وفي هذا السياق، حاورت وكالة فرات للأنباء (ANF)، الدكتور ماك الشرقاوي العضو السابق بالحزب الجمهوري الأمريكي والمحلل السياسي والذي يجزم أن اللوبي الصهيوني له تأثيره الكبير على السياسة الأمريكية لدرجة أن المرشح الرئاسي الذي لا يحضر مؤتمر "أيباك" الذي يقام قبيل الانتخابات يخسر الانتخابات، مضيفاً أن اللوبي له تأثيره على الإعلام والسياسة وعلى الولايات، وهو ما انعكس على موقف بايدن تجاه غزة.

والى نص الحوار:

إلى أي مدى يلعب اللوبي اليهودي دوراً في التأثير على مواقف الإدارة الأمريكية والدعم الكبير الموجه لإسرائيل؟

المسألة أن اللوبي الصهيوني أو أيباك لديه كثير من الأدوات في الولايات المتحدة الأمريكية ويستطيع أن يفعل ويغير الكثير. إن مجموعة أيباك هي مجموعة تمثل ضغط منذ خمسينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية أي قرابة السبعين عاماً تمارس كل ما يمكن أن تتخيله من العلاقات العامة ودفع القوانين التي تخدم مصالح الصهيونية وإسرائيل واليهود.

هل هناك أمثلة عملية على هذا الدور الذي تتحدث عنه؟

بالفعل، الأمثلة كثيرة، فلديك أن تتخيل أن هذا اللوبي استطاع أن يجبر 36 ولاية من مجموع 50 ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية أن تجرم مقاطعة المنتجات الإسرائيلية القادمة من المستوطنات لمحاربة الحملة الفلسطينية BDS أي حملة مقاطعة المنتجات التي تأتى من المستوطنات، باعتبارها غير شرعية وقد استطاعوا أن يحصلوا على دعم 36 ولاية وجعلوها تصدر قوانين داخلية تمنع مقاطعة المنتجات القادمة من المستوطنات، وإن فعلت ذلك يمكن أن تفقد وظيفتك في الولاية، بل إن هناك قرار يوقع على الشخص بعدم مقاطعة المنتجات الإسرائيلية.

ما تقييمك لهذا الأمر؟ وهل هو ممتد لمجالات أخرى؟

بالتأكيد ما أشرت إليه يعبر عن ضغوط غير عادية من قبل اللوبي اليهودي، وهذا في مجال واحد فقط، كما أن لديهم ضغوطهم وتأثيرهم في عديد من المجالات، ولديهم آلة إعلامية جرارة في الولايات المتحدة الأمريكية ويستطيعوا تغيير وجهة نظر الأمريكان والرأي العام الأمريكي بما يذاع ويبث من هذه الآلة الإعلامية الخاصة.

لو تحدثنا أكثر حول الآلة الإعلامية ونفوذ اللوبي اليهودي فيها؟

تأثير اللوبي اليهودي كبير على الإعلام الأمريكي، إذ انه يستهدف كل من يتحدث عن إسرائيل أو ضد الصهيونية أو ضد ما تفعله إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وغير الفلسطينيين.

لو تحدثنا عن الجانب السياسي، كيف يتعامل هذا اللوبي مع الحزبين؟ وكيف يمارس تأثيره في أروقة السياسة الأمريكية لهذه الدرجة؟

إذا تحدثنا عن الجانب السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية وتأثير اللوبي الصهيوني فيه، فنجد أنه يدعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري وهما الحزبين الرئيسيين في أمريكا، وأيضا نجد أن اللوبي الصهيوني يدعم المستقلين دعماً مالياً غير مسبوق لا سيما في الحملات الانتخابية لأعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ وأيضا المحليات على مستوى الولاية وعلى مستوى المدينة. إنهم يدعمون أغلب السياسيين في الولايات المتحدة الأمريكية بالجزيل من العطاء بالمال. وأستطيع أن أؤكد لك أن مؤتمر أيباك الذي يسبق الانتخابات في تشرين الثاني\ نوفمبر عام 2024 أي من المرشحين الذين لا يحضرون هذا المؤتمر لن يكون له فرصة أن يكون رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، علما أن أيباك يعقد كذلك مؤتمراً كل عام في نيسان\ أبريل. ولهذا أعتقد أن تأثيرهم كبير جداً على الإدارة الأمريكية والسياسيين وصانعي القرار من التشريعيين في الولايات المتحدة الأمريكية.

ماذا عن تأثيره على الرئيس الحالي جو بايدن؟

بايدن بالتأكيد يخضع لضغوط كبيرة جداً من اللوبي الصهيوني علاوة على أن الرئيس الأمريكي نفسه يهودي، وللعلم فإن بايدن صرح في حملة الانتخابية وبعد أن اعتلى منصبه رئيساً للولايات المتحدة أنه صهيوني، فقد قال نصا "أنا صهيوني"، وقال أيضاً إن إسرائيل إذا لم تكن موحدة لكنت وحدتها، وبالتالي اللوبي الصهيوني لديه بالتأكيد تأثير كبير جداً في السياسة داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

هل يزداد هذا التأثير مع اقتراب الانتخابات الأمريكية؟

اللوبي الصهيوني له تأثير كبير وهذ التأثير يتضح على وجه الخصوص على البيت الأبيض وعلى الرئيس جو بايدن لا سيما أن هناك انتخابات قادمة، وكما قلت إن لم يحج بايدن إلى مؤتمر أيباك في نيسان\ أبريل 2024 أي يحضره، لن تكون لدية فرصة أن يتقدم في الانتخابات القادمة، فتأثيرهم تأثير كارثي على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية والاقتصاد والمال.