مانيفستو الحضارة الديمقراطية.. جوهرة الإنتاج الفكري للقائد أوجلان

لم تتوقف النقاشات على ضفاف النيل حول المفكر والقائد أوجلان، واستضافت دارنفرتيتي القابعة في شارع يحمل اسم ضريح احد اهم الزعماء المصريين وهو سعد زغلول، ندوة لاستعراض واحد من أهم روائع الإنتاج الأدبي للقائد اوجلان وهو مانفيستو الحضارة الديمقراطية.

وبدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء القضيتين الكردية والفلسطينية، تلاها حديث لعدد من المفكرين والمثقفين المصريين والعرب عن أهمية فكر القائد عبد الله أوجلان.

وكشف عبد الفتاح السيد، الكاتب المتخصص في الشأن الكردي وصاحب دار نفرتيتي للنشر والتوزيع، ان القائد عبد الله أوجلان أنتصر على سجانه وجلاده وقدم مشروع يعلي من القيم الإنسانية، ولم تستطيع اي قوة ان تثنيه عن القيام بدوره.
وأكد السيد انه على الرغم من وضع أوجلان لمدة 25 عام في سجن شديد الحراسة في جزيرة منعزلة، جزيرة "إمرالي"، إلا أنهم لم ينجحوا في تقييد أفكاره ومنع انتشارها.

واضاف ان أوجلان يعلي من قدر الإنسان كإنسان وليس كـ لون او جنس أو عرق أو مذهب، ومن هنا جاء سر تميز فكره.

من جهتها أكدت ليلى موسى، ممثلة الإدارة الذاتية في مصر، أنه تم تطبيق نموذج القائد عبد الله أوجلان في شمال وشرق سوريا، وكونها تجربة وليدة، إلا انها نجحت في تحقيق العديد من المكتسبات على صعيد العيش المشترك وأخوة الشعوب.

وأكدت موسى، أن تجربة الإدارة الذاتية نجحت في إعادة المرأة لمكانتها الطبيعية، وحافظت على سلامة النسيج المجتمعي، ونجحت في إيقاف المشاريع التركية والإيرانية ومشروع الشرق ألأوسط الجديد في المنطقة، فمشروع الأمة الديمقراطية للقائد أوجلان مناسب لحل قضايا الشعوب في الشرق الأوسط.

كما كشف إلهامي المليجي، الكاتب الصحفي في جريدة الأهرام المصرية، أنه في ذكرى المؤامرة على القائد عبد الله أوجلان التي بدأت خيوطها في التشكل في 9  أكتوبر 1998، والتي شارك فيها عدد من الأنظمة الإقليمية والدولية بدعم السلطات التركية، وتزامنا مع العدوان الذي تشنه الفاشية التركية على الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، يستعرض اصدار الطبعة السادسة من العمل الموسوعي للمفكر عبد الله أوجلان (مانفيستو الحضارة الديمقراطية).

وأكد المليجي، أن العمل يتضمن النموذج الفكري الذي يطرحه القائد عبد لله أوجلان من أجل حل القضايا العميقة التي تعاني منها المنطقة والتي تمثل قضية الحرية والديمقراطية أحد اعمدته الرئيسية، مبينا أن الندوة تمثل احد ادوات الدعم التي تقوم بها دار نفرتيتي بالتعاون مع المبادرة العربية لحرية القائد عبد الله أوجلان.

وطالب المليجي في هذة المناسبة بضرورة الإفراج الفوري عن القائد عبد الله أوجلان، لعدالة قضيته التي تهدف لرد الاعتبار لحرية الشعب الكردي وغيره من شعوب العالم المقهورة أمام استغلال الأنظمة القمعية التسلطية.

بينما كشف الدكتور طه على، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وسياسات الهوية، أن المفكر والقائد عبد الله أوجلان يعتبر المنظر والمفكر الأهم للقضية الكردية في تاريخها الحديث، وذلك من خلال اطلاعه على القضية الكردية منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر.

وأكد على أن التجارب الأخرى مثل تجربة جمهورية مهاباد وثورة البارزاني في العراق كلها كانت عمل حركي أكثر منه فهو يعتمد على الوسائل والأساليب من أجل نصرة الحق الكردي، ولكن لم يتبلور ايا منها في عمل فكري متكامل الاركان، مثل منافستو القائد أوجلان الذي يتناقش حوله المجتمعون، وهنا تبرز أهمية الكتاب.

كما كشف أحمد شيخو الكاتب والباحث الكردي ، من خلال ندوة اليوم أن أوجلان ليس حبيس سجنه لطالما فكره حي ويتناقش حوله الحاضرون من الأكاديميين والمثقفين والسياسيين العرب، مبينا أن اعتقال أوجلان جاء لأنه القائد الذي تخندق مع شعوب الشرق الأوسط وأخرج الشعب الكردي من الدور الذي رسمه له الغرب كورقة في يد المجتمع الدولي وقدم نموذج ديمقراطي لحل القضية الكردية وقضايا الشعوب.

وأكد شيخو، أن القائد أوجلان لديه العديد من الكتب وتعتبر هذه الكتب الخمسة من اهمها، وخاصة المجلد الخامس الذي تحدث فيه عن الثورة الذهنية والمجتمع الديمقراطي وفكر الأمة الديمقراطية المبني على التعايش السلمي بين الشعوب وحرية المرأة.

واضاف الإعلامي والكاتب الكردي، أن العلاقة الكردية الفلسطينية علاقة وطيدة، خاصة وأن النضال الكردي للقائد عبد الله أوجلان كان له علاقة بالثورة الفلسطينية، وكانت الحاضنة الفلسطينية النواة الأولى التي انطلق منها أوجلان ورفاقه، ولذلك فالكرد مدينون للقضية الفلسطينية.

بينما كشف الصحفي عبده مغربي، أن عملية البحث عن وسائل لنشر مانيفستو القائد عبد الله أوجلان تحتاج لمجهود وعمل منفصل من الجماعة الصحفية، مبيناً أن الاعتماد على وسائل الإعلام سواء كانت صحف ورقية أو مواقع إلكترونية وحده لا يكفي، ولكن يجب الاستعانة بالوسائل الإعلامية الحديثة مثل وسائل التواصل الاجتماعي التي أثبتت فاعليتها وتواصل الجمهور العربي معها.
كما ذكر محمد مختار الخطيب، سكرتير الحزب الشيوعي السوداني، أن ايطاليا عرضت على السفير الإيطالي في السودان أن تستضيف الخرطوم القائد عبد الله أوجلان ولكن بعد أن عاد السفير إلى وزير الخارجية التابع لنظام البشير آنذاك، رفض استقبال القائد عبد الله أوجلان، مما أدى في النهاية إلى لجوئه إلى كينيا حيث نُفذت مؤامرة القبض عليه هناك.

بينما كشف محمود زايد، الأستاذ في جامعة الأزهر، أن صدور الطبعة السادسة من الكتاب تدل على أهميته، وأنه يقرأ من قاعدة عريضة من الوطن العربي، لا سيما أنه يحمل حلول جديدة لمنطقة الشرق الأوسط، مطالبا بضرورة الإفراج عن القائد أوجلان من سجون الاحتلال التركي.

وندد زايد خلال الندوة بقصف الإحتلال التركي لمدن وقرى شمال وشرق سوريا واستهداف البنية التحتية والخدمية فيها، مشبها ما تفعله تركيا بالقصف الإسرائيلي وما تحدثه في قطاع غزة.

وفي النهاية شدد الحضور على حرية القائد أوجلان وحل القضية الكردية واعتبارهما ركيزتين أساسيتين للاستقرار والأمان في الشرق الأوسط.