ما بين قتلى وعائلات تعيش بالعراء..الزلزال المدمر يخلف أسوأ مأساة إنسانية تعصف بالمغرب منذ قرون

لم يشهد المغرب في تاريخه الحديث ما بعد الاستقلال كارثة أسوأ من الزلزال المدمر الأخيرالذي ضرب العديد من المدن في البلاد أبرزها مدينة مراكش واسفى وترك مشاهد مأساوية لن تذهب من ذاكرة المغاربة سريعاً ، حيث وصل عدد نحو 3000 بينما وصل عدد الجرحى إلى 5000 جريح.

قال أحمد بيطار، رئيس المرصد الأوروبي المتوسطي للزلازل، أن زلزال المغرب هو أسوأ وأعنف زلزال تتعرض له البلاد منذ قرن من الزمان.

وأكد البيطار في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الزلزال الذي ضرب عدة مدن وبلدات في المغرب كان نتيجة ضغط جبال أطلس في الشمال الأفريقي، والذي حدث نتيجة للضغط الناجم عن زحزحة الصفيحة التكتونية الإفريقية للصفيحة الأوراسية.

كشف الدكتور نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، ورئيس لجنة الشؤون القانونية والتشريعية وحقوق الإنسان بالبرلمان العربي سابقا، أن الزلزال الذي ضرب عدة أقاليم بالمغرب، ونجم عنه إلى حدود الآن 2497 قتيلا نحسبهم من الشهداء بإذن الله، و2476 جريحا، هو مأساة إنسانية، نسأل الله الرحمة لمن توفاهم الله، والصبر والسلوان لذويهم.

وأكد الأندلوسي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن مناطق الحوز وورزازات وتارودانت، هي الأكثر تضررا، وبالفعل تهدمت عدة مآثر تاريخية وحضارية، ومنها مسجد "تنمل" التاريخي، بإقليم الحوز قرب مراكش، الذي شيده الخليفة عبد المومن بن علي الموحدي، في القرن الثاني عشر الميلادي، والذي انطلقت منه النواة الأولى لتأسيس الدولة الموحدية التي حكمت المغرب والأندلس لأكثر من قرن، وقد تضررت هذه المعلمة بشكل كبير جراء هذا الزلزال.

وأردف أن السلطات تقوم بمجهودات جبارة، وجميع الأطقم المعنية بعمليات الإغاثة والإنقاذ منخرطة في هذه المجهودات، أما على مستوى المساعدات الدولية فلم تصل إلى حدود الآن إلا بكميات محدودة.

وأردف الأندلوسي عن وجود جهودات مهمة تقوم بها الجمعيات المدنية ومختلف شرائح المجتمع المغربي، ليبقى أهم تحدي أمام وصول هذه المساعدات هو وعورة المسالك الطرقية وصعوبة الوصول إلى المداشر والقرى المتضررة.

بينما كشف الكابتن عبد القادر صبراوي، رئيس لجنة رياضة الجيت كون دو في المغرب، أنه من أبرز المشاهد المؤثرة بعد كارثة الزلزال هو تضامن جميع ابناء الشعب المغربي من مدينة طنجة حتى لكويرة، حيث كانت هناك مساهمات كثيرة من الشعب المغربي لصالح ضحايا ومصابي الزلزال.

وأكد صبراوي في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه تنوعت أشكال المساعدات المقدمة ما بين التبرع بالدم، والتبرع بالملابس والغذاء والخيام، مشيراً إلى أنه  كان منظر مؤثر وجلالة الملك محمد السادس وهو يتبرع بالدم لصالح ضحايا الزلزال.

وأضاف رئيس لجنة رياضة الجيت كون دو في المغرب، أن الرياضيين  من كل أنحاء العالم ومن جميع الرياضات ساهموا تجاه ضحايا زلزال المغرب، وبالنسبة لأسرة الجيت كون دو في المغرب الكل ساهم حسب الاستطاعة.

وأوضح صبراوي، أن جميع ممارسي رياضة الجيت كون دو من لاعبين ومدربين وحكام داخل المغرب  بخير ولم يصاب أي منهم بأذى من جراء الزلزال المدمر.