ناشط ميداني من السويداء: الحوار الشامل مع الاطراف السورية يضمن إعادة بناء سوريا بكافة مكوناتها

قال الناشط الميداني في مدينة السويداء, أديب محمد, بأن مطالب غالبية سكان مدينة السويداء كمطالب غالبية الشعب السوري إلا وهي توفيرالحد الأدنى للحياة الكريمة بالعدالة والكرامة والمساواة.

تحدث الناشط الميداني في مدينة السويداء, أديب المحمد, وهو من أهالي مدينة السويداء, الذي تحفظ عن ذكر اسمه الحقيقي بسبب الأوضاع الامنية التي تشهدها المدينة, لوكالة فرات للأنباء ANF, عن الأحداث الأخيرة والاحتجاجات التي عمت المدينة وأريافها مؤخراً.

وقال المحمد "الأوضاع في الجنوب السوري متشابهة بشكل عام وخاصة في محافظة درعا والسويداء, التي شهدت في السنوات الماضية حالة فلتان أمني وفوضى سلاح وعمليات خطف وسلب وقتل, نتيجة انتشار العصابات المنظمة يحسب بعضها على الأجهزة الأمنية وترتبط أخرى بفصائل محلية".

وأضاف أديب محمد "وبعد الأحداث التي شهدتها السويداء في نهاية العام الماضي كثفت القوى الأمنية انتشارها في المدينة, وخاصة على طريق دمشق ومركز المدينة, ومن الواضح بأنها سوف تتخذ المزيد من الإجراءات هذا العام".

وأكمل أديب المحمد "وخلال موجة الاحتجاجات التي شهدتها مدينة السويداء مؤخراً ضد قرار الحكومة بوقف الدعم عن شرائح واسعة من الشعب السوري, استقدمت حكومة دمشق قوات كبيرة على مدار 3 أيام".

 وبّين المحمد "تميزت الاحتجاجات هذه الفترة باتساع رقعتها, حيث شملت معظم البلدات والقرى, وشاركت فيها معظم الشرائح المجتمع, كما تميزت بشعاراتها التي تعدت موضوع رفع الدعم, إلى شعارات طالبت بالعدالة والكرامة والمساواة, حيث ردد المتظاهرون خلالها هتافات "لا شرقية ولا غربية بدنا سوريا دون تبعية, كرامة ومساواة وعدالة".

تريث المتظاهرين  

وقال أديب المحمد "في الأيام الاخيرة من الاحتجاجات شهدت مدينة السويداء استنفاراً أمنياً غير مسبوق, حيث انتشرت العشرات من قوات الأمن والجيش برفقة عربات عسكرية مزودة برشاشات متوسطة وخفيفة في الساحات والطرق الرئيسة وفي محيط المراكز الحكومية, وإغلاق الطرق المؤدية إلى مبنى المحافظة بعربات مصفحة, وهو ما اعتبره المحتجون تلويحاً باستخدام القوة, ودفعهم إلى تغير أماكن احتجاجهم التي استمرت ليومين بعد يومها الأخير, وقرروا التريث بمتابعة حركة القوى الأمنية, بحسب بيان صادر عنهم.

على صعيد المطالب

قال أديب المحمد "لا بد من احترام حقوق المواطنين في التعبير عن مطالبهم المحقة بالحرية دون قمع أو تقيد سواءً في مدينة السويداء أو باقي المدن السورية".

وعلى صعيد الخلاص من المحنة السورية, قال أديب المحمد "لا خيار سوى إطلاق حوار شامل مع جميع مكونات الشعب السوري دون إقصاء أو تخوين أو اتهامات مسبقة من اجل بناء علمية تشاركية تضع حداً لهذه المحنة التي طالت أكثر مما ينبغي, وتضمن البدء بإعادة بناء سوريا لكل أبنائها دون استثناء أو تمييز, وفي غياب عملية الحوار لن تزول المحنة ولن يجد المواطن إلا النزول إلى الشارع للتعبير عن حالته وتهميشه وقهره".

وأوضح أديب المحمد "مطالب غالبية سكان محافظة السويداء كمطالب أغلب السوريين تتماشى مع الحد الادنى للحياة الكريمة, وهي ليست صعبة مطلقاً, ولكن بحاجة إلى حكومة تستمع لها بشكل حقيقي وتناقشها مع الاهالي بشفافية, وتشارك المجتمع بتوزيع المواد الغذائية على الجميع بشكل عادل بما يحد من الفساد المنتشر في مؤسسات الدولة,

وعلى حكومة دمشق وضع خطة اقتصادية إسعافية للبدء بتحسين الواقع المعيشي المتردي للسوريين, وذلك من خلال دعم المشاريع الصغيرة, وضمان تسوية منتجاتها على سبيل المثال والأمثلة كثيرة".

واختتم أديب المحمد حديثه "حكومة دمشق لا تستمع ولا تريد الاستماع فيما يبدوا لهذه المطالب, وتقتصر السلطات المحلية في المحافظة على دراسة مطالب المحتجين فقط, وهي تدرك بأن الحراك عفوي وغير منظم, ولكل مشارك فيه احتياج, ولكن فيما يبدو تهدف لخلط الأمور وامتصاص غضب الشارع فقط".