أبرزها رفض التدخلات.. 4 رسائل لمصر في لقاء وزير خارجيتها مع المقداد
4 رسائل مصرية واضحة كانت حاضرة خلال استقبال وزير الخارجية المصري نظيره السوري، أمس الإثنين، بالقاهرة والتي تؤكد أن موقف الجانب المصري مبدئي مهما كانت التحولات الإقليمية.
4 رسائل مصرية واضحة كانت حاضرة خلال استقبال وزير الخارجية المصري نظيره السوري، أمس الإثنين، بالقاهرة والتي تؤكد أن موقف الجانب المصري مبدئي مهما كانت التحولات الإقليمية.
استقبل، أمس الإثنين، السفير بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري نظيره السوري فيصل المقداد، حيث تم عقد جلسة مباحثات موسعة بين الجانبين بحضور وفدي البلدين، أعقب اللقاء بيان قد تضمن 4 رسائل رئيسية أولها أن الوزير عبد العاطي أكد موقف مصر الداعم للدولة السورية في مواجهة التحديات التي تواجهها.
أما ثاني الرسائل لوزير الخارجية المصري فكانت تأكيد القاهرة موقفها الرافض للتدخلات الخارجية في الشؤون السورية، ثم جاءت الرسالة الثالثة بتشديده على ضرورة احترام سيادة سوريا واستقلال ووحدة أراضيها، ورابعاً أبرز عبد العاطي أهمية العمل على إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية وفقاً للمرجعيات الدولية في هذا الصدد.
مواقف ثابتة
حول تلك الرسائل، يقول الكاتب الصحفي المصري فتحي محمود، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن ما خرج عن لقاء وزير الخارجية المصري ونظيره السوري جاء متسقاً مع ثوابت الموقف المصري وملامح رؤية القاهرة الراسخة على مدار السنوات الماضية بشأن التعامل مع الأزمة السورية، وهي ثوابت لا تختلف كثيراً عن غيرها من الثوابت التي تعاملت بها مصر مع أزمات الدول العربية المختلفة.
وأوضح محمود أن مصر ترى دائماً أن الحفاظ على وحدة الدول العربية وسلامة أراضيها واستقلالها واحترام سيادتها المفتاح الرئيسي لحل الأزمات التي كادت أن تعصف بكثير من دول المنطقة، ولهذا فقد كانت سياسات مصر واضحة في كافة المحافل الدولية وعلى مستوى اللقاءات الثنائية بأنها تعمل على التصدي لكافة التدخلات في شؤون الدول العربية، مشيراً إلى أن هذا الموقف ربما يكون خلق للقاهرة إشكاليات مع أطراف إقليمية إلا أنها لم تتخلى أبداً عن ثوابتها.
مواقف مصر في ضوء التقارب مع تركيا
الأمر الأكثر واقعية هو أن تركيا هي المتدخل الرئيسي في سوريا وخاصة مع مواصلة عملياتها العسكرية وضرباتها المتكررة من وقت لآخر في مناطق شمال وشرق سوريا، وقد كان ذلك واحداً من الملفات الخلافية بين القاهرة وأنقرة، وهنا يفرض الأمر تساؤلات حول الموقف المصري في ظل التقارب الكبير بين الجانبين المصري والتركي والذي كلل بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا الأسبوع الماضي، رداً على زيارة سابقة لأردوغان إلى مصر.
في هذا السياق، يقول محمد فتحي الشريف مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن ثوابت مصر تجاه الأزمة السورية ليست مبنية على موائمات إقليمية أو دولية، وبصرف النظر عن طبيعة العلاقات بين القاهرة وأنقرة، فإن الأولى تبقى متمسكة برفض أي تدخلات خارجية في شؤون أي دولة عربية سواء سوريا أو ليبيا أو غيرهما.
وأعرب الشريف عن قناعته أن التقارب المصري مع تركيا لن يكون أبداً على حساب أي دولة عربية، لأن السياسة الخارجية المصرية ومنذ قدوم الرئيس عبد الفتاح السيسي تعلي مصالح الدول العربية فوق كل اعتبار، وتضع مسألة التوصل لحلول للأزمات القائمة ومنها السورية كأولوية، بل إنه ربما التقارب بين البلدين يكون عاملاً مساعداً على حل هذه الأزمات.
ولفت الشريف إلى أن مصر يمكن أن تلعب دوراً في التقارب بين دمشق وأنقرة كما لعبت هذا الدور من قبل، خاصة وأن هناك حالة من الثقة السورية في الدور المصري، إلا أنه يرى أن هذا الدور سيكون في إطار الثوابت المصرية التي كانت واضحة في بيان وزارة الخارجية المصرية بشأن رفض التدخلات الخارجية والحفاظ على وحدة واستقرار سوريا واحترام استقلالها وسيادتها.
من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية المصرية عن تطلع مصر لاستعادة التنسيق والتعاون مع سوريا في إطار الجامعة العربية، بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين ويعزز العمل العربي المشترك، مشيراً إلى أهمية تفعيل عمل لجنة الاتصال العربية المعنية بسوريا، في إطار السعي لمساعدة سوريا على تجاوز التحديات التي تواجهها وتحقيق مصلحة الشعب السوري الشقيق.
وقد بحث الجانبان الإعداد لاجتماع لجنة الاتصال العربية المعنية بسوريا، وذلك على ضوء التوافق المشترك حول أهمية استمرار عملها لتحقيق أهدافها المرجوة، وهي اللجنة المشكلة منذ فترة وقد تزامنت مع عودة دمشق إلى مقعدها بجامعة الدول العربية والذي كان معلقاً منذ عام 2011 في أعقاب اندلاع الاضطرابات في الأراضي السورية.