أشار عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، مراد قره يلان، إلى أن الدولة التركية تلجأ إلى استخدام لغة الحرب الخاصة في تبرير شن الهجمات على الكرد في روج آفا، ويشمل اتهامات واعتقالات ضد الأفراد الذين يتبنون فلسفة القائد عبدالله أوجلان أو يدعمون قضايا الكرد، وشدد قره يلان على أن روج آفا ليست خاضعة لحزب العمال الكردستاني، بل هي إدارة ذاتية ديمقراطية تضم مختلف المكونات من الكرد والعرب والآشوريين، كما أكد على أن تبني فلسفة القائد عبدالله أوجلان لا يعني بالضرورة الانتماء إلى حزب العمال الكردستاني، وأن الدول والأحزاب ينبغي أن تكون حذرة في تصديق رواية الدولة التركية التي تسعى إلى تصوير روج آفا والحركات الكردية على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني لأغراض سياسية واقتصادية.
وأجاب عضو اللجنة التنفيذية في حزب العمال الكردستاني، مراد قره يلان، على الأسئلة المطروحة عليه في البرنامج الخاص الذي بثته فضائية ستيرك-TV، وجاء في المقابلة التي أُجريت معه يوم 14 كانون الأول الجاري، ما يلي:
تقول سلطات دولة الاحتلال التركي إنَّ حزب العمال الكردستاني متواجد في روج آفا وسنقضي على حزب العمال الكردستاني، هل أنتم كتنظيم متواجدون في روج آفا حقاً؟
إنها لا تقول فقط "إن حزب العمال الكردستاني متواجد في روج آفا"، بل تقول "إنَّ هناك سلطة لحزب العمال الكردستاني في روج آفا، وسوف نقوم بالقضاء عليه، هذه هي لغة الحرب الخاصة التي تتبناها تركيا، فعلى سبيل المثال؛ هيئة تحرير الشام مدرجة حالياً على قائمة الإرهاب من قبل بعض الدول والأمم المتحدة، لكن كحزب العمال الكردستاني، نحن لسنا هكذا، ومن أجل مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، تم وضعنا على قائمة الإرهاب وبخلاف ذلك، فإنَّ الأمم المتحدة والعالم لم يدرجونا في قائمة الإرهاب، إنَّ الدول التي وضعتنا على قائمة الإرهاب هي التي وضعتنا على قائمة الإرهاب تماشياً مع مصالحها القذرة وغير العادلة، ولهذا السبب رفعنا دعوى قضائية، وكذلك وضعنا الاتحاد الأوروبي على قائمة الإرهاب عام 2002، حيث لم تكن هناك حرب في ذلك الوقت، و لقد أوقفنا الحرب، بمعنى آخر، لقد فعلوا هذا الظلم والخروج على القانون من أجل مصالحهم السياسية والاقتصادية، فنحن حركة تناضل من أجل الحقوق الطبيعية للشعب الكردي ومن كان في مكاننا سيقود هذا النضال من أجل شعبه وهذا نضال مشروع ويتوافق مع قوانين الأمم المتحدة، و كثيرون محرومون من اللغة والوجود والتاريخ وكل شيء، لهم الحق في النضال، ونحن نفعل هذا أيضاً، و لكنهم وضعونا في القائمة ظلماً.
والآن تحاول دولة الاحتلال التركي استخدام هذا، وتقول لكل كردي يتمسك بهويته "هذا من حزب العمال الكردستاني"، أنظروا، في شمال كردستان من يروق لهم من أعضاء حزب المساواة وديمقراطية الشعوب تقول عنه "هذا عضو في حزب العمال الكردستاني"، حيث يعتقلون الأشخاص الذين يقومون بدراسات لغوية، والأشخاص الذين يقومون بدراسات أدبية.
ويعتقلون الأكاديميين، فقبل أيام قليلة فقط اعتقلوا أستاذاً في جامعة دجلة ووصفوه بأنه ”عضو في حزب العمال الكردستاني“، والناشطون في مجال حرية المرأة، والناشطون الشباب، وكل من يريدون اعتقاله، يقولون ”هذا عضو في حزب العمال الكردستاني“، وأيضاً، بسبب معارضتهم لحزب الشعب الجمهوري، يريدون الضغط على الحزب من خلال هذا الأمر، حيث يوجهون اتهامات ضد الكرد في الحزب الشعب الجمهوري بتهمة انتمائهم إلى حزب العمال الكردستاني ويتم اعتقالهم وفقاً لذلك، وأبرز مثال على ذلك هو رئيس بلدية آسنيورت أحمد أوزر، إنه كردي، وهو أكاديمي، وقد شغل مناصب في العديد من الأكاديميات، وأصبح نائب رئيس الجامعة، ولكن لأنهم أرادوا اعتقاله قالوا: "هذا كردي"، وقاموا بالتحقيق ووجدوا أن أوزر كتب مقالاً عن الإدارة الذاتية وتم ذكره مرة واحدة في لقاءات إمرالي، وقالوا بخصوص ذلك، "حسناً، هذا عضو في حزب العمال الكردستاني" واعتقلوه، أي أن هذا أسلوب من أساليب الحرب الخاصة في تركيا، وتستخدم دولة الاحتلال التركية هذا الأسلوب لسحق الكرد، وتستخدم نفس الأسلوب ضد روج آفا، ويقولون: "روج آفا هو حزب العمال الكردستاني"، لماذا؟ لأنهم يريدون تدمير الوضع هناك، إنهم مستاؤون من الإدارة الذاتية والسلطة هناك، ويريد تدميرها، لذلك، عند تسميتهم، لا يذكرون حزب الاتحاد الديمقراطي وحدات حماية الشعب، بل يقولون على الفور حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي وحدات حماية الشعب، وهذه هي لغة الحرب الخاصة، حيث يستخدمون هذه اللغة لاستهداف جميع الكرد الذين يتمسكون بقضية هويتهم، ولذلك، ينبغي لجميع الدول والأحزاب والسياسيين - سواء كانوا كرداً أم لا- ألا ينخدعوا بلغة الحرب الخاصة للدولة التركية، لا يوجد شيء كهذا، ويتواجد هناك الكرد والعرب والشعوب الآشورية السريانية، وقد أنشأوا إدارتهم مع نظام ديمقراطي ويريدون أن يكون لهم اعتراف، ونحن نعلن بشكل علني؛ لسنا متواجدين في روج آفا كحزب العمال الكردستاني، وفي روج آفا، ليس لدينا أي علاقات طبيعية أو تنظيمية مع أي منظمة هناك، الجميع يعرف متى ذهبنا ومتى عدنا، عندما هاجم داعش، ذهبنا إلى كركوك وهولير ومخمور وشنكال وبالطبع كوباني وروج آفا، و لكننا عدنا، والآن يقولون على هذا الأساس: "حزب العمال الكردستاني موجود هناك"، لا، لا يوجد شيء من هذا القبيل.
هنا، سأوضح لكم الفكرة: القائد آبو هو فلسفة، ونموذج، وأي شخص يتخذ من فلسفة القائد آبو، نموذج المجتمع البيئي الديمقراطي القائم على حرية المرأة، كأساس، لا يعني أنه عضو في حزب العمال الكردستاني، إذا كان الأمر كذلك، على سبيل المثال، فهناك الآن أحزاب في الأرجنتين تقول إنها منظمة على الخط الآبوجي وهناك أيضا في باكستان وهناك في العديد من الأماكن في العالم، فهل هم أيضاً أعضاء في حزب العمال الكردستاني؟ لا، وبما أنه كان هناك العديد من الأحزاب الشيوعية في الماضي، وعلى الرغم من أنها كانت جميعها مبنية على الماركسية، إلا أنه لم يكن أي منها مسؤولاً عن الآخر، وكذلك اليوم الآبوجي هو نموذج وخط وفلسفة وإذا اعتمدت بعض منظمات روج آفا على هذا الخط، فهذا لا يعني أنها أعضاء في حزب العمال الكردستاني، حزب العمال الكردستاني حركة لها نظام وبرنامج داخلي وهي مسؤولة عن نفسها، باختصار، أشياء مثل هذه هي من أساليب الحرب الخاصة التركية، وهذه هي الحقيقة، وعلى الجميع أن يتصرفوا وفق هذه الحقيقة.
لقد ذكرتم مخاطر تركيا على سوريا، هل هناك خطر من قيام تركيا بمهاجمة سوريا مباشرة بجنودها؟
إن المرحلة التي نحن فيها هي مرحلة حرب معقدة وهناك العديد من القوى المشاركة فيها ومن الواضح أن السلطات التركية تشعر أيضاً بالقلق بعض الشيء بشأن هذه الحرب، إنهم يريدون استخدام أساليب الحرب الهجينة وهنا نظموا قواتهم في سوريا، الأشخاص الذين فروا من الحرب في سوريا وذهبوا إلى تركيا كانوا بحاجة إلى المال أيضاً وعلى الرغم من أن قطر لعبت دوراً سيئاً ضد الكرد، فقد قامت بتمويلهم بالمال وفي نفس الوقت قامت بتدريبهم.
بعض المجموعات كانت موجودة بالفعل وتواصلت بهم الاستخبارات التركية ونظمت هذه المجموعة وأطلقت عليهم اسم الجيش الوطني السوري، وبعض الناس يتعاملون مع مرتزقة الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام على أنهم نفس الشيء لأنهم لا يعرفون المجتمع بأكمله، الأمر ليس هكذا ، فهيئة تحرير الشام لها خط واضح وخطورتها موضوع نقاش، ولكن هذا ليس كذلك، هؤلاء المرتزقة اجتمعوا من أجل المال و لكن في نفس الوقت، تنخرط القوات الخاصة التابعة لدولة الاحتلال التركية إلى صفوفهم وترتدي ملابسهم، ومن ينسق حرب هذه القوات وقادة هؤلاء المرتزقة هم الجنرالات الأتراك، كما يتم تزويدهم بالدبابات والمركبات المدرعة والمعدات، إنهم يدعمونهم بالمسيرات ويمنحونهم أيضاً إطاراً تكتيكياً.
لقد نظموا قوة كهذه، واسم هذه القوة هو الجيش الوطني السوري، لكنها في الأساس قوة مرتبطة بتركيا، ولا أحد يستطيع أن يقول أن هذه القوة هي سورية، لا، بل هذه هي قوة تابعة لتركيا، إنهم يعملون من أجل أهداف تركيا، وهم جواسيس تركيا ويحصلون على رواتبهم من تركيا، كما أنهم يتلقون تعليماتهم من تركيا، وقد تحدث قائد قوات سوريا الديمقراطية إلى الصحافة قبل يومين وقال: "نحن نتحدث معهم، لكنهم يقولون: تركيا وحدها هي التي يمكنها اتخاذ القرار"، لأنهم لا يملكون الإرادة، فهم قد نظموا هؤلاء من أجل أنفسهم، ويريدون القتال بهذه الطريقة.
وبطبيعة الحال، إذا اضطر إلى ذلك، فإنه سيتدخل بجيشه، ولكن لكي يتدخل جيشه، يجب أن تدعمه القوى الدولية مثل الولايات المتحدة ولديهم بعض المشاكل في هذا الشأن، ولكنه يحاول القتال ضد الكرد من خلال هذا الجيش الذي بناه تقنياً ويضع جنوده بينهم سراً، هدفها الأساسي هو شن حرب ضد الإدارة الذاتية الديمقراطية وهذا هو هدفهم وهذه هي الطريقة الأولى.
الطريقة الثانية هي على الشكل التالي؛ يريدون من خلال هؤلاء المرتزقة التواصل مع بعض العشائر بالقول "القبائل تنتفض" لإثارة الفتن والفوضى، ويريدون حشد مرتزقة الجيش الوطني السوري بشكل عسكري عبر بعض الجهات الداخلية التي تتواصل معهم، لقد رأينا ما يفعلونه في عفرين ، إنهم قتلة، يقتلون الناس ويختطفون البعض الآخر ويطلبون فدية وينهبون ممتلكات الأهالي، إنهم مجموعات من هذا النوع، ولكن الاستخبارات التركية قامت بتنظيم وتجنيد كل هؤلاء لها، إنهم يتحركون باسم دولة الاحتلال التركي، وهذه هي استراتيجية دولة الاحتلال التركي في سوريا وشمال شرق سوريا، إنهم يحاولون القضاء عليهم باستخدامهم والاعتماد على بعض العشائر من الداخل بإثارة الفتن والفوضى، ولهذا قلتُ "تركيا لا تريد السلام في سوريا، إنها تريد حرباً دائمة"، السلطات نفسها تتحدث وتقول "سنقاتل وسنصفي".
وفي مواجهة ذلك، يجب على شعبنا في شمال وشرق سوريا أن يكون في حالة تأهب واستعداد والدور الأكبر يقع على عاتق المثقفين العرب والأحزاب العربية ويجب أن يلعبوا الدور الأكبر، ومرة أخرى، نقول لشعوبنا المسيحية والآشورية السريانية والأرمنية بأن لهم أيضاً دوراً مهماً.
ويجب رفض هذه الخطط والاستراتيجيات لدولة الاحتلال التركي، وكما يمكن للإدارة الذاتية الديمقراطية الحالية لشمال وشرق سوريا أن تلعب دوراً مهماً جداً في بناء سوريا الجديدة، إنهم مثل زهرة في الصحراء، وفي ظل الظروف الحالية، يتم تطبيق إدارة ديمقراطية، ويتخذ من المساواة بين الشعوب والمعتقدات أساساً له وهو يقوم على نهج ومنظور الأمة الديمقراطية وإذا ناضلوا في دمشق وكل سوريا بالطرق السياسية والدبلوماسية، فيمكنهم تطوير هذا النموذج في كل سوريا وبهذه الطريقة فقط يمكنهم إظهار قدرتهم على حماية وبناء وحدة سوريا، وبطبيعة الحال، ينبغي عليهم السعي إلى بذل الجهد والحركة من أجل وحدة سوريا، فهي مثال على المساواة الحقيقية بين الكرد والعرب والسريان و الآشوريين وجميع المكونات الأخرى، وهي نموذج الأسلوب الديمقراطي الذي تم تطبيقه في شمال وشرق سوريا لمدة 9-10 سنوات.
وكما قال محمد الجولاني "إدارتنا في إدلب اكتسبت خبرة، والآن نحاول تنفيذها في كامل سوريا"، وهذا مثال في شمال وشرق سوريا وينبغي أيضاً أن يؤخذ هذا في الاعتبار ويوضع موضع التنفيذ، إنه بالتأكيد شيء ذو معنى كبير بالنسبة للشعب؛ إنه مقدس حقاً، وفي الواقع، إنه مثال عظيم ليس فقط لسوريا، بل لجميع شعوب المنطقة و لذلك يجب على قادة ومسؤولي الشعوب العربية والآشورية السورية والكردية حماية هذه الوحدة القائمة و يجب رفض مثل هذه الألاعيب ويجب خوض نضال سياسي ديمقراطي، ويجب توحيدهم، وبهذا الشكل يجب الجلوس على طاولة المفاوضات وإظهار تأثيرهم على مستوى سوريا بأكملها ويجب أن يكون هدفهم هو إرساء الديمقراطية في سوريا، واليوم، أصبحت القدرة على إرساء الديمقراطية في سوريا بطريقة تقدمية وديمقراطية موجودة الآن في شمال وشرق سوريا و سيؤثر على سوريا كلها وهذه هي الطريقة التي ينبغي أن يتم بها خوض النضال، هذا هو رأينا ونعتقد أننا يجب أن نتصرف على هذا النحو.
وخلال هذه المرحلة، حدثت تطورات كثيرة على الجانب العسكري وانسحبت القوات الكردية من تل رفعت والشهباء، كما انسحبت من منبج، هناك حديث عن اتفاق، ماذا هو تقييمكم في هذا الشأن؟
بطبيعة الحال، ليس لدينا معلومات مباشرة ونحن نتابع أيضا من الصحافة وكل شيء واضح بذاته ويبدو أن القوات الكردية وشركائها من العرب كانوا يقاتلون في ذلك الوقت ومن المؤكد أن كل شيء تطور بسرعة كبيرة في سوريا، ولم يتوقع أحد أن تحدث مثل هذه التطورات فجأة.
وفي رأينا، إن قرار سحب القوات العسكرية ليس فقط من الشهباء وتل رفعت - حيث تمركز قوات تحرير عفرين - ولكن أيضاً انسحاب الأهالي هناك كان صائباً وفي الوقت المناسب، ولأن الحرب هناك ستجلب مخاطر كبيرة ودارت معركة لمدة يوم ثم قرروا التوقف وتراجعوا بنجاح، تم جلب 120 ألف شخص بأمان إلى المنطقة وكان هذا شيءٌ حسن، لأن أهلنا هناك هم أهل عفرين و لقد انتقلوا من قبل وكانوا يعيشون في مخيمات، وإذا بقوا هناك فلن يعرف مصيرهم وكانوا سيواجهون المجازر.
لأن المرتزقة لديهم حقد على أهالي عفرين ولذلك كان الأمر خطيراً وبمساعدة قيادة قوات سوريا الديمقراطية، نزح الأهالي من هناك بأمان وكان من الجيد أن أهلنا في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب بقوا أيضاً ولأن عدد أهلنا هناك كبير، هناك حوالي 250 ألف نسمة ومن المؤكد أن خطة الهجوم التركية في منبج قد انطلقت، ومن الواضح أن بعض قوات التحالف الدولي حاولت، وكانت هناك بعض المناقشات وتم اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار في منبج وقد تم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.
وبطبيعة الحال، فإن دولة الاحتلال التركي تناقض هذه الحقائق، مثلاً يقولون: انتصرنا في تل رفعت والشهباء، ولكن في الواقع، لو قاتلت تلك القوات في تلك الأنفاق، لما استطاعوا البقاء هناك لمدة عامين، لقد اتخذوا قرارهم وانسحبوا، وحتى الآن، وبحسب ما نتابعه من وسائل الإعلام، يقال إنه "تم التوصل إلى اتفاق في منبج" وبالطبع يتساءل الناس: لماذا لم تخض معركة شرسة في منبج؟ مرت أيام قليلة على الحرب، لكن الحرب توقفت بعد ذلك، لاحقاً، تم الفهم أن هناك مفاوضات بوساطة قوات التحالف وقيل "لن تبقى مرتزقة الجيش الوطني السوري التابعة لتركيا ولا قوات مجلس منبج العسكري في منبج، أي أن القوتين ستنسحبان من منبج والمجلس المشترك الذي سيتم تشكيله سيدير المنطقة وسيتم إلحاق الشرطة به"، هذا كل ما سمعناه ولأنهم أعلنوا أمس واليوم من خلال بيان وتم التوصل إلى الاتفاق بهذه الطريقة وعلى هذا الأساس أوقفت القوات الكردية وشركاؤهم العرب الحرب وهذا ما حدث، لكن دولة الاحتلال التركي تقول "لقد انتصرنا".
من جهة أخرى، هاجم مرتزقة تركيا جسر قرقوزاق وسد تشرين وهناك منطقة اسمها دير حافر هاجموها أيضاً، أي أنهم أرادوا توسيع حدودهم، وربما أرادوا تهديد كوباني، وأرادوا إغلاق الجسر والسد، ولهذا السبب هاجموا ولم نكن نعرف الحقيقة في البداية، لكن الآن نشرتها الصحافة على نطاق واسع وتم نشر الصور هنالك، وكانت هناك معركة كبيرة وبالفعل فقد أبدت قوات سوريا الديمقراطية والقوات التابعة لمجلس منبج العسكري مقاومة تاريخية لا مثيل لها هناك، ولقد تم تدمير الكثير من الدبابات والسيارات وتركت هناك ويذكر أن أكثر من 200 شخص قتلوا من المرتزقة المرتبطين بدولة الاحتلال التركي وتظهر المشاهد التي تداولتها وسائل الإعلام أن معركة كبيرة قد حدثت ومن الواضح أن دولة الاحتلال التركي أوقفت الحرب هناك، ولولا ذلك لما توقفوا ونفذوا الاتفاق الذي أعلنته قيادة قوات سوريا الديمقراطية.
لكن مرة أخرى، بحسب بيان قيادة قوات سوريا الديمقراطية، فإن المرتزقة لا تتصرف وفق الاتفاق، لأنهم يقولون في منبج: "لقد انتصرنا" لكن يبدو أنه لو حاربت قوات سوريا الديمقراطي هناك، لما كانت ستنتصر بهذه السهولة ولا ينبغي أن ينخدع أحد، فقبل أيام قال مسؤول تركي: "لقد انتصرنا في منبج في يوم واحد، حتى نتمكن من السيطرة على كل مكان"، إذا كانوا يعتقدون ذلك، فإنهم يرتكبون خطأً كبيراً، لأن الذين عملوا لسنوات وبنوا ذلك النفق، لم يبنوه من أجل حرب يوم واحد فقط، هناك اتفاق، وهناك قرار لوقف إطلاق النار و يبدو أنهم ينسحبون من أجله.
ويقولون في صحافتهم أنهم سيطروا على سد تشرين وجسر قراقوزاق أيضاً...
صحيح، الأماكن التي لم تأخذها تقول أيضاً أنها أخذتها وهذا أسلوب حرب خاصة، لكن أي نوع من الحرب الخاصة؟ إنه بلا جذور وليس له أساس وعلى الرغم من عدم وجودهم هناك، وعلى الرغم من أن الصور الموثقة تظهر ذلك، إلا أنهم يكررون ويقولون "نحن هناك". حتى الآن، هم يناقشون ما إذا كانوا يريدون الحصول على قبر سليمان شاه أم لا على الرغم من أنهم لم يفهموا ذلك، إلا أنهم يتحدثون عنه كما لو أنهم فعلوا ذلك وكيف سيكون حالهم دون الوصول إلى هناك؟
وفقاً للاتفاقية، سيأتي 7 أشخاص فقط إلى هناك بأسلحة صغيرة مثل المسدسات وسيتولون الحراسة، أي أنهم قبلوا هذا، وبطبيعة الحال، هذا شيء عالمي، إذا جاءوا إلى مكان قبر سليمان شاه، فلا أعتقد أن قوات سوريا الديمقراطية أو الناس هناك سيعارضون ذلك، وإذا لم يتم الاتفاق في منبج، فمن المرجح ألا يتم الاتفاق هنا أيضاً ولا أعرف بالضبط ما الذي يحدث هنا، لكن ما يبرز هنا هو أن دولة الاحتلال التركي تخوض حرباً نفسية وخاصة، ورغم أن هناك اتفاقاً إلا أنها تقول "أنا انتصرت" وستأخذ أماكن أخرى و في الواقع، أراد من خلال هذه المرتزقة أن يأتي إلى الطبقة ويجعل هذه الحرب أكثر تقدماً و هناك خطة من هذا النوع، لكن هذه الخطة عالقة هناك وسيعودون إليها ولهذا توقفوا الآن وفشلوا هناك.
وبطبيعة الحال، لا أعرف كم من الوقت سيستمر من الآن فصاعدا، ولا أعتقد أنهم سيتوقفون ولن يتوقفوا أيضاً والآن يتحدث مسؤولوهم، ويقول وزراء خارجيتهم: "سوف ندمرهم"، لأن هذه هي الطريقة التي يتم بها تدريب وإعداد المجتمع التركي وفي الحقيقة الشعب هنالك، وماذا يفعلون هؤلاء هناك؟ لماذا تهاجمونهم؟
علاوة على ذلك، تم الآن إعادة تشكيل حكومة دمشق وتم الإعلان عن أن الحرب في سوريا يجب أن تتوقف ومن الواضح أن قوات التحالف تريد أيضاً وقف الحرب، ولكن تركيا تريد القتال، بمعنى آخر، تريد إخضاع إرادتهم بهذه الطريقة.
يد الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا أقوى وتستطيع القتال بقوة أكبر، وباختصار، في هذه المرحلة المستمرة منذ 30 تشرين الثاني، نرى بشكل عام قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا ناجحة في إدارة السياسة واتخاذ موقف عسكري ،وهناك مثل هذه الأشياء في السياسة وفي الحرب ويمكنك القيام بالمراجعات التكتيكية لحماية القيم الاستراتيجية والنصر الاستراتيجي/ ويمكنك حتى تقديم تنازلات وينبغي أن يفهم بهذه الطريقة، أي لأنهم انسحبوا من مكان ما، ليس هذا خطأً أو استسلاماً فعلى سبيل المثال، تكون بعض الانسحابات خاطئة ولم يكن الانسحاب من عفرين عام 2018 مناسباً ولكن هذا مختلف، لأن سوريا يتم إعادة بنائها وتصميمها من جديد ولهذا السبب من المهم أن يتم تقييمها بشكل صحيح.
وفي هذه الأثناء، اسمحوا لي أن أقول هذا على سبيل المثال، الهجرة خاطئ في جوهرها لا ينبغي لأحد أن يهاجر، لكن عفرين كانت حالة خاصة، لقد كانت المرة الثانية التي تتم فيها تهجيرهم، وأتمنى لو لم يحدث ذلك، لكنه حدث مرة واحدة وعاش شعبنا في المخيمات ولم يكن هناك مأوى هناك، شعبنا في عفرين وطني للغاية، أحييهم جميعاً بكل احترام ومن قبل، بقيت بينهما لسنوات، وإنهم أناس وطنيون للغاية، وقلوبهم نقية وقد عانوا الكثير، لذلك، فإنَّ تهجيرهم إلى منطقة الإدارة الذاتية الديمقراطية بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية وحمايتهم أمر ذو قيمة كبيرة بالنسبة لهم ولكن بشكل عام، الهجرة خاطئة، وعلى سبيل المثال، لم يكن على سكان شيراوا والشهباء أن يهاجروا بأنفسهم و ربما لم يرغبوا في المجيء في البداية، ثم رأوا وحشية المرتزقة، فاضطروا إلى الهجرة، في رأينا أن الانتقال من قريتك أو مدينتك أمر خاطئ ولكن أهالي عفرين لم يكونوا في القرية؛ كانوا في الخيام، وكانت الهجرة ضرورة بالنسبة لهم وهذا صحيح وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الهجرة خاطئة، والآن من الضروري أن نقول بوضوح: لا ينبغي لأحد أن يترك أماكنه و لأنهم يأتون ويحتلون الأماكن التي تركها شعبنا وينبغي تقييمها على هذا النحو.
في هذه المرحلة التي تمت بشكل عام، يُفهم أن الشعوب الكردية والعربية والآشورية السريانية قد حافظت على أرضية مشتركة ووقفت بقوة وخاصة أن المقاومة في قراقوزاق وسد تشرين التي أثيرت الأسبوع الماضي لها معنى كبير وهزموا دولة الاحتلال التركي هناك، لقد تدخل الجنرالات الأتراك مع بعضهم البعض من أجل الوصول إلى هناك بالتأكيد، وحلقت الطائرات الحربية كثيراً، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إليها وفي بعض الأحيان كانوا يتحركون للأمام، لكن كان عليهم الانسحاب مرة أخرى، لقد ظهرت هذه الإرادة والإرادة العظيمة هناك.
ونتيجة لذلك، نحن أمام مرحلة مهمة وتاريخية وبالنسبة لروج آفا، الخطر كبير والفرصة كبيرة، يجب على شعبنا في روج آفا وشمال شرق سوريا أن يستعدوا وينظموا أنفسهم ويكونوا مستعدين ضد جميع أنواع الهجمات، ولكن لديهم فرص كبيرة للنصر وتحقيق النتائج ونأمل ونؤمن أن شعوب منطقتنا لديها الخبرة، وسوف تتحد وتنتصر وكما نتمنى النجاح للجميع في هذه المرحلة التاريخية.