تقرير ألماني: أردوغان يطالب إسرائيل بوقف جرائم الحرب بينما يقتل أطفال سوريا

لفت تصريح أردوغان انتباه وسائل إعلام دولية وخاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية وحديثه المستمر عن ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب، متغاضياً عما يقوم به من انتهاكات لا تعد ولا تحصى في شمال وشرق سوريا منذ ستة أعوام وصولاً الى اليوم.

في ألمانيا، نشر موقع "بي إن إيه إنتيل نيوز"، تقريراً، انتقد بشدة ازدواجية المعايير التي يعمل بها "أردوغان"، حيث أنه يطالب إسرائيل بعدم ارتكاب جرائم الحرب في غزة التي ترتكبها قواته ضد المجتمعات الكردية وشعوب شمال وشرق سوريا من قتل للأطفال وقطع للمياه والكهرباء عن المدنيين، مشيراً إلى أنه في أعقاب اجتماع مجلس الوزراء التركي يوم 8 أكتوبر يزعم أردوغان أن تركيا على عكس إسرائيل، لا تقتل الأطفال.

ازدواجية الرئيس التركي

وذكر الموقع كذلك أن أردوغان في يوم 10 أكتوبر وصف تركيا بأنها الوسيط الذي ينبغي دعوته للمساعدة في التفاوض على السلام بين الإسرائيليين وحركة حماس الفلسطينية، وانتقد إسرائيل لفرضها حصاراً كاملاً على غزة رداً على الهجوم الدموي غير المسبوق عبر الحدود الذي شنته حماس، منتقداً قطع إسرائيل إمدادات المياه والكهرباء عن غزة بما يتعارض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

ولفت "بي إيه إنتيل" إلى أن هجوم حماس على إسرائيل الذي تبعه ضربات لتل أبيب بدأ في وقت كانت تركيا تقدم فيه بالفعل على تنفيذ عمليات عسكرية مكثفة في سوريا، حيث تؤكد مصادر كردية إنها قتلت حتى 11 أكتوبر 11 مدنياً بينهم خمس نساء وطفلين كضحايا لتلك الضربات، والتي شملت المنشآت النفطية وشبكات الكهرباء ومصادر المياه الصالحة للشرب، كما أنها تقوم بجهود مكثفة لشل الحياة الاقتصادية في المنطقة التي يسيطر عليها الكرد والتي تستهدفها أنقرة.

انتقادات من الداخل التركي


في سياق ذا صلة، أصدرت صالحة إيدينيز الرئيسة المشتركة لحزب المناطق الديمقراطية في تركيا بياناً انتقدت انتهاكات أردوغان في شمال سوريا في الوقت الذي ينتقد فيه، وقالت في بيان موجه للقوات التركية: "لقد قصفتم مسجدًا في مخمور، ومستشفى في المالكية (ديريك) وأصبتم خمسة نساء خلال العمل في حقل للقطن، لقد قتلتم طفلين عمرهما 9 و10 سنوات، في عين عيسى، أين العدالة أين حقوق الإنسان؟".

وشددت أيدينيز على أهمية التحدث علناً ضد الهجمات التركية المستمرة، ودعت إلى حل القضيتين الفلسطينية والكردية من أجل إرساء الديمقراطية في الشرق الأوسط، كما حثت الأمم المتحدة على تجاوز مجرد البيانات واتخاذ إجراءات ملموسة، خاصة في مواجهة الهجمات على الحياة في المناطق التي يسيطر عليها الكرد في سوريا،ـ كما دعت روسيا وأمريكا وفرنسا إلى إغلاق المجال الجوي فوق شمال وشرق سوريا.

وكانت القوات التركية قد نفذت هجوماً على مخيم مخمور للاجئين في العراق، يوم السبت الماضي أي بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأطلقت الطائرة بدون طيار التي تعتمد عليها أنقرة بكثافة في عملياتها النار على منزل ومسجد داخل المخيم، مما أدى إلى إصابة امرأة وطفلين، وفي اليوم التالي كرر أيضاً أردوغان تصريحاته بشأن ما تقوم به إسرائيل.

نهج إخواني معروف

تعليقاً على تلك البيانات، يقول حازم العبيدي المستشار السياسي لمركز الرافدين للعدالة وحقوق الإنسان، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن موقف أردوغان يعبر عن مدرسة جماعة الإخوان التي لديها نهجاً معروفاً يقوم على قلب الحقائق والكذب وازدواجية المعايير بما يتناسب مع مصالحهم، فأردوغان يرتكب الانتهاكات والجرائم في شمالي العراق وسوريا مراراً وتكراراً في الوقت الذي يهاجم إسرائيل فيه على جرائمها وكذلك يفعل الإخوان دائماً.

وأوضح "العبيدي" أن كشف حقيقة أردوغان ومواقفه لا يعني أننا لا نساند القضية الفلسطينية، أو أننا نرفض موقفاً مسانداً لها، وإنما نقول له حين تطلب من تل أبيب وقف جرائمها في قطاع غزة وتجاه الشعب الفلسطيني عليك أنت أيضاً أن توقف جرائمك ضد السوريين والعراقيين التي تقوم بها منذ سنوات بحجج مختلفة.

ويرى السياسي العراقي أن تركيا إلى جانب إيران وإسرائيل يتشاركون في تهديد كل الدول العربية، ويتشاركون في نهش دولنا حتى لا تقوم لها قائمة مرة أخرى، وللمفارقة كذلك أن طهران وتل أبيب وأنقرة دائماً ما يتحدثون عن حقوق الإنسان وهم أبعد ما يكونون عنها وهم يقتلون هنا وهناك.