خط الغاز النيجيري الجزائري.. هل سيحرم الانقلاب في النيجر أوروبا منه
تستمر أزمة النيجر في التدهور مع استمرار الانقلاب العسكري ودعم قادة الانقلاب من قبل روسيا والدول الموالية لها في غرب أفريقيا.
تستمر أزمة النيجر في التدهور مع استمرار الانقلاب العسكري ودعم قادة الانقلاب من قبل روسيا والدول الموالية لها في غرب أفريقيا.
شهدت دول غرب أفريقيا انقلابات عسكرية عدة بدعم من روسيا خلال السنوات الماضية، مما أدى إلى حدوث فجوة كبيرة بينها وبين الغرب، ويعد مشروع خط الغاز النيجيري الجزائري الذي يمر بدولة النيجر، أحد المشاريع المهددة، حيث كانت أوروبا تعول عليه في تأمين جزء من احتياجاتها من الغاز كبديل للغاز الروسي.
كشفت الدكتورة أسماء الحسيني، الخبيرة في الشأن الأفريقي، أن أوروبا لن تفرط بسهولة في مشروع خط الغاز الجزائري الذي يعبر من أربع دول بدءاً من نيجيريا مروراً بالنيجر وصولاً إلى الجزائر ثم ينتقل عبرها إلى أوروبا.
وأكدت الحسيني في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن هذا الخط تعول عليه أوروبا كثيراً في تعويض ما فقدته من الغاز الروسي ويصلح لأن يكون بديل جيد لموسكو جزئياً للعديد من بلدان القارة العجوز، خاصة إسبانيا والبرتغال وفرنسا.
وأضافت الخبيرة في الشأن الأفريقي، أن المشروع الجزائري يبدو واقعياً وأقصر وأقل تكلفة من نظيره المغربي والذي يطوف 11 دولة حتى يصل للأراضي المغربية ومنها إلى أوروبا، مشيرة إلى أن توقف هذا المشروع يوفر مليارات الدولارات على الغرب في قضية الغاز.
وبينت الحسيني لن الكثير من دول الإتحاد الأوروبي مستعدة للقتال من أجل عودة شرعية الرئيس النيجيري المحتجز محمد بازوم واستعادة الشرعية بتلك الدولة في غرب أفريقيا لإتمام ذلك المشروع، وتبذل الكثير من الجهود لأن تقوم دول "ايكواس" بالتدخل عسكرياً في النيجر وانهاء الانقلاب العسكري الذي حدث في النيجر.
وكشف عز الدين عقيل، الكاتب والمحلل السياسي الليبي، أن خط الغاز النيجيري الجزائري هو أحد الأسباب الرئيسية في الانقلاب الذي حدث في النيجر، من أجل إيقاف هذا المشروع الناقل للغاز إلى أوروبا.
وأكد عقيل في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يسمح بمرور هذا المشروع إلى أوروبا خلال من 10-15 عام وهو الوقت الذي قد تستغرقه عملية ترميم العلاقات الروسية الأوروبية، مشيراً إلى أن روسيا لا تزال تستخدم الغاز الطبيعي الرخيص الذي تضخه إلى أوروبا كوسيلة ضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل تمرير مصالحها.
وأضاف المحلل السياسي الليبي ورئيس حزب الائتلاف الجمهوري الليبي، أن الرئيس فلاديمير بوتين عندما استقبل أحد الرؤساء الأفارقة في قصره بموسكو صرح بأن الحل السلمي هو الحل المقبول لمشكلة النيجر حصراً وطالب المترجم في فيديو منشور على أن يؤكد على كلمة "حصراً".
وبيّن عقيل، أن خط الغاز النيجيري الجزائري يمكن أن يكون بديل جيد للغاز الروسي وخاصة لدى البلدان القريبة من الجغرافيا الجزائرية على الضفة الأخرى من المتوسط وهذا يعد خط أحمر لدى موسكو، مبيناً أن روسيا والصين نجحتا في عملية "تثوير" الأفارقة وإقناعهم بمدى النهب المنظم الذي يقوم به الأوروبيين، مما يصعب فكرة التعاون بين الجانبين خاصة الأنظمة الموالية لموسكو مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو.