محامي القائد أوجلان يكشف تفاصيل عن وضعه في سجن إمرالي

عقدت المبادرة العربية لحرية أوجلان ندوة مساء اليوم عبر تقنية زووم حول حالة العزلة الممارسة بشكل تعسفي وغير قانوني ضد القائدأوجلان، وكان السيد مظلوم دينج محامي وموكل القائد عبدالله أوجلان متحدثًا رئيسيًا فيها بمشاركة عدد من الكتاب والصحفيين والأكاديميين.

وفي الندوة التي بدأت بتقديم من قبل الكاتب الصحفي المصري إلهامي المليجي،منسق المبادرة، أكد فيها أن السلطات التركية دأبت على فرض العزلة على القائد أوجلان منذ عام 2019 ضاربة بعرض الحائط كل القوانين ذات الصلة بحقوق الإنسان، مضيفًا أن وجود القائد عبدالله أوجلان في السجن لعقدين ونيف من الزمان واستمرار المؤامرة الدولية بحقه، أمر يأتي بسبب آرائه السياسية وأفكاره التي تسعى لحل  كل أزمات المنطقة عبر نشر الديمقراطية وضمان العيش لكل شعوب المنطقة في سلام ووئام واحترام لموروثوات وثقافات كل مكونات المنطقة دوم استثناء.

خرق فاضح لكل القوانين الدولية

وذكّر المليجي بطريقة الاعتقال التي تمت بحق القائد عبدالله أوجلان والتي قال إنها كانت تمثل خرقًا فاضحاً لكل القوانين الدولية والأعراف، وقد تم ذلك على مرأى ومسمع من العالم، وفي ظل صمت البعض ومشاركة البعض وتواطؤ البعض من خلال تسليمه للسلطات التركية دون استناد لأي قوانين أو أعراف.

وقال المليجي إن اعتقال القائد عبدالله أوجلان جرى بشكل تعسفي وتم حرمانه من حقه في الدفاع عن نفسه ومن أبسط حقوقه الإنسانية في لقاء أهله ومحامييه، مؤكدًا على أن السلطات التركية وكل الفاشيات التي تشبهها إن كانت اعتقلت السيد عبدالله أوجلان فإنها  لن تفلح في اعتقال فكره الذي وصل لكل بقاع الأرض وترسخ لدى الشعب الكردي ولدى كل الشعوب التواقة للعدل.

وأكد الكاتب الصحفي المصري أن السلطات التركية تهدف للحد من نشر أفكار القائد عبدالله أوجلان بتلك العزلة لكن هيهات لأي قوة مهما كان جبروتها أن تمنع الفكر من الانتشار، وقد فشلت السلطات التركية في منع انتشار فكر أوجلان، ولن ينجوا أبدًا فالسجون لا تنجح في منع الأفكار.

اعتقال ومحاكمة في ظروف غير عادلة

في هذا السياق، قال السيد مظلوم دينج محامي وموكل القائد عبدالله أوجلان إنه منذ 25 عامًا والقائد أوجلان محتجز في زنزانة انفرادية ويعاني من عزلة كبيرة وشديدة، إذ تم اعتقاله بشكل غير عادل في إطار مؤامرة دولية كبيرة وقد خضع لمحاكمة غير عادلة تم فيها تجاوز القانون، فالاعتقال والمحاكمة لم يكونا ضمن أطر قانونية عادلة.

 وأضاف أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان كانت أكدت أن الإجراءات التي اتخذت بحق القائد أوجلان لم تكن عادلة، لكن الدولة التركية تجاهلت ذلك ولم تقم بإعادة المحاكمة ولم تأخذ ذلك بعين الاعتبار، كما أن الحكم على السيد أوجلان بالمؤبد مدى الحياة، فإن هذا القرار أيضًا لا يتوافق مع القوانين كذلك.

وقال إنه قد تمت مراجعة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن السجن مدى الحياة، والتي أكدت أيضًا أنه لا يمكن أن يتم وضع إنسان في السجن مدى الحياة، ويجب أن تكون هناك تغيير للشروط وإعادة للمحاكمة، لكن تركيا لم تأخذ ذلك بعين الاعتبار كذلك، وهذا التوصية والقرار الصادر من المحكمة كان قبل 10 سنوات ورغم ذلك لم تغير أنقرة قوانينها ولم تعاد بعد المحاكمة ومازالت تتجاوز على حقوق موكلنا.

ويتحدث السيد مظلوم دينج عن طبيعة السجن الذي يقبع فيه السيد أوجلان، وقال إن سجن إمرالي تم تهيئته خصيصًا للقائد عبدالله أوجلان منذ ١٩٩٩، لكي يبقى وحيدًا فيه، إذ تم إعلانه منطقة عسكرية ووضع خاص وبالتالي يمنع تمامًا أية فعاليات بالقرب منه، بل إن الدولة التركية لا تنفذ في هذا السجن حتى القوانين التركية نفسها المطبقة بخصوص السجون، فهي تتجاوز قوانينها أيضاً.

ويوضح المحامي أنه وفقًا للقانون التركي يستطيع السجين لقاء محاميه وعائلته، لكن خلال 25 سنة للسيد أوجلان في السجن كانت اللقاءات المحدودة مسموح بها فقط خلال أول 11 سنة تقريبا، ومنذ عام 2011 وحتى الآن يمنع المحامين من اللقاء بالسيد أوجلان ويتم وضع كثير من العراقيل أمام المحامين، فاللقاءات شبه معدومة، لكن كانت هناك فقط خمس لقاءات عام 2019 عندما كانت هناك فعاليات الإضراب عن الطعام داخل تركيا وخارجها وتزايد الضغوط على السلطات التركية، وبمجرد انتهاء تلك الاحتجاجات والفعاليات والضغوط وهدوء الأوضاع تم منعها مرة ثانية من قبل السلطات التركية.

ويقول المحامي إن لكل سجين الحق في لقاء عائلته، لكن السيد أوجلان ومعه 3 سجناء آخرين في إمرالي يتم منعهم من لقاء عائلاتهم، ومنذ عام 2014 تم منع لقاءات العائلات مع السيد أوجلان والسجناء الثلاثة في إمرالي أي أنه منذ عام 2014 تم منع اللقاءات بشكل ممنهج ومقصود، آخر لقاء للسيد أوجلان مع العائلة كان في مارس 2020.

ولفت أيضًا إلى أنه من حق السجناء التواصل مع عائلاتهم، عبر الرسائل أو عبر التواصل التليفوني، لكن السيد عبدالله أوجلان ومعه النزلاء الثلاثة في إمرالي لايمنحون هذا الحق وتم منعهم من التواصل مع عائلاتهم سواء عبر المكاتبات أو عبر التليفون.

حرمان من الصحف والمجالات ووسائل الإعلام

وقال السيد مظلوم دينج إنهم كمحامييه لا يعلمون ما إذا كان يتم إيصال الجرائد والصحف له حاليًا أم لا، علماً أنه في السابق عندما كانت تتم زيارته كانوا يؤخرون الصحف عليه، فيمكن أن تأتي له الصحف والمجلات بعد حوالي شهر من صدورها، وبالتالي يكون قد مر عليها وقت كبير منذ كتابة الأخبار التي بها.

ويقول كذلك إن الأمر قد وصل إلى أبعد من ذلك، حيث كان يتم قص بعض الأخبار من تلك الصحف والمجلات، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالأخبار التي تخص الشعب الكردي ضمن تلك الصحف، وبالتالي أصبح غير قادر على الوصول إلى أية معلومة حول وضع الكرد، كما أن التليفزيون منع عنه، فخلال 15 سنة سجن لم يكن مسموحًا له إلا بمحطة راديو واحدة وكانت محطة تابعة للدولة التركية.

وذكر أن السيد عبدالله أوجلان لا يسمح له بلقاء زملائه في السجن إلا لمدة ساعة واحدة في اليوم، وبقية الوقت يكون في السجن الانفرادي وهذا الحال لمدة 25 عاماً، مشيرًا إلى أن مبادئ نيلسون مانديلا تقول أنه لا يمكن أن يمكث فرد في الحبس الانفرادي أكثر من 15 يوم، ولكن في حالة موكلنا هذه المبادئ لاتراعى مطلقاً.

تركيا تضرب بتوصيات المنظمات الدولية عرض الحائط

وقال السيد مظلوم دينج إن لجنة مناهضة التعذيب التابعة للاتحاد الأوروبي((CPT أكدت أنه لا يمكن أن يبقى الإنسان في حجرة وحده لمدة طويلة، مؤكدة على أن يتم حل هذه الأمور وتجاوزها، لافتًا إلى أنهم كمحاميين عملوا ليتم عرض هذا الملف والوضع على كثير من المنظمات الدولية سواء كانت في المجلس الأوروبي أو لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وغيرها، وأنهم على اتصال بعديد من المنظمات الدولية بشأن هذا الملف، والتي تؤكد جميعها أنه لا يمكن القبول باستمرار هذا الوضع الذي يعد تجاوز للقوانين والحقوق، لكن تلك التوصيات والقرارات الصادرة لم تنفذ الدولة التركية أيًا منها، دون أن يكون هناك ضغوط قانونية دولية على تركيا، وذلك لاعتبارات عديدة منها سياسية أيضاً.

ولفت دينج إلى أن لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أكدت أنه يجب السماح للسيد أوجلان بلقاء الأهل والمحامين، لكن أيضًا هذه القرار التوصية لم تنفذها تركيا حتى الآن، والواقع يقول إن هناك عزلة وحالة تجريد مطلقة، لا مثيل لها تجاه أي شخص في أي بقعة من العالم. وفي السنتين والنصف الأخيرة وحتى الآن ليس لدينا معلومات عن السيد أوجلان لا كمحامين ولا كعائلة، مؤكدًا أنه على قناعة بأنه بالعمل الحقوقي والقانوني على كافة المستويات سوف يساهم بشكل كبير في كسر هذه العزلة.