"كواليس تسريبات الإخوان التي فضحت دورهم في إشعال الحرب الأخيرة بالسودان"

أثار تسريب جديد لقيادات جماعة الإخوان في السودان والتي يطلق عليها محلياً اسم "الكيزان"، الجدل في البلاد.

أثار تسريب جديد لمحادثة صوتية بين الدكتور محمد بدر الدين الأمين العام المكلف لحزب المؤتمر الشعبي (جبهة حسن الترابي) وهو الفرع الثاني للحركة الإسلامية التي انقسمت في تسعينات القرن الماضي بين المؤتمر الوطني بقيادة الرئيس آنذاك عمر البشير والمؤتمر الشعبي بقيادة منظر الجماعة حسن الترابي وزوج ابنته، جدلاً واسعاً في السودان، مما يفتح باب التساؤلات حول ظهور التسريب وتوقيته ودور جماعة الإخوان في إشعال الحرب الأخيرة.

ويتحدث التسريب عن خطتين لإشعال الحرب الأولى أن تبدأ وتنتهي في غضون أربع ساعات"، والثانية الخطة (ب)، التي حولت الساعات الأربع إلى أشهر خمسة، فيما لا يزال عداد الأزمة لم يصل بعد لمحطته النهائية.

كشف شهاب إبراهيم، المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، أنه مهما كانت هناك تصريحات تؤكد من أشعل هذه الحرب، إلا أن الدليل كان واضح تماما نوايا النظام المباد في إشعال الحرب.

وأكد إبراهيم في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن الأسباب التي دفعت العملية السياسية تقدمت في نهايتها وكادت أن تصل إلى اتفاق نهائي وهو بأي حال من الأحوال لا يحدد مصلحة رجوعهم، وأنهم لن يكونوا جزء من المشهد السياسي في المرحلة الانتقالية.

كشف كمال كرار، القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أن تنظيمات الإخوان المسلمين لا تزال تحت تأثير ثورة كانون الأول (ديسمبر)، والتي خلعت رئيسهم وتنظيمهم بعد 30 سنة من الحكم بالحديد والنار، ومواقفهم مرتبكة بعد الثورة وإلى الآن، حيث حاولوا أن يفسدوا المشهد الثوري عن طريق مظاهرات تسمى الزحف الأخضر ولكن لم تستطيع أن تبعث فيهم الحياة وكانت مظاهرات ضعيفة، رغم أنها كانت ممولة تمويل كبير إلا أنها لم تجد من الشارع ما يؤيدها، والآن المحطة التي أمامهم هي محطة القوات المسلحة ومحاولة الصعود مرة أخرى على صهوة العسكر إلى السلطة والتجييش الذي يحدث والخطابات النارية داخل معسكرات الجيش تستدعي سؤال هام، إذا كانت هذه الحرب معركة الجيش فما هي الصفة التي يخاطب بها هؤلاء القوات المسلحة، ولكن قبل هذه الحرب كان هناك ارهاصات وكوادرها الإعلامية التي تحرض على الحرب،  وتخون الآخرين الذين يدعون إلى السلام.

وأكد كرار في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن قيادات الإخوان خرجت إلى قطر وإلى القاهرة قبل الحرب، والآن الآلة الإعلامية للجماعة مصوبة تجاه استمرار الحرب، والموجودين في السودان والذين لهم علاقات بالمؤسسة العسكرية يدخلون المعسكرات ويقولون هذه الخطب البراقة ويحرضون على القتل وعلى الانتحار الجماعي والدمار ثم يذهبون إلى مكاتبهم والى مخابئهم، ويستمتعون بالجلوس أمام الشاشات والتفرج ويتركون الآخرين في خضم حرب عبثية لا تبقي ولا تذر.

 وأضاف القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أن نفس المنهج كان يقال على ايام الإنقاذ في التسعينات والحرب التي سموها جهادية ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان، كانوا يمارسون نفس الممارسات ويذهبون للمعسكرات ويقولون هذا الحديث ثم يرجعون الخرطوم إلى أن انفصل الجنوب وانتهت الحرب باتفاقية "نيفاشا"، والآن يريدون إعادة التاريخ نفسه ولكن هذا مستحيل لأن قلب الشعب النابض ومعظم الحركات الثورية في السودان لا تريد استمرار الحرب وتريد نهاية سياسية منطقية، عن طريق التفاوض والاتفاق وكفى السودان حروب عصفت بالسودان منذ أكثر من 60 عاماً بعد الاستقلال.

وأوضح كرار، أن تلك القيادات تغرد خارج السرب، ومعروف في المثل السوداني الذي يقال "كرة برة وكرة جوة"، وذلك لأنهم يقولون كلاماً أنهم مع الإطاري مرة ومع رفضه مرة ومع الحرب مرة وضدها اخرى، مشيراً إلى أنه لن يفلح هؤلاء في جر الشعب السوداني وشرفاء القوات المسلحة إلى حرب عبثية ولن تفلح تلك المؤتمرات في استعادة السلطة على صهوة العسكر، وهذه صفحة طواها الشعب السوداني والذي يطالب بالمعسكر الثكنات والجنجويد أن ينحلوا ويطالب بالدولة المدنية.

 وبين القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أنه سيحاكم هؤلاء على الجرائم التي ارتكبوها طيلة 30 عام، وهذه الجريمة التي ارتكبوها بشن الحرب الأهلية المدمرة التي ليس فيها منتصر أو مهزوم.

وتساءل كرار، أنه كانت القوات العسكرية في الانضباط العسكري لها قواعدها، وعندها قيادتها التي تتلقى منها الأوامر التي توجهها، فكيف دخل هؤلاء للمعسكرات واتيحت لهم الفرصة لمخاطبة القوات وتحريضها ونشرت ثاني خطاب الجهاد والإرهاب، ولكنهم نفذوا عبر قادة القوات المسلحة الموجودة حالياً، وهذا السؤال يرتد على قادة الجيش السوداني فإذا كانت حرب الجيش لتصفية القيادات المتمردة فكيف دخل هؤلاء للمعسكرات وهؤلاء مدنيون ومعروف كراهبتهم للأحزاب وحتى للجيش، وشيطنتهم للأحزاب وهم من غيروا عقيدة الجيش السوداني وأدخلوه في حروب مدمرة ومهلكة وارتكبوا الفظائع في دارفور وغيرها، مبيناً أن هذا سؤال يجب أن تجيب عليه قيادة القوات المسلحة السودانية.

وأشار القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، إلى أن هناك من يصب الزيت على النار وهذا المشهد يؤكد ما يروجه البعض من أن الحرب الحالية هي حرب الإخوان المسلمين لتصفية ما تبقى من الجيش في حرب عبثية أمام قوات الدعم السريع.

كشف محمد حسن حلفاوي، الصحفي والإعلامي السوداني من الخرطوم، أن تسريبات القيادي في المؤتمر الشعبي تصريحاته صحيحة مئة بالمئة، مبيناً أن حزب المؤتمر الشعبي هو حزب الترابي ويعد حزب اسلامي ولكنه على النقيض من المؤتمر الوطني (الكيزان) كان الشعبي أحد احزاب الاتفاق الاطاري مع الحرية والتغيير وليس من دعاة الحرب.

وأكد حلفاوي في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن سر توقيت التسريبات، يكمن في أن الخطة فشلت، خطة الكيزان كانت تقوم ع حرب ساعات لكنها استمرت خمسة أشهر ولا تزال، وهذا التسريب مقصود حتى يتمكن الشعبي من ضرب خصمه، وهو حزب المؤتمر الوطني.

وأضاف الصحفي والإعلامي السوداني من الخرطوم، أن المؤتمر الشعبي لديه مواقف أفضل في السنوات الاخيرة نسبيا طبعا وكان أحد أطراف الاطاري، ويناهض الحرب وناهض الانقلاب العسكري للبرهان، مبيناً أن الشعبي يعيد طرح نفسه على حساب تسريبات المؤتمر الوطني، حيث أن المؤتمر الشعبي يطرح نفسه كإسلاميين معتدلين.

وبين حلفاوي، أن المجتمع الدولي يود عقد صفقة مع الاسلاميين المعتدلين ليكونوا ضمن الحكم في الفترة القادمة، حيث ان الاتحاد الأفريقي يطرح عملية سياسية من ضمن الأطراف القوى المدنية بما في ذلك اسلاميون معتدلون، ويعد حزب المؤتمر الشعبي هو الخيار المطروح ليكون ضمن العملية السياسية مع الحرية والتغيير.

بينما كشفت نشوى عثمان، القيادية في حزب البعث السوداني، أن التسريبات الأخيرة لقيادات المؤتمر الشعبي عن إشعال الحرب الأخيرة معروفة لدي الشعب السوداني وكل هذه المعلومات متوفرة وأي سوداني متأكد أن الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع اشعلها الكيزان.

وأكدت "عثمان" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن التسريبات كشفت عن دور الإخوان في منع اللقاء بين حميدتي والبرهان، وأن بعض قيادات المؤتمر الوطني ومنهم علي كرتي قابلوا الفريق الركن البرهان وطلبوا منه عدم لقاء حميدتي وان اي تقارب بين القوات المسلحة والدعم السريع مع الحرية والتغيير سيكون مزعج لهم وان المؤتمر الوطني سيتضامن مع المجموعة الرافضة لإسقاط هذا الاتفاق الإقصائي من وجهة نظرهم.