خبراء يوضحون.. هل دخل حزب الله اللبناني الحرب مع إسرائيل؟

مؤشرات متصاعدة على اتساع رقعة الاشتباكات بين حزب الله اللبناني وإسرائيل على امتداد الشريط الحدودي المتصل من شبعا شرقاً عند مرتفعات جبل الشيخ وحتى الناقورة غرباً عند الحدود المطلة على البحر المتوسط.

ويأتي هذا في وقت كشفت وسائل إعلام إيرانية، أمس، عن أن حزب الله تلقى رسائل من الإدارة الأمريكية وإدارات أوروبية أخرى تطلب منه عدم التدخل في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، في وقت تؤكد تقارير غربية عديدة أن واشنطن وحلفائها الأوروبيين يريدون بالفعل عدم توسيع ساحة الحرب في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي حذرت منه كذلك بعض دول المنطقة مثل مصر.

هذا ما يفكر في حزب الله وإسرائيل

في هذا السياق، يؤكد محمد القزاز الكاتب الصحفي المصري المتخصص في الشأن اللبناني بشكل قاطع أن حزب الله لم يدخل هذه الحرب، موضحاً، في اتصال هاتفي مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، أن "إسرائيل عندما بدأت الحرب على غزة جواً عملت على تعطيل الجبهات التي تمد حماس بالأسلحة والعتاد، وقد ظهر ذلك في المناوشات التي تتم مع حزب الله في قرى الجنوب اللبناني، ثم باستهداف مطاري دمشق وحلب، وقد ظهر كذلك بتحريك الأسطول الأمريكي في البحر لمنع الإمدادات التي يمكن أن تأتي عن طريق البحر".

وأضاف أنه بالتالي "كل هذه الأمور منعت حزب الله من دخول الحرب أثناء هجوم الاحتلال الإسرائيلي على غزة، مشيراً إلى أنه قد يكون من الصحيح أن هناك مناوشات ومسيرات يتم إسقاطها وقد يكون هناك بعض الضحايا سقطوا، لكن الأهم هو الجهد الدبلوماسي الذي تقوم به أوروبا من أجل منع حزب الله من دخول الحرب، فقد كانت هناك أكثر من زيارة واتصال بلبنان لمنع هذا السيناريو، كما كانت هناك رسائل من الإدارة الأمريكية لإيران بأن واشنطن لا تريد توسيع مجال الحرب، وبالتالي لا بد من الهدوء في التعامل وألا تكون هناك حرب في جبهة لبنان وجبهة سوريا".

ويرى"القزاز" أنه "لهذا السبب لم نرى الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله يخرج في أي بث مباشر أو خطاب، لكن دائماً يتم تكرار أن الحزب جاهز ومستعد للحرب في إطار ما يمكن تسميته بالحرب النفسية، مؤكداً أن حزب الله لا يريد الدخول في حرب لأنه لا يريد أن تكون هناك خسائر للبنان الذي يعاني، والاحتلال الإسرائيلي بدوره يريد ألا تكون هناك حرباً مع الحزب لأن إسرائيل ستخسر بدورها.

ومن وقت لآخر يعلن حزب الله أن عناصره يوقعون إصابات مباشرة في قوات ومواقع إسرائيلية، لكن كثير من المراقبين يجمعون رغم ذلك على أنه لن تكون هناك مواجهة شاملة، في وقت شكك البعض في إن يتدخل الحزب من الأساس حتى على الأٌقل في إطار ما يسمى بـ"محور المقاومة" الذي لم يقدم أي شيء بعد لقطاع غزة الذي يواجه واحدة من أسوأ أيامه".

حسابات لدى حزب الله وأمريكا

بدوره، يقول محمد سعيد الرز المحلل السياسي والكاتب الصحفي اللبناني، في اتصال هاتفي مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، إن "كلا الاحتمالين، أي قد يتدخل أو لا يتدخل، والقرار هنا مرتبط بمدى ترجيح حزب الله في لبنان أن يكون الدور المقبل عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي بعد الإنتهاء من موضوع غزة أو حماس، وإذا ترجح لديه أن القادم ستكون مواجهة معه على غرار ما حدث في غزة، فإنه في هذه الحالة سوف يتدخل من باب الدفاع المسبق عن النفس".

وأوضح الرز "أن العامل الذي يحسم قرار حزب الله ليس ما تتعرض له حركة حماس أو ما يتعرض له قطاع غزة، وإنما يعتمد على ممدى قناعته بأن الدور المقبل سيكون عليه، وبالتالي فإنه في هذه الحالة سيشن عملية عسكرية يوسع من خلالها الحرب في إطار الدفاع المسبق، خصوصاً وأنه كانت هناك تصريحات  لمسؤول الأمن القومي الإسرائيلي قال فيها أن الدور المقبل سيكون مواجهة حزب الله فى لبنان، في إطار الاستفادة من دورس الحرب على غزة".

وقال المحلل السياسي اللبناني إنه "إذا لن يترسخ فى ذهن حزب الله هذا الأعتقاد فسوف يبقى ضمن عملية احترام قواعد الاشتباك القائمة منذ عام 2006، وحتى الآن لا يزال الطرفان يحترمان قواعد الاشتباك، وتبقى المسألة مع بعض التوسيعات الخفيفة للقتال فى القرى المواجهة على الحدود اللبنانية". وأشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان صرح مؤخراً بأن طهران لا تريد توسيع الحرب محذرة فى الوقت نفسه من أن توسعها سوف يودى إلى فوضى إقليمية، وكذلك الولايات المتحدة نفس الموقف، وكأن هناك توافق إيراني – أمريكي على عدم توسيع الحرب.

وفي ختام تصريحاته لوكالة فرات، أكد محمد سعيد الزر أن "حزب الله لديه حساباته الخاصة بشأن الدخول في مواجهة مع إسرائيل، وهي حسابات كثيرة، لكن الواقع يقول إن الخطاب الأمريكي لإسرائيل قائم على فكرة أنه تتكفل الأخيرة بحركة حماس وقطاع غزة، وأن تتكفل واشنطن بحزب الله، ولهذا رأينا تحرك حاملات الطائرات الأمريكية في الشرق الأوسط".

واشتعلت الأوضاع في غزة منذ فجر يوم السابع من أكتوبر عندما شنت حركة حماس هجوماً صاورخياً على إسرائيل واقتحمت عدد من المستوطنات المعروفة بـ"غلاف غزة"، حيث تم أسر عدد كبير من العسكريين والمواطنين الإسرائيليين ضمن عملية "طوفان الأقصى"، التي قوبلت برد إسرائيلي هو الأعنف وقد أسقط آلاف الضحايا.