سياسيون عن هجوم السليمانية: تم بتواطؤ بين بارزاني وتركيا لتركيع القوى الوطنية

أعرب عدد من الساسة الكرد في العراق عن غضبهم تجاه الهجمات التي استهدفت مطار عربت في محافظة السليمانية وكذلك مقر ممثلية المؤتمر الوطني الكردستاني في هولير ، متهمين الحزب الديمقراطي الكردستاني بالتواطؤ مع النظام التركي في تلك الهجمات.

وأسفر الهجوم التركي الذي تم بطائرة مسيرة عن اشتشهاد واصابة 6 أشخاص في مطار عربت الزراعي الذي يقع على بعد 50 كلم شرق مدينة السليمانية، كما اغتيل شخص في الهجوم الذي طال مقر ممثلية المؤتمر الوطني في هولير، وهي الهجمات التي تأتي في أعقاب هجمة أخرى على شنكال بمسيرة تركية ارتقى خلالها 3 شهداء.

محاولة لتركيع القوى الوطنية

في هذا السياق، يقول محمود خوشناو القيادي بالاتحاد الوطني الكردستاني إن الهجوم تم بطائرة مسيرة تركية حسب ما أعلنت السلطات الأمنية العراقية في بغداد، والتي أكدت أن الطائرة خرقت الأجواء الأمنية واستهدفت هذا المطار الزراعي، مضيفاً أن لتركيا استراتيجية واضحة تجاه العراق فتارة تعمل على إفقاره مائياً عبر بناء السدود على نهري دجلة والفرات، ولديها استراتيجية أخرى لتركيع القوى الوطنية العراقية التي لا تسير وفق خططها وتقبل ببناء القواعد العسكرية التركية في دهوك وتطويق نينوى وكركوك.

وأضاف "خوشناو"، في تصريح لوكالة فرات للأنباء (ANF) أن تركيا تريد السيطرة على إقليم كردستان من أجل السيطرة على نينوى وكركوك، وبدون السيطرة على كردستان لن تستطيع تركيا تطويق نينوى وكركوك، ولم يعد يتبقى أمامها سوى مناطق نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني، لا سيما أن النظام التركي يتعامل مع بغداد باعتبارها عمقاً استراتيجياً له، مشدداً على أنه يتم التعامل بهذا المنطق من قبل الاتحاد الوطني الكردستاني مع الممارسات التتي تقوم بها تركيا.

وأشار السياسي الكردي العراقي إلى أنه عادة ما تقوم "أنقرة" بمنع الطائرات من استخدام الأجواء التركية وتمنعها من الذهاب من وإلى مطار السليمانية وهذا نوع من الحصار على المدينة، واستدرك قائلاً: "ولكن الذي يؤلمنا هو سكوت الدولة العراقية والسلطة الاتحادية أمام هذه الخروقات المؤسفة دون اتخاذ خطوات جيدة لإنهاء هذا التطاول والتوغل العسكري التركي في الأراضي العراقية والتدخل في شؤون دولتنا".

ويرى "خوشناو" أنه يجب أن يتم تبني خيارات جدية وحقيقية لتجاوز الخلافات الداخلية وتمكين القوى العراقية من بناء استراتيجية وطنية وأن يكون لدينا خيار ومخرج وطني لوقف أنقرة، ومن هم متواطئين مع تركيا حتى لو كان بالمواقف فإننا نتركهم للتاريخ، علماً أننا لا نكن أي عداء لأي شعب بما في ذلك الشعب التركي المغلوب على أمره من سياسات قادته، فنحن يهمنا الاستقرار والعيش المشترك ولكن الأجندة السياسية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان هي التي تعيق التعايش.

تواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني

وأكدت منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) في بيان رسمي أن للخيانة يد في هجمات السليمانية وهولير وروج آفا وشنكال، وقالت إن هذه الهجمات لا تتم بقوة العدو، بل بدعم من الخيانة، ونتيجة لهذه الهجمات الغادرة يستشهد أبناء الشعب الكردي، في إشارة إلى اغتيال دنيز جودت بولبون الذي كان متواجداً في المبنى المستهدف في هولير.

وتعليقاً على ذلك، يقول رفيق غفور عضو الهيئة الإدارية للمؤتمر الوطني الكردستاني، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الهجمات تأتي في إطار محاولات من تركيا للضغط على الاتحاد الوطني الكردستاني وغيره من القوى الكردية والوطنية حتى تجعلها متواطئة مع السياسات التي تريد تنفيذها مثلما يفعل الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يسير في فلك النظام التركي.

واتهم "غفور" الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده مسعود البارزاني بالتواطؤ مع تركيا في الهجمات التي تمت سواء تلك التي طالت المطار الزراعي، أو تلك التي طالت ممثل المؤتمر في أربيل، والأتراك كل ما يريدونه أن يخضع الاتحاد الوطني لسياساتها، وتقوم بمثل هذه الهجمات التي تأتي لاستهداف من يتعاونون مع قوات سوريا الديمقراطية.

وأشار القيادي الكردي العراقي البارز إلى أن التعاون بين القوات التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني وكذلك قوات سوريا الديمقراطية تأتي في إطار جهود مكافحة الإرهاب، والتي أيضاً تتم في إطار التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، علماً أنه ليست هناك أية معلومات عن انعقاد اجتماع في مطار المزرعة قد شاركت فيه قوات "قسد".

استهداف لوحدة الكرد

من جهتها، قالت زينب مراد الرئيس المشترك للمؤتمر الوطني الكردستاني، إن الهجوم لم يستهدف مقر المؤتمر الوطني فقط بل استهدف الوحدة الوطنية وجميع الكرد، في ظل مخاوف أعداء الكرد من الوحدة التي يسعى المؤتمر الوطني الكردستاني إلى تحقيقها.

وأضافت "مراد"، في بيان رسمي، أن هذا العمل الإرهابي ليس جريمة واعتداء على حياة عضو في المؤتمر الوطني فحسب، بل اعتداء على أراضي كردستان وأمن هولير أيضاً، مشددة على أن أعداء الوحدة يخشون وحدة الشعوب الكردية ولهذا جاء الهجوم على ممثلية المؤتمر في هولير، مؤكدة على أن الوحدة بين الكرد هي الرد المناسب على كافة المؤامرات والمخططات التي تحاك ضد الشعب الكردي.

ودانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، الهجوم التركي على مطار عربت بمحافظة السليمانية الذي أسفر عن سقوط عدد من الضحايا، مشيرة إلى ضرورة معالجة الشواغل الأمنية من خلال الحوار والدبلوماسية، وأكدت أنه يجب أن تتوقف الهجمات التي تنتهك السيادة العراقية بشكل متكرر، ومعالجة الشواغل الأمنية من خلال الحوار والدبلوماسية، وليس من خلال الضربات.