلال لقاءاته مع القيادات العراقية بأهمية الحفاظ على المكتسبات التي تحققت بالقضاء على داعش واعادة البناء وضمان عدم عودة هذا التهديد، وإبعاد العراق عن التوترات الإقليمية وتعزيز علاقاته الاقتصادية والأمنية مع الدول العربية كافة.