وكانت المقابلة على الشكل الآتي:
كيف تقيمون التدخلات الأجنبية في الشرق الأوسط؟
ليس فقط بالنسبة للشرق الأوسط ولكن بشكل عام لكل منطقة ولكل شعب، نحن ضد جميع أنواع التدخل. لأنه في منطق التدخل يعني التدخل من الخارج ولا يأتي مصدره من الديناميكيات الداخلية، ونتيجة لذلك، فإنهم يتدخلون في وضعك ويفعلون ذلك بالتأكيد بناءً على مصالحهم الخاصة.
كما في التاريخ وحتى اليوم عندما ننظر إلى الموضوع نرى أنه من يتدخل دائماً هي القوى الحاكمة. ولأن هناك العديد من القوى الحاكمة، فإنها تسعى دائمًا لتحقيق مصالحها الخاصة وتعزيز نفسها وقد توجهت بالفعل إلى مناطق وأراضي ودول مختلفة وحاولت دائماً إخضاع تلك المناطق لسيطرتها، ولقد حاولوا دائماً التدخل على هذا الأساس. وبهذه الطريقة، يمكن للمرء أن يقول بسهولة أن هناك نهجاً إمبريالياً واستعمارياً في أساس جميع أنواع التدخل، ويتطور هذا في الغالب بين الطبقات، حيث طورت الطبقة الحاكمة، خاصة بعد ظهور الدولة، تدخلها على مختلف الطبقات والمناطق والدول.
بشكل عام يمكن القول أن أقدم أنواع التدخل هو تدخل الرجل الحاكم بالمرأة وشؤونها. وبالتالي، في جوهر جميع أشكال التدخل، عندما ننظر إليه، فنرى إن التدخل ليس شيئاً طبيعياً بل شيئاً خارجياً وهناك مقاربات أنانية ومصالح ذاتية في منطقها وفي مصدرها.وعلى هذا الأساس، هناك أيضًا احتلال، لذلك فإن التدخل الذي يتم في الشرق الأوسط اليوم، والأشياء التي تم القيام بها في التاريخ في مناطق مختلفة وعلى شعوب مختلفة، لا نراها صحيحة ونرفضها. ونحن نقف ضدها سواء في الجانب الفلسفي أو في الجانب الفكري والعملي.
فيما يتعلق بسؤالكم، من المؤكد أن هناك تدخلاً في الشرق الأوسط في يومنا هذا، وقد كان هناك من قبل أيضاً، لكن في يومنا هذا وفي ظروف الحداثة الرأسمالية، زاد هذا التدخل وأصبح أكثر خطورة. خاصة بعد الحرب العالمية الأولى، فقد قاموا بتدخل منهجي للغاية على مدار المائة عام الماضية، فهم يريدون وضع الشرق الأوسط في ثوب معين، ويريدون جلب إيديولوجيات أجنبية وثقافة مختلفة إلى الشرق الأوسط. وعلى هذا الأساس، وعلى مدى المائة عام الأخيرة على الأقل، كان هناك تدخل منهجي للغاية من قِبل قوى الحداثة الرأسمالية في الشرق الأوسط. وهذا ما يحدث مرة أخرى اليوم وفي سياق الحرب العالمية الثالثة، فمن المؤكد أن له تأثير سلبي للغاية، فهو يدمر البلدان، ويشجع على الهجرة، ويعزز البطالة، ويكثُر حالات القتل ويشتت المجتمع، تتصادم بذلك مجتمعات الشرق الأوسط، وتندلع الحرب بين الطوائف وبين الشعوب، وتحدُث الانقسامات داخل الشرق الأوسط نفسها.
وكما ذكرنا في البداية، كل هذا يتم من أجل هدف مُعين، ما هو الهدف؟ تقسيمها وبالتالي إدارتها. إنهم يحاولون منع ظهور قوة في الشرق الأوسط أو ظهور الشرق الأوسط كقوة موحدة ضد حداثة الرأسمالية، لأن الشرق الأوسط يتمتع دائمًا في التاريخ بهوية، وله ثقافة قديمة وهو مهد أشياء كثيرة. وفي وقتنا الحاضر، فهي تتمتع بالقدرة والإمكانات لإحداث تأثير على النظام على المستوى العالمي. إضافة إلى ذلك فهي تمتلك العديد من الثروات الجوفية كالنفط والغاز الطبيعي والمياه والهواء وجغرافيتها الإستراتيجية وثقافتها وأيديولوجياتها في هذا المجال. باختصار، إن ميزاتها التي تسمح لها بلعب دور منظم كثيرة.
يعتمد الشرق الأوسط أكثر على الثقافة الروحية، لكن في الغرب الثقافة المادية أكثر أهمية. في الشرق الأوسط، التنشئة الاجتماعية أمر ضروري، على الرغم من كل عيوبها والتنشئة الاجتماعية المنحرفة، ولكن في النهاية، هوية التنشئة الاجتماعية قوية جدا، وهذا يبعث الأمل في حدوث تطورات جديدة في الشرق الأوسط لحل المشاكل الاجتماعية، لكن الغرب في حضارة الحداثة الرأسمالية تتقدم فيها اﻷنانية، والتنشئة الاجتماعية حطمت العادة، وبالتالي لا يمكنها أن تلعب أي دور في المستقبل. ومن ثم فإن التدخل الحالي في الشرق الأوسط هو في الأساس تدخل أيديولوجي. إنه هجوم على الثقافة الروحية وعلى ثقافة الشخصية الاجتماعية في الشرق الأوسط، ويتم ذلك بشكل منهجي للغاية من قِبل قِوى الحداثة الرأسمالية. كما أنهم يصنعون شُركاءاً لهم في الشرق الأوسط ويفعلون هذه الأشياء.
عندما ننظر إلى خريطة الشرق الأوسط، نرى أن خرائط العديد من الدول مصنوعة على شكل جداول. وكذلك أولئك الذين ارتبطوا بالحداثة الرأسمالية أو عملوا عملاء أو جواسيس لها، فقد جعلوا منهم قِوى مسؤولة عن شعوب الشرق الأوسط.
باختصار، هناك قوى الحداثة الرأسمالية، وقوى الهيمنة، ولكن لهم شركاء أيضاً. في تقسيم الشرق الأوسط وتدخلاته، فإن القوى الحاكمة والسلطات المحلية تكاد تكون مذنبة مثل القوى المهيمنة والحداثة الرأسمالية. وبهذه الطريقة، هناك هجوم منهجي للغاية على الحياة الاجتماعية في الشرق الأوسط وعلى ثروات الشرق الأوسط السطحية والجوفية. كما أن أسوأ ما في الأمر هو أن نقاط الضعف التي تجعل من المرء أن يكون عرضة للتدخل، وهذا أيضًا من جانب المجتمعات، لأن المجتمع الغير منظم، وقد تم التلاعب بعقل المجتمع من قبل القوى الحاكمة. على سبيل المثال: تطور القومية والطائفية والتمييز الجنسي والدولتية، أي أن المجتمع قد ابتعد عن طبيعته وأصالته، وبالتالي فهو منفتح كلياً للتدخلات الخارجية. وهذا أمر مؤسف وفي الوقت نفسه مسؤولية القوى الاجتماعية أن تخرج من هذا الوضع. لذلك، هناك الآن تدخل منهجي للغاية في الشرق الأوسط في سياق الحرب العالمية الثالثة. لكن في ظل هذه الفوضى التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، فإن المطلوب من القوى الاجتماعية والمجتمع هو الوحدة في إطار استقلالية قطاعات وفئات المجتمع، حيث يستطيع الجميع توحيد قواهم ضد جميع أنواع الغزو والاستبداد، وكذلك تنظيم الذات والمعرفة والعمل. وعلى هذا الأساس، ينبغي في جميع دول الشرق الأوسط القضاء على هذا الانفتاح على التدخلات الخارجية. فلنكن منظمين وواسعي المعرفة، ولنحل مشاكلنا بأنفسنا ونوحد قوانا.
على هذا الأساس، وفي ظل مجتمع منظم ومكتفي ذاتياً ومنغلق على التدخل الخارجي، فلا يمكن لأحد أن يتدخل. ولهذا، من الضروري إحداث ثورة في العقلية، وتغيير جذري في التصور. وعلى الجميع أن يتحرروا من إطار مفهوم الدولتية وألا يكونوا قوميين، ففي نهاية المطاف، العقلية القومية لا تناسبنا في الشرق الأوسط، لأننا جميعاً نعيش في مجتمع معاً في إطار علاقات حرة ومتساوية، والآن هناك فرصة في شمال وشرق سوريا، حيث يظهر هذا الأمر بشكل جيد فيها لأن الكرد والأرمن والعرب والشركس والتركمان والسريان والجميع يعيشون معاً.
باختصار، مهما تعددت أجزاء وفئات وشرائح المجتمع، فإنها جميعها تكمل بعضها البعض بألوانها وأصواتها في إطار الحياة الحرة والمتساوية. هذه هي حقيقة الشرق الأوسط، لذا يجب علينا تجنب التمييز الجنسي والقوموية والعنصرية وما إلى ذلك، حتى نتمكن من أن نصبح مجتمعاً موحداً، ولكي نتمكن من أن نصبح مجتمعًا يجتمع في سياق حياة حرة ومتساوية ويكون لكل فرد هويته الخاصة وينضم إلى الحياة المشتركة وفقًا لاستقلاليته وعقلية الأمة الديمقراطية.
دعونا نستبدل القوموية بالعقلية الوطنية الديمقراطية، وبدلاً من تقسيم المجتمع نبني وحدة المجتمع، ونستبدل الدولة القومية بالكونفدرالية الديمقراطية. واليوم، وبحسب الهوية التاريخية والاجتماعية للشرق الأوسط، سنتمكن من بناء نظام جديد وحديث، وبهذه الطريقة سنحمي أنفسنا من كل التدخلات الأجنبية، فلن تتمكن القوى المهيمنة من فعل أي شيء في الشرق الأوسط، ولن يكون جواسيسهم قادرين على فعل ما يفعلونه بالمجتمع. ويمكن للشرق الأوسط بثقافته الملونة والغنية والقديمة أن يحدث تغييرات جوهرية للغاية في العالم باسم المجتمع والحياة الحرة والمتساوية.
ما هي أهمية الجامعة العربية؟ وما هو التأثير الذي سيحدثه عودة النظام السوري إليها؟
الوحدة العربية، هي وحدة الدول العربية، وهذه مشكلة في حد ذاتها. هناك مشكلة في الشرق الأوسط، هناك أمة اسمها العرب، ولكن هذه الأمة لديها 22 دولة، ومصادرها ليست من الديناميكيات الداخلية، لأننا نعلم جيداً أن معظم الدول العربية تأسست في بداية القرن العشرين. حيث أنشأتها الدول المهيمنة، بناءً على مفهوم الدولة القومية أو مفهوم السلالات أو اﻹمارات.
إن القوى الدولية، قوى الحداثة الرأسمالية، في إطار مصالحها، لا تريد أن يكون الشرق الأوسط قوياً، أو أن تكون له قوةً موحدة فيه. وعلى هذا الأساس، كما جرت العمليات المنظمة على الكرد والفرس والأتراك، جرت نفس العمليات على الأمةِ العربيةِ أيضاً. أي أن هذه الزيادة في عدد الدول حدثت على هذا الأساس. صحيح أن هناك جامعة عربية، لكن ما مدى فعاليتها في الشرق الأوسط، وما مدى تكاملها، وكيف يتفقون؟ هل هي شائعة ومؤثرة في المجتمع العربي؟ حقيقةً إنها ليست مرئية في هذا الإطار. على سبيل المثال: في سياق القومية، إذا نظرنا إذا ما كانت الجامعة العربية قادرة على توحيد جميع الدول العربية وجعلها قوية، لأن لديها الكثير من الفرص، ولكن هذا ليس هو الحال. لأنه لا توجد إرادة داخلية كبيرة، وكل دولة عربية مرتبطة بقوة دولية أو بنظام الحداثة الرأسمالية تحت اسم معين.
بكل اﻷحوال لا توجد ضمن نظام الحداثة الرأسمالية دولة مستقلة تعمل لوحدها، والدول العربية تفتقر إلى الإرادة كثيراً، ومعتمدة أكثر من اللازم على الحداثة الرأسمالية. ولذلك، فهم يتصرفون في إطار الدور الذي تمنحه لهم الحداثة الرأسمالية، أي أنهم شركاؤها ومتعاونين معها. وليس هناك أي فعل أو نشاط من اجل الوحدة وتوحيد الثروة والقوة للقيام بشيء جيد للشرق الأوسط والأمة العربية. فهم كذلك لأنهم من ناحية لا يملكون الإرادة ولأنهم ارتبطوا بقوى الحداثة الرأسمالية. ومن ناحية أخرى، فإن تلك القوى هي قوى استبدادية ومحتلة، وفي طبيعة القوى الاستبدادية، لا يتم فعل أي شيء من أجل التنمية الاجتماعية. كل الحكام هكذا، لا يفكرون إلا في مصالحهم الخاصة. وأوضح مثال على ذلك هو ما نراه في القضية الفلسطينية، أي أن هناك دولاً عربية كثيرة ولديها الكثير من الثروات ومن المفترض إنها قوية جداً، لكن وضع فلسطين واضح، وسوريا كذلك، وحال العرب كلهم ظاهر لنا جميعاً. أريد أن أقول هذا؛ إنه لا ينبغي علينا الحكم على البلدان على أساس الدول، فهناك واقع الدول وهناك أيضا واقع المجتمعات. فإن الدول هي ملك للحكام، والجامعة العربية بدورها ليست ملكاً للشعب العربي. أي أن أي دولة عربية ليست ملكاً للأمة العربية وهي ملك للغير، فمثلاً دولة السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة هم ليسوا ملكاً لكل الشعب العربي. ولكي لا يثور المجتمع كثيراً ولا يظهر الاستياء فإنهم يقدمون بعض الأشياء للمجتمع ويرضون الناس. لكن هذا لا يكفي، لأن الإنسان ليس كائناً ماديًا فقط، فالناس يريدون الحرية والمساواة والعدالة والعيش كبشر، وهم لا يملكون هذه الأشياء، لذلك يحتج الناس بطرق مختلفة. لكنهم يحسبون حسابهم بحيث يقدمون بعض الأشياء المادية وأن كل شيء سيكون على ما يرام، ولكن في الحقيقة هذا لا يكفي. صحيح إن هناك بالفعل جامعة عربية، لكنها ليست فعّالة جداً وليست لديها إرادة، فهي لا تمثل الأمة العربية، وليست اجتماعية بل تمثل السلطات العربية وتعمل باسم العرب. في الماضي كانت هناك محاولات لخلق إرادة عربية بقيادة مصر، أما الآن فالوضع مختلف. وحالياً، يوجد دول عربية متشرذمة، لم تصل بعد إلى الوحدة التي تتحدث عنها.
بالنسبة لدخول سوريا إلى الجامعة العربية، إذا نظرنا إليها في إطار الدولة السورية فهو أمر جيد بالنسبة لهم، لأن سوريا أُخرجت منها والآن عادت. وتشهد سوريا حربا أهلية منذ عام 2011 وفي نفس الوقت هناك تدخلات خارجية في سوريا، وكما هو معروف فإن سورية ظلت واقفة على قدميها حتى الآن بفضل المساعدات الخارجية التي يعلمها الجميع. ويبدو أن النظام الحالي لاقى قبولاً لدى العرب مع العلم إنهم أخرجوا سوريا سابقاً، وهذا ما جعل سوريا أقوى، لأنها عندما عادت للجامعة فإن قوة تلك الوحدة أصبحت سنداً لها.وعلى هذا الأساس، تستطيع سورية الآن أن تتحدث بقوة أكبر من ذي قبل. كما أنه يمكن أن تكون أكثر ثقة بنفسها في مواجهة الدولة التركية، فالدولة التركية قوة مهيمنة إقليمياً.
قال بشار الأسد بنفسه إن تركيا تتبع أحلام الإمبراطورية العثمانية الجديدة، فقد كان الشرق الأوسط بأكمله تحت سيطرتها، وتعتبر تركيا حلب والموصل وكركوك محافظات تابعة لها. وهذه حقيقة، وهم يناقشونها كل يوم على الطاولات ويتبعونها عملياً. إضافة إلى ذلك فإن الكثير من الأراضي السورية تقع حالياً تحت سيطرة الاحتلال التركي. بالإضافة إلى ذلك، قامت تركيا بجمع المرتزقة من جميع أنحاء العالم وجعلتهم يقاتلون في سوريا.
باختصار، سوريا التي انضمت إلى الجامعة العربية، محتلة من قبل الدولة التركية. وبما أن سوريا انضمت إلى الجامعة، فعليها أن تكون أكثر إصراراً ضد الدولة التركية وطردها من الأراضي السورية. ولذلك يمكنها الضغط على الجامعة في هذا الاتجاه، فإذا وُجدت إرادة قوية للجامعة العربية في سياق حماية الأرض العربية الشاسعة فإنها ستقف في وجه دولة الإبادة والاحتلال التركية. وهنا المهم بالنسبة لنا هو وحدة المجتمع، لأن السلطة لا يمكن أن تتحد أبدا. لقد جعلت السلطة الأمر بحيث يقتل الأخ أخاه ويقتل عائلته بالكامل، هذه هي اﻷنانية وإرادة السلطة. ولهذا السبب لا نسعى إلى وحدة الدول، لأن هذا غير ممكن وغير ذلك ليس مهما بالنسبة لنا، ما يهمنا هو الوحدة الاجتماعية، أي عند الحديث عن الجامعة العربية، فما مدى اتحاد شعبنا العربي وتكامله، ومدى تنظيم نفسه وتصرفه بروح مشتركة، وما مدى امتلاكه للإنسانية والوطنية. كم هم منزعجون من هذا الانقسام الحالي وكم ينظمون أنفسهم للخروج من هذا الوضع. وطالما لم تتطور هذه القضايا في المجتمع، فإن العالم العربي سيبقى هكذا وستتم إدارتها من قبل السلطات التي أصبحت جواسيس للقوى الدولية، وسوف يعانون دائمًا من الهجرة والقتل. ولذلك فإن القوى الاجتماعية والقوى الثورية والمؤيدة للديمقراطية والحرية، القوى التي تريد حل المشاكل في الشرق الأوسط والجزيرة العربية على نطاق أوسع؛ ينبغي لها أن تقوم بخلق وحدة على الأقل داخل منطقة شعبنا العربي. بنفس العقلية إحداث تطور في الإطار الديمقراطي الوطني العربي، فعندما يتم الحراك بهذا المفهوم، فمن الممكن أيضاً تشكيل اتحادات وطنية واسعة، ومن ثم يمكن إقامة علاقات مع الكرد والفرس واليهود وجميع شعوب الشرق الأوسط في إطار العلاقات الحرة والمتساوية وينبغي أن تكون فلسفتنا للقوى الاجتماعية.
للأسف لا توجد قيادة من هذا النوع، ولكن هذه القيادة موجودة من الجانب الأيديولوجي والبرنامجي والعملي، في فلسفة قيادتنا وممارستنا كحركة حرية ونحن نحاول دائماً النضال بهذه النهج. ونحاول إحداث تغييرات وتحولات جوهرية في الشرق الأوسط على هذا الأساس، فإن القوى التي تريد للشرق الأوسط أن يجدد نفسه على ثقافته القديمة وهويته وطابعه اليوم يجب أن يعتمد على العقلية الوطنية الديمقراطية والعلاقات الكونفدرالية. أستطيع أن أقول هذا بناء على هذه المبادئ ، إن الوحدة ضرورية جداً لأمتنا العربية، ولهذا تحتاج إلى عقلية صحيحة ومعرفة وتنظيم وحركة. لذلك، سواءً كان داخليًا أو مع الأمم والبيئات المجاورة والثقافات المتجاورة وجميع ألوان المجتمع، من الضروري خلق الوحدة. وإضفاء الطابع الرسمي على هذا يصبح مرة أخرى طابع الكونفدرالية الديمقراطية التي تعتمد على علاقات الإدارة الذاتية الديمقراطية.
الجزء اﻷول..