"نحن البديل الحقيقي لنظام السلطة الحاكمة" - تم التحديث

صرح الرئيس المشترك لحركة حرية مجتمع كردستان سلام عبد الله، أن حركة حرية مجتمع كردستان هي الخط الثالث لا مع المعارضة ولا الحكومة، وقال "نحن البديل الحقيقي لنظام السلطة الحاكمة".

تحدث الرئيس المشترك لحركة حرية مجتمع كردستان (Tevgera Azadî) سلام عبد الله، لوكالة فرات للأنباء (ANF) بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لتأسيس حركة حرية مجتمع كردستان.

 

وتحدث سلام عبد الله على النحو التالي:  

"إن المرحلة التي تم فيها تأسيس حركة حرية المجتمع الكردستاني، هي المرحلة التي كان يوجد فيها مخاطر جدية للغاية على جنوب كردستان والعراق، حيث كانت هناك قوة ظلامية مثل "داعش" في ذروتها، حتى أنها خلقت مشهداً نفسياً (من الخوف والرهبة) على المنطقة كما لو أنها أسطورة لن تُقهر أبداً، ومما لا شك فيه أن هذه الأسطورة تم دحرها على يد أبناء وبنات الكرد، وفي جنوب كردستان والعراق، من وجهة نظرنا، كنا نعلم أن الأحزاب السياسية لا تستطيع حل الوضع الراهن في المنطقة، وكذلك وضع شعوب المنطقة، وشعوب العراق، وخاصةً وضع الشعب الكردي، الذي يعاني المآسي والآلام على أيدي هؤلاء.

ونظراً لهذا الوضع، كانت هناك حاجة إلى البديل؛ لأن المشكلة تتعلق بوعي وتصور النظام السلطوي لإدارة المجتمع، الذي يتعلق بوعي وتصور خاطئ، وفي الوقت نفسه، فإن الصراعات التي كانت قائمة لا يمكن حلها بهذه المحاولات والقراءات المجردة.

دعني أعود إلى نقطة أخرى لتوضيح القضية بشكل أكثر، كل تلك المشاكل الحاضرة في العراق وكل الخلافات والأوضاع القائمة والتوترات الموجودة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إذا ما نظرنا إليها كنتيجة وربطناها بسبب أو نقطة أساسية، فيمكننا القول بسهولة أن شعوب العراق محرومة من فوائد التعايش معاً، وإذا ما تعمقنا في القضية بعض الشيء، فإن نظام الدولة من خلال كلتا فئاته ومواضعه، كـ حكومة ومعارضة، ليس لديهما في الواقع تلك القدرة على حل تلك المشاكل والتغلب عليها، لأن صيغة الدولة هي الصيغة التي بُنيت على المجتمع، أي أن ليس هناك نظام للمجتمع، بمعنى أنه نظام قد تم بناءه بمعزل عن المجتمع.    

أي أننا إذا عرفنا الدولة على أنها عضو وكائن حي، يعني إذا وضعنا لها تعريفا بيولوجيا، فهي مثل الطفيلي الذي يعيش على جهود ودماء المجتمع، حيث نظام الدولة بطبيعته هو نظام قائم على الطبقية، فمن يشغل مكانه في المجموعة الإدارية، أو الطبقة التي تتولى زمام السلطة، هو في الواقع محافظ ومناهض لديناميكية المجتمع، وبشكل عام، فإنها صيغة للدولة، لأنها صيغة سياسية واجتماعية معاصرة للسلطة، وبدون شك، إذا كانت هناك سلطة في بيئة من السلطة، فلا بد أن تكون هناك سلطة أيضاً، أي أن الجدلية السلبية هي موضوع للنقاش، أو إذا كان هناك غني فلا بد أن يكون هناك فقير أيضاً، لأن غناهم تتحقق على أساس فقر البعض.

وفي الواقع، ما يشكل مشكلة للغاية ويتوجب علينا مناقشته هو ذهنية المعارضة، حيث أن ذهنية المعارضة أكثر إشكالية من ذهنية السلطة، وهذا يعني أن هناك فئتين من المعارضة والسلطة في هيكل نظام الدولة، وأن هيكلية المعارضة هي هيكلية إشكالية للغاية، لأن المعارضة بذاتها تطيل من عمر السلطة الحاكمة، ففي تصور المعارضة، البديل عن السلطة هو كذلك السلطة، وإن هدف المعارضة هو الوصول إلى السلطة (تقلّد زمام السلطة)، يعني أن كل تلك القوى والأحزاب التي تتلطخ بوصمة السلطة في مرحلة السلطة وتتسخ وتبتعد من تصور المجتمع، تضع نفسها مرة أخرى في بوتقة المعارضة وتمر عبر المصفاة وتطهر نفسها، ويقومون على تدوير المجتمع في حلقة متكررة بشكل مستمر وهذا الأمر يخلق مشكلة جادة.

لذلك، فإن دعوتنا هو أن نخرج عن ذلك التصور، لأننا نؤمن بأن ذلك التصور الذي هدفه هو بناء الدولة، ينبغي انتقاده.  

وإن حركة حرية مجتمع كردستان هي الخط الثالث، لا مع المعارضة ولا حتى مع السلطة، وهي نظام اجتماعي وسياسي بديل، وهي الميدان الثالث لحل جميع تلك الجدالات والمشاكل والصراعات القائمة في المنطقة، من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها، ولدينا مشروع وفهم جديد وخيال مختلف لجميع الأبعاد ولحل جميع تلك المشاكل القائمة، ولذلك، فإن حركة حرية مجتمع كردستان مرتبطة بالقضية التي ذكرتها، وهي أن "العراقيين محرومين من العيش معاً"، فالوطن يكون بالعيش معاً بكل مكوناته المتنوعة، وإن كل فرد ضمن نظام حركة حرية مجتمع كردستان يتمتع بالحكم الذاتي، وكل فرد له استقلاليته الخاصة، لأنه في نظام الدولة القومية أو في عملية بناء نظام الدولة القومية الذي تلعب فيه النزعة القومية دوراً أساسياً، أو في بناء الدولة من طريق النزعة القومية، فإنها في الواقع تقوم على صهر كل تلك التنوعات وتحولها إلى طيف واحد، ولهذا السبب، فإن تلك الذهنية هي ذهنية إشكالية وإن ح  حركة حرية مجتمع كردستان هي ميدان وساحة من أجل الحياة الحقيقة معاً، ومن أجل بناء علاقة تكافلية داخل بيئتها، لأن المكتبة التي تقودها   حركة حرية مجتمع كردستان في جنوب كردستان تحتوي على العقد الاجتماعي والعقد السياسي في الوقت ذاته، فهذا الميدان أو المكتبة التي تقوم على تمثيل الأمة الديمقراطية\الكونفدرالية الديمقراطية، هي حركة الحرية التي تحتوي على ذلك الفكر والحلم، وإننا على يقين بأن هذا الحلم هو الحل لكل الآلام والأمراض والتوترات الموجودة في المنطقة وخاصة في العراق. 

وإننا نشاهد وجود الصراعات الطائفية والصرعات العرقية، وهي في الوقت الذي صنعت فيه كل تلك التنوعات الحالية فسيفساء، وإننا نسعى جميعاً في محاولة لتطوير الوحدة ضمن التنوعات لخلق دعم قوي، ولكي نتمكن من النهوض تحت وطأة كل تلك المشاكل والتوترات القائمة التي جعلت شعوب العراق في حلة الإنهاك واليأس والقلق، ولذلك، عرّفت حركة حرية مجتمع كردستان نفسها على أنها ضرورة ملحة في هذه النقطة، وإننا على يقين بأننا البديل الحقيقي لنظام السلطة، خاصةً أن المعارضة الحالية أفرزت العديد من المشاكل من الناحية السياسية والاجتماعية ومن كافة النواحي".