وصفتها واشنطن بأنها "تهدد الاستقرار"..كواليس زيارة حفتر إلى موسكو وسر الغضب الأمريكي منها

أثارت زيارة حفتر إلى موسكو الأخيرة الجدل خاصة وأنها تأتي بعد كارثة الفيضانات وقبيل اقرار قوانين الانتخابات بالبلاد، إذ وصفتها واشنطن بأنها "تهدد الاستقرار" بينما ردت عليها روسيا بأنهم "ضحكوا" من التصريح الأمريكي، مما يثير التساؤلات حول أهمية الزيارة.

كشف عز الدين عقيل، المحلل السياسي الليبي ورئيس حزب الائتلاف الجمهوري، أنه ترسل زيارة خليفة حفتر لروسيا رسالة إلى العالم والجانب الأمريكي لدور أكبر لمعسكر الرجمة وللمشير في صناعة المشهد القادم في ليبيا وللحل السياسي في البلاد للعب دور أكبر من الموجود حاليا وربما للضغط لإنتاج حكومة مشتركة والمضي قدما نحو الانتخابات.

وأكد عقيل في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الزيارة تدل على أن حفتر غسل يديه من واشنطن، وبدأ في خطوات جادة للعمل مع موسكو مما أغضب الجانب الأمريكي، وجعله يرسل رسالة تهديد شديدة اللهجة، وكانت قد سبق سفر حفتر إلى موسكو زيارة من قيادة أفريكوم الأمريكية للمشير، من الواضح أنها كانت تنقل تحذير أمريكي إذا ما حاول تطوير علاقاته مع موسكو.

وبين المحلل السياسي الليبي، أن واشنطن هددت بعد الزيارة أن علاقات حفتر مع بوتين سيهدد الاستقرار في ليبيا، وهي رسالة تهديد يكمن في داخلها جر ليبيا إلى النسخة الجديدة من الحروب الجليدية، وهي النسخة المطورة للحرب الباردة حيث تتضمن تداخل مباشر من الدول الكبرى على غرار حرب أوكرانيا، ومن الواضح أن المسؤول الأمريكي هو من طلب أن يرسل تلك الرسالة عبر قناة الحدث لأنها تحظى بمشاهدة لدى الليبيين، ليرسل هذه الرسالة إلى أكبر عدد منهم، بأنه سيخرب بلادهم حال تطوير العلاقة مع موسكو.

وأوضح عقيل، أن الرد على الجانب الأمريكي لم يأت من جانب ليبي بل من موسكو والسفير الروسي الذي قال أنه ظل يضحك ويتسلى طوال الليل من التصريح الأمريكي، مما يعني أولاً أنها حرب سجال بين الطرفين، وثانياً أنه يرسل رسالة مفادها أن الأمريكيين غير قادرين على زعزعة الوجود الروسي في البلاد.

وأردف المحلل السياسي الليبي، أنه في بداية الأزمة في 2014 كان العالم يقدم عقيلة صالح باعتبار أن الجيش كان ضعيفا ومشغولا بالحرب في بنغازي ومعركة درنة، فكان عقيلة صالح يقوم بالرحلات المكوكية والدور السياسي، وبعد ذلك العالم قدم المشير وأصبح الطرف الثاني مع السراج في مؤتمر باريس وسام كلو وأبو ظبي وباليرمو وحتى في بدايات برلين.

واستكمل عقيل، أنه بعد أن انهزم الجيش في طرابلس ووصل إلى حدوده اليوم انقلب العالم وأعادوا عقيلة صالح لأنه كان على استعداد للتنازل وتقديم كل ما يريدون، وحرموا حتى مرور السفراء على الرحمة وتخطيه إلى عقيلة صالح واشتركت في ذلك موسكو، حيث اتفقوا على عزل المشير وتركه لشؤونه العسكرية، والآن يبدوا أن السفير الأمريكي والمسؤولين الدوليين أعادوا نجم خليفة حفتر على حساب عقيلة صالح، والآن يجري النزاع بين الروس والأمريكان حول شخصية المشير.

وأشار المحلل السياسي الليبي، إلى أنه تأتي إعادة دعم المشير خليفة حفتر على حساب السياسيين، لمحاولة بعض الأطراف الدولية جر ليبيا لمنطقة الحرب من جديد وجعلها ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى، مبيناُ أن روسيا حاضرة في المنطقة العربية للحصول على أوراق للعب بها في مناطق أخرى بالعالم.

بينما كشف أحمد شرتيل، المحلل السياسي الليبي، أن زيارة حفتر الأخيرة إلى موسكو لها ثمرة كبيرة، لأنه إذا حدث توافق بين الجيش الليبي وروسيا سيؤدي إلى توازن حقيقي في ليبيا، خاصة مع التوافق المصري الروسي والتقارب المصري التركي، وسيساهم في كبح جماح التدخلات الخارجية، وهي زيارة خارجية موفقة خاصة أنها تأتي بعد كارثة طبيعية ضربت ليبيا.

وأكد شرتيل في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الولايات المتحدة الأمريكية والناتو السبب فيما وصلت إليه ليبيا حالياً، لأنه في عام 2004 رسمت ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد وجنودها وعملاءها هم من ساعدوا في تنفيذ هذه الخطة، سواء في ليبيا أو سوريا أو مصر أو السودان، ولذلك فإن الولايات المتحدة هي رأس الحربة في تنفيذ هذه المشاريع في المنطقة.

وأضاف المحلل السياسي الليبي، أن الرئاسة الروسية تنظر إلى خليفة حفتر باعتباره رجل المعادلة، والروس يراهنون على خليفة حفتر، باعتبار أن الجيش الليبي يسيطر على 85 في المائة من البلاد، فهم يدعمون خليفة حفتر ليس لشخصه ولكن للمؤسسة العسكرية التي يوجد على رأسها، مشيراً إلى أن تغير الأقطاب هام لأن الهيمنة الأمريكية هي التي مزقت الشرق الأوسط إلى أجزاء.

وبيّن شرتيل، أن قائد الجيش الوطني الليبي نجح أن يكوّن جيش من الصفر، مبيناً أن تلك الزيارة جاءت بعد كارثة درنة التي وجدت الشعب الليبي، موضحاً أن الدور الأمريكي يأتي من رغبة واشنطن الاستئثار بليبيا وعدم مشاركة أي قوة أخرى النفوذ معها بالبلاد.

وأردف المحلل السياسي الليبي، أنه تعتبر أبرز المخاوف هو إنشاء قواعد عسكرية جديدة في ليبيا، وأن توجد قواعد روسية على غرار القواعد التركية في سوريا، فالشعب الليبي يوافق على وجود أصدقاء وحلفاء له، ولكن دون أن تكون تلك القوة الأمر الناهي في ليبيا.

بينما كشف عياد عبد الجليل المحلل السياسي الليبي، أنه شهدت هذه الزيارة إجراء مباحثات مع المسؤولون الروس حول تطورات الأوضاع في ليبيا، والعلاقات الثنائية بين البلدين وسُبل تعزيز دعمها وتطويرها والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأكد عبد الجليل في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الزيارة هامة لليبيين لأن روسيا دولة عظمى، ولكن الزيارة أثارت حالة غضب لأمريكا، مشيراً إلى أنها حالة من الغضب مؤقته فقط، وذلك لأن حفتر يملك قوة علي الأرض والنفط تحت سيطرته، وذلك لا يستطيعون الغضب بشكل جدي.