عودة منبر جدة التفاوضي.. هل ينجح في إحلال السلام بالسودان

عاد منبر جدة التفاوضي ليحتل العناوين الرئيسية للأزمة السودانية وحمل آفاق السلام ووقف المعارك التي شردت ملايين السودانيين بين نازح ولاجئ، فهل يستطيع الوصول لذلك السلام المنشود.

يسود جو من التفاؤل وسط الأوساط السودانية بعد الأنباء عن استئناف مفاوضات السلام في منبر جدة التفاوضي بين طرفي الحرب السودان وهم الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما يفتح باب التساؤلات حول مدى جدية المفاوضات وضمانات نجاحها وعدم تكرار فشل الجولات السابقة.

No description available.

وفي هذا الصدد، أوضح شهاب إبراهيم، المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير السودانية، أن المملكة العربية السعودية من أجل استئناف محادثات منبر جدة قامت بإشراك كل من مصر والإمارات في المفاوضات لإعادة مسارها من جديد وذلك في مباحثات في العاصمة البحرينية المنامة.

وأكد إبراهيم في تصريحات خاصة لوكالة فرات، أن أحد مخرجات تلك المحادثات التي عقدت في المنامة هو عودة طرفي القتال لمنبر جدة من جديد، إلا أن هذا لم يحدث بعد.

No description available.

بينما كشف عادل عبد الباقي، رئيس تجمع منظمات المجتمع المدني السودانية، أنه بعد مرور أكثر من 12 شهر منذ اندلاع الحرب في 15 نيسان ظل الشعب السوداني يدفع فاتورة هذه الحرب، مشيراً إلى ان جلوس القوى السياسية "تقدم" والكتلة الديمقراطية لحل الأزمة قد يدفع البلاد إلى الأمام في إحلال السلام الاجتماعي في السودان، حيث انعكست الحرب سلبيا على الحياة المعيشية وعلى المرافق الصحية.

وأكد عبد الباقي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن المبادرات الإقليمية  والدولية  لم تحقق أي هدف لإنهاء الأزمة، وذلك لأن كل الهدن التي تم الاتفاقية عليها اخترقت من طرفي الصراع، مشيراً إلى أن السودانيين أمام واقع مأساوي جدا ويقتضي من الأطراف المتنازعة والقوى السياسية والمجتمع المدني والإقليمي والدولي  بتضافر الجهود الفعالة لوقف الحرب.
 
وأضاف رئيس تجمع منظمات المجتمع المدني السودانية، أن هناك مفاوضات جارية في الإطار الإنساني وليس لوقف الحرب، علما بأن الوضع الإنساني وصل لمرحلة استثنائية جداً من نقص في الغذاء والدواء والأمن.

وتوقع عبد الباقي، إقرار هدنة إنسانية بين الجيش والدعم السريع، خاصة بعد جلوس القوى السياسية "تقدم" والكتلة الديمقراطية لحل الأزمة قد يدفع البلاد إلى الأمام في إحلال السلام الاجتماعي في السودان، مذكراً أن المدنيين هم من أشعلوا ثورة ديسمبر المجيدة، والتي ظلت تطالب بالمدينة والديمقراطية والتقسيم العادل للثروة والسلطة.

وأشار رئيس تجمع منظمات المجتمع المدني السودانية، إلى أن هنالك أصوات تندد بوقف الحرب ونشاهد خروج الآلاف من المدنيين في بورتسودان ومدني وولاية الخرطوم مطالبة طرفي الصراع بوقف الحرب وفتح ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية.

No description available.

وذكر أنس حسن، الناشط السياسي السوداني، أنه يجب في البداية أن نسمي الأطراف بمسمياتها وهم الجيش وهو صاحب الشرعية الدستورية، وفصيل مسلح وهو الدعم السريع الذي يتبع للأول، وما يسوء عملية التفاوض هو الظهير السياسي المدني الذي يزايد بالحرب لتحقيق أجندته السياسية وهي الأجندة التي وضعها داعم التمرد الخارجي وليس الوطني.

وأكد حسن في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه لن تحقق المفاوضات نتائج مثمرة ما لم يخضع الثاني للأول وشروطه بحسب وضعه الدستوري المذكور أعلاه، والنقطة الفارقة هنا تخلي الدعم السريع عن ظهيره السياسي لأنه أصبح عقبة وحمولة ثقيلة قد تؤدي إلى فناء منسوبيه بصورة كاملة، لأنه مهما طال الزمن ستنتصر الشرعية، وما ببيانات الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن إلا دليل يوضح ضعف وانتهاكات هذه المليشيا وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان وعدم التقيد بقواعد الاشتباك العسكري.

وأضاف الناشط السياسي السوداني، أن الأهم من ذلك كله، والذي يتوقف عليه مدى جدية الطرفين للوصول لاتفاق يعتمد على عامل أساسي وهو تجريم وتحييد داعمي التمرد الخارجيين مثل: (الإمارات، اثيوبيا، تشاد، ودول الإيقاد) ومحاصرتهم سياسياً من طرف الدول الصديقة للسودان في مجلس الأمن والمنابر الإقليمية، وبعدها يمكن للأشقاء الاتفاق دون عناء.