مع شهر من الحرب على غزة.. هل يمتد الصراع إلى سوريا والعراق؟

تتوارد بقوة على مدار الأيام الماضية المخاوف بشأن امتداد الحرب في غزة إلى سوريا والعراق وذلك مع شهر من حرب إسرائيل على القطاع، في ظل حديث عن ضربات من فصائل موالية لإيران ضد إسرائيل أو مصالح أمريكية.

قبل أيام نفذت إسرائيل ضربات طالت مطاري دمشق وحلب، رداً على إطلاق قذائف من الأراضي السورية باتجاهها، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية بدورها استهدفت قافلة قرب مدينة البوكمال السورية بداعي أنها تتبع الحرس الثوري الإيراني، أما في العراق فقد أطلقت صواريخ كاتيوشا على قاعدة عين الأسد التي تستضيف قوات أمريكية لتؤكد واشنطن بدورها أنها سترد على أي ضربات ستطال قواتها في المنطقة.

فيما قالت وسائل إعلام أمريكية إن وزير الخارجية الأمريكية قام بزيارة إلى العراق تهدف بالأساس إلى منع تمدد حرب غزة وذلك خلال المباحثات التي أجراها مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في ظل تهديدات متتالية من الجماعات الشيعية الموالية لإيران في العراق باستهداف المصالح الأمريكية، رداً على دعم واشنطن لإسرائيل في حربها على غزة.

هذا هو الموقف في سوريا

في هذا السياق، يقول الكاتب الصحفي والإعلامي السوري عبد الرحمن ربوع، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن تورط سوريا في حرب غزة أمر وارد، نظراً لوجود كثير من الفصائل الموالية لإيران في الأراضي السورية سواء كانوا سوريين أو فلسطينيين، وهناك قوات إيرانية بلا شك، لكن طهران أكدت أنها لن تشارك وبالتالي سيتم الدفع بالأذرع المسلحة الموالية لها سواء في سوريا أو العراق أو اليمن.

وأضاف "ربوع" أنه في الوقت الذي يتم توجيه هذه الأذرع تقوم إيران من خلف الكواليس بالمساومات والمفاوضات، وفي سوريا هناك فصائل سورية وأخرى سورية ممولة ومدعومة من إيران، وهذه الفصائل قد تتورط في بعض الأمور ذات الصلة بالحرب في غزة، وهو في رأيي يبقى مجرد احتمال ضعيف.

وأوضح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوري أنه في المقابل، فإن الجيش التابع لحكومة دمشق يقوم في الوقت الحالي بدوره على أكمل وجه، ويعمل على منع أي شيء من هذا القبيل، لأنه لا يريد مزيداً من التورط في هذا الملف، لأن الوقائع المختلف تؤكد أن أي تحرك إيراني من الأراضي السورية يكون الرد عليه قاسياً.

ويرى "ربوع" أن الفصائل الموالية لإيران لا تقوم إلا بأعمال محدودة، مؤكداً أن جبهة الجولان كذلك جبهة صغيرة وغير مجدية عسكرياً، كما أن الفصائل التي في سوريا هشة ولا تملك أسلحة ثقيلة، أي لا تمتلك القوة الكافية مثل حزب الله الذي يمتلك الصواريخ، بينما الفصائل السورية لا تملك صاروخاً واحداً، وإنما على فترات متباعدة يتم إطلاق قذيفة أو دانة، وهؤلاء يتلقون الرد الفوري.

دلالات زيارة بلينكن إلى العراق

ويقول مسؤولو دفاع أمريكيون إن الهجمات الصاروخية أو بالطائرات بدون طيار على القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي تصاعدت في العراق وسوريا منذ أن شنت إسرائيل حملة عسكرية واسعة على غزة في السابع من أكتوبر\ تشرين الأول الجاري، رداً على عملية قامت بها حركة حماس في مستوطنات غلاف غزة، وفق ما نقلت وكالة أنباء رويترز.

وقد تعهد رئيس الوزراء العراقي بملاحقة منفذي الهجمات الصاروخية على ثلاث قواعد عسكرية في العراق تستضيف مستشاري التحالف الدولي، بينها قاعدة عين الأسد غربي العراق، وقاعدة عسكرية قرب مطار بغداد الدولي، وقاعدة حرير في مدينة أربيل شمالي العراق.

مسرح سوريا والعراق

في هذا السياق، يقول الدكتور طارق فهمي الخبير في شؤون الشرق الأوسط، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن سوريا والعراق أحد المسارح الرئيسية التي يمكن أن تشهد تداعيات للصراع المرتبط بحرب غزة، ولكن في رأيي فإن لا الولايات المتحدة الأمريكية ولا إيران لديهما رغبة في أن تتوسع دائرة الصراع وإنما الأمر يخضع لحسابات تخص كل طرف.

وأضاف "فهمي" أن واشنطن لديها تقديرات كبيرة بأن بعض الفصائل الموالية لإيران أو الرافضة للوجود الأمريكي في المنطقة ربما تنفذ عمليات ضد أهداف أو مصالح أمريكية، نتيجة الدعم الواسع الذي قدمته الإدارة الأمريكية لإسرائيل في عملياتها ضد قطاع غزة، لكن لا أتوقع على الأقل في الوقت الحالي أن نكون بصدد مزيد من التوسع في رقعة الصراع.