بعد استقبالها "تقدم"..هل تنجح القاهرة بلعب دور الوسيط لإسكات بنادق الحرب في السودان؟

تدخل الأزمة السودانية عامها الثاني وتحاول القاهرة لعب دور الوسيط من أجل وقف الحرب الحالية، خاصة بعد استقبالها تنسيقية تقدم.

تتكرر التساؤلات حول قيام مصر بدور الوسيط في الأزمة السودانية والأسباب التي تدفع مصر للقيام بهذا الدور، وهو الدور الذي ظهر بشكل جلي بعد استقبال القاهرة لعبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس تنسيقية تقدم.

No description available.

كشف كمال كرار القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أنه من نواحي كثيرة كان يمكن لمصر أن تلعب دوراً محورياً في نسف فتيل الأزمات السودانية، مرجعاً ذلك لعدة أسباب ومنها الجوار بين البلدين والحضارات الممتدة وغيرها من الروابط، ولكن جرت مياه كثيرة تحت جسر العلاقات المصرية السودانية، وعكرت صفو هذه العلاقة، واللوم يقع على الطرفين.

وأكد كرار في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه لاحت فرصة تاريخية لاستعادة العلاقات الطبيعية بعد الثورة، ولكن مصر الرسمية ربما توجست من الثورة، ثم بعد ذلك اتخذت مواقف اعتبرها الشعب السوداني في خانة الوقوف مع الثورة المضادة.

وأضاف القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أن الحرب خلقت معادلة صعبة الآن، واستمرارها وتدويلها يهدد دول الجوار بما في ذلك مصر، ويمكن لمصر أن تعيد النظر في دبلوماسيتها حتى لا يكون السودان نهبا لمطامع دول إقليمية، وترمي بثقلها في اتجاه وقف الحرب وجمع الغريمين للقاء بالقاهرة من أجل وقف إطلاق النار، ومن ثم البحث عن السلام الدائم.

وبيّن كرار، أن هذا يمكن أن يحدث بالمزيد من الاهتمام المصري بالشأن السوداني، خاصة وأنه طرفا الصراع الآن منهكين، ولا أمل في انتصار أي طرف على الآخر وربما سيجبرها هذا الوضع على القبول بأي مبادرة مصرية.

No description available.

بينما يرى شهاب إبراهيم، المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير السودانية، أن المصالح بين السودان ومصر أكبر من التباينات التي تنشأ نتيجة علاقة الأنظمة في البلدين وطبيعة العلاقة بينها، وهذا يعطي مصر القدرة على أن تلعب دوراً ايجابياً في إيجاد حل للأزمة في السودان.

وعدد شهاب في تصريح خاص لوكالة فرات، الأسباب التي تدفع مصر للقيام بدور الوسيط في الأزمة السودانية وهي أن حالة عدم الاستقرار والهشاشة في الدولة تؤثر قطعاً على مصر ودول الإقليم مما يشكل مجدداً كبير على الجميع، ولا نشك في قدرة مصر على المساعدة في المحافظة على وحدة السودان واستقراره.

وأضاف المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير السودانية، أنه يجب أن تعمل مصر مع كل من المجتمع الإقليمي والدولي على الضغط على طرفي الحرب سواء الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من أجل عودة كلا الطرفين المتحاربين إلى طاولة المفاوضات لإنهاء هذه الحرب التي تضرر منها آلاف السودانيين.

 وبيّن شهاب، أن استمرار الحرب الحالية في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع هو يعطي جماعة الإخوان المسلمين فرصة العودة إلى السلطة مرة أخرى في السودان، وهذه يعتبر مهدد لمصر وهم من أسقطتهم الإرادة الجماهيرية.