في ذكرى عام على الاحتلال.. فدائيو جبل كورمينج أوصوا بتحرير عفرين

في مقاومة "جبل كورمينج " والتي عرفت عبر التاريخ بـ"مقاومة العصر" قدم الكثير من المقاتلين والقياديين تضحيات كبيرة سجل لهم التاريخ تلك التضحيات وكانت وصاياهم الأخيرة هي تحرير عفرين.

قامت دولة الاحتلال التركي باستخدام أسلحة الناتو وبمساعدة روسيا وعشرات الآلاف من المسلحين الارهابيين بشن هجوم على عفرين في 20كانون الثاني 2018، وقد تصدت لهذا العدوان وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة والقوات الثورية وقوات الأسايش وقوات حماية المجتمع، وسجلت القوات ملحمة بطولية، حيث شنت قوات الحماية والشعب أقوى أشكال المقاومة في التاريخ، في مقاومتهم 58يوما، في عفرين ضد إحدى الدول الفاشية الكبرى.

الهجوم تم من ثلاث جوانب 

تمت محاصرة عفرين من ثلاث جوانب، الهجوم الذي تم من الشرق تم من إعزاز، ومن الشمال من كلس، ومن الغرب من هاتاي، ومن الجانب الجنوب الشرقي تم الهجوم من مخيم اللاجئين في أطمة، لكن قوات الإحتلال التركي والجماعات المسلحة التابعة لها لم تستطع التقدم أمام وحدات حماية الشعب والمرأة والمقاتلين الكرد بشكل عام في الأسابيع الثلاث الأولى، وخلال تلك الفترة خسروا الكثير، ووقع العديد من القتلى في صفوفهم، ولم يستطيعوا التحرك داخل أراضي عفرين.

القصف بالأسلحة الثقيلة 24 ساعة 

الجيش التركي المحتل وبعد خساراته الفادحة في الفترة الأولى من هجومه لجأ إلى الأسلحة الثقيلة والقصف الجوي بالطائرات الحربية وطائرات من دون طيار فيما بعد للحد من خسائره ونيل مبتغاه، القصف كان يستمر مدة 24 ساعة، وهذه الهجمات تسببت في سقوط المئات من المدنيين مابين جرحى وقتلى يوميا.

العالم بات أصم وأعمى وأخرس حيال ما جرى في عفرين التي تعد ناحية في حلب قاومت بكل مدنها (جنديرس، وشيا، ومعبطلي، وراجو، وبلبلة، وشرا، وشيراوا)، أهالي عفرين لم يلن القصف عزائمهم ولم يتراجعوا عن مقاومتهم، بل كانوا يتوجهون نحو مناطق القتال بكل بسالة.

الكثير من الجرائم حصلت على الرغم من قرار مجلس الأمن بسبب الصفقات المشتركة بين تركيا وروسيا فيما يخص عفرين والغوطة الشرقية، وفي نفس الوقت كان انسحاب المسلحين من الغوطة الشرقية في المخطط، لذلك قام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإصدار قرار وقف إطلاق النار لمدة شهر في سوريا، لكن الدولة التركية لم تمتثل للقرار، كما أن الرأي العام العالمي كان أصم وأعمى وأخرس حيال ماجري.

الشعب توجه إلى عفرين 

من أجل صد هجمات الإحتلال التركي على عفرين توجه جميع الأهالي إلى عفرين من كرد وعرب ومن جميع الطوائف سريان وآشوريون وتركمان وشركس وإيزيديون وأرمن ومن طوائف وديانات مختلفة ومن جميع مدن عفرين، فعالية الدروع البشرية بدأت في شباط وحتى منتصف شهر آذار وفي شنكال وجنوب كردستان الأهالي خرجو إلى الساحات ،على الرغم من ضغوطات الدولة التركية وروسيا بالإضافة للنظام السوري لكن الشعب توجه إلى عفرين ولم يأبه لأي شيء.

فدائيو جبل كورمينج 

عفرين هي مسقط رأس آرين ميركان التي أصبحت أحد رموز المقاومة، ورفعت راية أفستا خابور (زليخ حمو ) بيد بارين كوباني (أمينة مصطفى عمر)، وكاركر جيا (ديندار بوزان )، وبولات عفرين (مروان عمر )، وإيلان كوباني (أحمد ولو )، وريبر جلال (رجب أيار )، وقهرمان جودي (رمضان بجو )، وروسيار فجين (كليستان حج مسلم )، وفيان تولهلدان (كليستان علي ) وغمكين عفرين (عماد سيدو).

توجيه ضربات قوية للجيش التركي وأعوانه

مقاتلو وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة قاموا في المرحلة الأولى من مقاومة العصر التي استمرت 58 يوما بتوجيه ضربات قوية للجيش التركي المحتل بشكل خاص في ناحية راجو وجبهة عفرين عموما، وبشكل خاص في ساحات شيخ هورز وباسوطة وقرى كيمار وكوبلي .

إدارة عفرين أصدرت قرار نقل المدنيين 

بسبب الهجمات العدوانية التي كانت تستهدف المدنيين صدر قرار في 16آذار بإخراج الشعب من عفرين، لكن وحدات حماية الشعب والمرأة بدأت بتغير طريقة القتال إلى شكل مماثل من الكريلا، وبعد أن تم تأسيس غرفة العمليات في حملة غضب الزيتون وقوات تحرير عفرين استمر القتال بهذا الشكل سنة كاملة ،في كل يوم كان يتم توجيه ضربة قوية لقوات الإحتلال داخل مركز المدينة والمناطق المحيطة بها.

مقاومة العصر التي استمرت 58 يوما

الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة عفرين أصدرت بيانا صحفيا في 18 آذار في الشهباء، وقالت أن "مقاومة عفرين تدخل مرحلة جديدة، من أجل منع قيام كارثة إنسانية قررنا إخراج المدنيين من عفرين".

في البيان قيل عن مقاومة الـ58 يوما "نساء وأطفال وشيوخ وبينهم 500 مدني استشهدوا،1030جرحوا ،820مقاتل استشهدوا ".