الحرب في السودان بشهرها السابع..لا إنتصار حاسم والمدنيين يدفعون فواتير الحرب

تستمر الحرب في السودان بين الجيش والدعم السريع مع عدم وجود أي تفوق لطرف في القتال على الآخر، وتدني الخدمات والاحتياجات الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية، مما يفتح باب التساؤلات حول جمود الجبهات وانعكاساته السياسية والاقتصادية على طرفي الحرب.

كشف محمد حسن حلفاوي، الصحفي والإعلامي السوداني، أن سر الثبات في الجبهات هو إن طرفي الحرب فقدوا القدرة على خوض المعارك المستمرة لأنها مكلفة جداً، وأي طرف من الأفضل له الحفاظ على الموقع الذي هو به الآن أفضل من البحث عن تقدم جديد خاصة أنهم يتوقعون ضغوطاً دولية لاستئناف منبر جدة، خلال الفترة القريبة القادمة.

لا يتوفر وصف.

وأكد حلفاوي في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن الدعم السريع يعمل على التوسع في الولايات المجاورة للعاصمة، ويدخل بعض القرى والمناطق حول العاصمة كنوع من الضغط على الجيش، مشيراً إلى أن هذا التوسع هو توسع عشوائي، لأن الدعم السريع لا يستطيع أن يسيطر ميدانياً بحيث أنه ينشئ سلطة واقعية وليس لديه القدرة على ذلك.

 واضاف الصحفي والإعلامي من الخرطوم، أن الجيش السوداني ليس طرفاً قوياً من الناحية العسكرية في الصراع، حيث أن الجيش أصبح يعاني تململ الشارع والقاعدة الشعبية من طول أمد الحرب، لذا فالجيش يعاني من ضغوطات نفسياً، فهو ليس أفضل ميدانياً حتى الآن ولا قوي عسكرياً.

وعلق حلفاوي على المعسكرات التي افتتحها الجيش لاستقبال متطوعين، وقال إن الحرب تحتاج لجنود محترفين وليس كنوع من الاستنفار أو المعسكرات يمكن أن يكون فيه عتاد لكن هناك دوافع نفسية وأمور عاطفية لكنها ليست كافية، مطلوب أن يكون الجيش محترفاً ومدرباً ليحسم المعارك العسكرية لصالحه، لكن المعسكرات ليست حاسمة ولا ترجح كفة الجيش.

لا يتوفر وصف.

وكشف كمال كرار، القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أن الحرب دخلت في الشهر السابع وبات طرفا الحرب ومؤيدوهم من القوى السياسية والمجتمعية، أقرب لليقين أن الحرب لا نهاية لها وأنه لا يوجد طرف سينتصر على الطرف الآخر، وبالتالي هم على حافة القبول على وقف إطلاق النار، والتفاوض في باقي القضايا ومسائل الحرب.

وأكد "كرار" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أنه يعمل على ذلك القوى السياسية في أديس أبابا وجدة والقاهرة، وذلك حتى يتزامن وقف إطلاق النار مع انطلاق العملية السياسية، مشيراً إلى أن هذا النهج سيعيد انتاج نفس الأزمة، لأن الحديث حول العملية السياسية بعد انتهاء الحرب ومحاولة انتاج التوليفة القديمة يخدم مصالح دول أجنبية ودول إقليمية ولا يخدم الشعب السوداني.

وأضاف القيادي في الحب الشيوعي السوداني، أن القضايا ستظل ذات مسار خلافي في الشارع السوداني حول استكمال مهام الثورة وخاصة بعد الحرب المدمرة والتي قضى فيها الآلاف وأسفرت عن دمار هائل، لأن هناك إصراراً على عدم الإفلات من العقاب، وإصراراً على إبعاد القوى العسكرية من المشهد السياسي نهائياً ومحاسبتهم ومحاكمتهم.

وأوضح كرار، أن الشعب السوداني لن يقبل التوليفة القديمة التي كانت سبباً من اسباب الحرب، سواء كانت قوى الحرية والتغيير أو التوسيع الخاص بها والذي سيشمل فلول النظام البائد وغيره من الجهات التي تتلملم في الخارج لتصميم تلك العملية السياسية، والتي هي مدفوعة من جهات أجنبية من أمريكا والاتحاد الأوروبي، وهذه القوى كانت في الحكم منذ عام 2018 وفشلت فشلاً ذريعاً في الحكم وفاقمت الأزمات في البلاد، وجزء كبير من الأسباب المؤدية للحرب هي الحكومة الانتقالية بقيادة حمدوك وفشلها.

وبين القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أن الشعب السوداني منطلق في مساره، ويسعى الحزب الشيوعي وغيره من الأجسام ببناء جبهة عريضة مهمتها استرداد الثورة ولن تتحقق أهدافها إلا بسلطة ثورية تدفع البلاد للأمام إلى حين انعقاد مؤتمر قومي دستوري في نهاية الفترة الانتقالية، وأن تكون هناك انتخابات حرة ونزيهة وألا يكون هناك افلات من العقاب وأن يتم المحاسبة على الجرائم المرتكبة ومحاسبة المتورطين، وأن تكون دولة مدنية تُحّل جميع الميليشيات بها، وان يصبح الجيش السوداني جيشاً قومياً ومهنياً، وهذا المسار الذي كان يجب أن تقطعه ثورة "ديسمبر" ولكن تم قطع هذا المسار.

لا يتوفر وصف.

بينما كشفت نشوى عثمان، القيادية في حزب البعث السوداني، أنه لا يوجد أي تقدم لأي طرف أو تفاوض، مما يجعل من الوضع ضبابياً، مبينة أن ذلك ترك المواطن في حالة إنسانية صعبة جراء استمرار الحرب.

وأكدت عثمان في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن الجيش بمقراته فقط، والدعم منتشر ويهاجم الجيش بمقراته، والجيش عجز تماماً عن النصر، وذلك لأن الجيش تم تسيسه منذ زمن طويل، من عهد الرئيس البشير، ومنذ الدخول للكلية الحربية، سواء كان بالواسطة او المحسوبية او الانتماء السياسي، ولذلك لم يكن يمثل وحدة السودان، كما أن الدعم السريع كان خصماً للجيش، لأن غالبية ضباط الجيش انتقلوا للدعم السريع

واضافت القيادية في حزب البعث السوداني، أنه توجد جهات تريد للوضع أن يبقى هكذا، وهم بقايا النظام البائد واي مشهد سياسي هم ليسوا جزءاً منه، سيظلون رافضين له.

وبينت "عثمان" أن الدعم السريع لا يستطيع حسم الحرب، لأنه لا يمتلك القدرة القيادية، واتجهت عناصره للتخريب، والآن أصبحوا سيئي السمعة بسبب ما ارتكبوه من انتهاكات، وأصبحوا غير مقبولين لدى الشعب.

بينما علقت القيادية في حزب على معسكرات التجنيد التابعة للجيش قائلة: "سمعنا في الإعلام ولم نري في أرض الواقع"، مبينة وجود إقبال كمظهر في معسكرات كثيرة، ما حصل تقدم في الجيش بسببهم.