في هذا السياق، حاورت وكالة فرات للأنباء (ANF)، الأستاذ صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري للوقوف على وجهة النظر الكرد حيال القضية الفلسطينية وما يجري فيها من تطورات لا سيما العدوان الإسرائيلي الأخير، إذ أكد أن القضيتين الفلسطينية والكردية هما نتاج سياسات الهيمنة في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أنه يرى في فلسفة الأمة الديمقراطية للقائد عبد الله أوجلان الحل للقضيتين.
والى نص الحوار:
ـ ما موقفكم بشأن ما يجري في فلسطين؟ وإلى أي مدى يعتبر حلها إلى جانب حل القضية الكردية مفتاح للسلام في المنطقة؟
في الحقيقة فإن موضوعي القضية الكردية وقضية فلسطين قضايا طويلة عريضة، ولا أعرف من أين أبدأ، ولكن ما يمكن قوله إن القضيتين ناجمتان عن السياسات الاستعمارية التي مورست على شعوب المنطقة، وتأسيس الدولة القومية في المنطقة خدمة لمصالح الهيمنة. وهناك عقدتان سواء القضية الكردية التي لم تحل وكان نتيجتها معاهدة لوزان التي قسمت كردستان إلى 4 أقسام، والعقدة الثانية هيا القضية الفلسطينية فنحن نعرف أنه كان هناك وعد بلفور والاستعمار البريطاني وما تلى ذلك من تطورات في الأراضي الفلسطينية، وكل هذه الأشياء كما قلت كانت نتيجة لتحركات قوى الهيمنة التي رسمت مجموعة دول قومية في منطقة الشرق الأوسط دون مراعاة لآمال الشعوب واختياراتها وتطلعاتها.
ـ ما فعلته قوى الهيمنة الدولية التي ذكرتها، كيف انعكس برأيك على القضيتين؟
أعتقد أنه نتيجة لتلك السياسات لا تزال القضيتان الكردية والفلسطينية جرحين ينزفان في جسد الشرق الأوسط وشعوب الشرق الأوسط، ولم يندملا إلى الآن، بل على العكس يزداد نزيفهم مع مرور الزمن. وهنا المستفيد القوى الإقليمية وقوى الهيمنة العالمية التي تجعل من ذلك سبباً لتمرير مصالحها ومنافعها بشتى الوسائل سواء استخدامها في خدمة احتكارات السلاح والاحتكارات العالمية مثل البترول وما إلى ذلك، فتلك القوى تستنزف منطقة الشرق الأوسط بسبب قضيتي فلسطين والكرد.
ـ ما الحل من وجهة نظرك للقضيتين بعيداً عن تلك الرؤى التي تفرضها القوى ذات المصلحة في المنطقة؟
الأمر المؤكد أن القضيتين الفلسطينية والكردية لا يمكن حلهما بالتعصب القومي المتعجرف الذي كان سبباً في هذا الجرح، والذهنية المتصلبة التي لا تزال تحاول إنشاء الدولة القومية المتصلبة، وكذلك من خلال الأدوات التي بيد بعض القوى التي تستخدمها وتستفيد منها.
ـ ما الذي تقصده بهذه الأدوات؟
أقصد القوى الإسلامية والجهادية التي تتطلع إلى تأسيس خلافة مزعومة، وهذه التصورات كلها لا تجد نفعاً في حل القضيتين. ونحن نرى نتائج ذلك في يومنا الراهن، فالحروب الطاحنة التي تدور في المنطقة هي نتاج القومية الطورانية التي تتحكم في شمالنا، وكذلك نتيجة التطلعات الصهيونية التي تحاول الهيمنة على جميع منطقة الشرق الأوسط، والقوى الجهادية التي تعمل خدمة لتحقيق مصالح بعض الأطراف.
ـ ما المخرج من هذه الحروب الطاحنة والصراعات التي تضرب المنطقة؟
إننا نعتقد أن الحل الأمثل للقضيتين هي نظرية وفلسفة الأمة الديمقراطية التي طرحها القائد عبد الله أوجلان سواء بالنسبة للقضية الكردية أو القضية الفلسطينية. وإذا أرادت الشعوب أن تتخلص من هذا النزيف فعليها أن تلجأ إلى حل الدولة الديمقراطية أو حل الأمة الديمقراطية في جميع المنطقة وكونفيدرالية الشرق الأوسط التي لا يزال القائد أوجلان يدعو إليها.
ـ كيف تابعت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي يدعو فيها إسرائيل لوقف جرائمها وفي نفس الوقت يفعل نفس الأشياء في شمال شرق سوريا؟
تصريحات أردوغان تعبر عن الرياء والدجل، فهو يقول هذا الكلام لأنه يدعم الجهاديين سواء كانوا على شكل حركات مقاومة مثل حماس، أو تنظيمات مثل "داعش"، وما يقوله يمارس عكسه الفعل، ففي الوقت الذي تقوم به إسرائيل بمجزرة بحق الفلسطينيين فإن القوات التركية تقوم بنفس الأفعال التي ينتقدها أردوغان على شعبنا في شمال وشرق سوريا، وهذا رياء والكل يعلم ذلك. وهنا أود الإشارة إلى أن وزير خارجية تركيا هاكان فيدان كان قد صرح بما سيفعله قبل بدء الضربات الأخيرة على شمال وشرق سوريا قبل الرابع من أكتوبر بيومين، حيث هدد بتدمير البنية التحتية وجميع المرافق المدنية وما إلى ذلك، وقد فعلها.
ـ وكأنه يصرح علناً أنه سيرتكب جرائم ضد الإنسانية!!
بالفعل ما قاله وزير الخارجية التركي بمثابة تصريح علني بأنه سيرتكب جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب، ثم يقوم بتنفيذها دون أن يحاسبه عليها أحد، ولهذا فإن الانتقادات الموجهة من قبل أردوغان للاعتداءات الإسرائيلية هي نوع من الرياء الذي يعبر عن سياسة أردوغان والفاشية التركية.