وقرر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اليوم، إعلان "حالة طوارئ مدنية" في إسرائيل، عقب الهجوم الذي شنته حماس، وقد جاء ذلك بعد أن أنهت الشرطة الإسرائيلية جلسة تقييم أمني، حول تطوّرات الأوضاع في قطاع غزة. ويعني القرار إعطاء الشرطة الإسرائيلية صلاحيات إضافية، وسيدخل حيز التنفيذ في ساعات المساء، بهدف منع حدوث مواجهات في البلدات الإسرائيلية، ما يعني أن الأزمة مفتوحة على كل السيناريوهات.
حرب مفاجأة وستستمر
وحول أسباب تصاعد الأمور، يقول الدكتور أيمن الرقب القيادي بحركة فتح، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إنه بحسب ما أعلنت حركة حماس فإن المقاومة الفلسطينية كانت على علم بأن هناك هجوم إسرائيلي سيحدث، وعليه قررت مباغتة الاحتلال، لكن بالنسبة لنا كمراقبين فإن الحدث مفاجيء من حيث التوقيت والظروف، لا سيما أنه كانت هناك جهوداً قطرية تبذل خلال الأيام الماضية لتهدئة الأوضاع.
وأوضح "الرقب" أنه بالفعل هدأت الأوضاع على حدود قطاع غزة، لكن اليوم فجأة انفجرت الأوضاع وتسلل قرابة 1000 من المقاومة إلى مستوطنات قطاع غزة، وقتل حتى وقت تلك التصريحات نحو 100 قتيل، وهناك ما لا يقل عن 50 إلى 60 أسير، ما يعني أننا سنكون أمام تصعيد عسكري سيمتد لعدة أيام بينا وبين الاحتلال، والأخير يشن حرباً بالطيران، وربما تكون هنا حرباً واسعة على قطاع غزة.
ولفت القيادي الفلسطيني إلى أن العملية العسكرية التي نفذتها المقاومة وجدت تأييداً واسعاً داخل الأراضي الفلسطينية من مختلف الفصائل، وكذلك من قبل مختلف الدول العربية، حيث يحمل الرأي العام العربي الاحتلال المسؤولية، لأن اليمين المتطرف يضغط على القطاع، وبالتالي تجويع القطاع لن يولد إلا المقاومة، وبالتالي الموقف العربي كان موقفاً مهماً.
كما أشاد "الرقب" بموقف القيادة الفلسطينية والسلطة التي دعت إلى توفير الحماية لقطاع غزة، لأننا ندرك أن القادم سيء، ولا أحد يستطيع تحميل أي لوم للمقاومة، لأن الاحتلال الإسرائيلي يواصل إجرامه اليومي وكل يوم يقتل في الفلسطينيين، وبالتالي أي حديث غير تحميل الكيان الصهيوني المسؤولية عن تفاقم الأوضاع لن يكون مقبولاً.
تحركات مصرية عاجلة
وفور اندلاع الأحداث، وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتكثيف الاتصالات المصرية لاحتواء الموقف ومنع مزيد من التصعيد بين الطرفين في فلسطين وإسرائيل، وفق ما قاله السفير أحمد فهمي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية. وقد يتابع الرئيس المصري الموقف العام للأحداث من خلال مركز إدارة الازمات الاستراتيجي، وذلك في ضوء تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
فيما شرع وزير الخارجية المصري سامح شكري بإجراء اتصالات عدة لبحث الموقف، حيث أجرى منذ صباح اليوم اتصالات مكثفة مع نظرائه وعدد من المسؤولين الدوليين للعمل على وقف التصعيد الجاري بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكداً على أهمية وقف التصعيد الجاري وممارسة ضبط النفس من جميع الأطراف، لما ينطوي عليه الأمر من مخاطر وخيمة.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع، لوكالة فرات للأنباء (ANF) فضل عدم ذكر اسمه، إن القاهرة بالفعل تجري اتصالات مكثفة لوقف التصعيد والتوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار كما فعلت في مرات سابقة، إلا أن هذه المرة يبدو الأمر أكثر صعوبة، نظراً لحجم الخسائر في الجانب الإسرائيلي سواء القتلى أو الأسرى، وبالتالي هناك حالة غضب لدى تل أبيب، لكن القاهرة ستواصل تحركاتها.
تعليقاً على ذلك، يقول أشرف أبوالهول رئيس مجلس أمناء مؤسسة الطريق للدراسات إنه بالتأكيد هناك صعوبة كبيرة في التوصل لوقف لإطلاق النار على الأقل في الوقت القريب، ولكن الاحتمال وارد بعد وقت وليس في اليوم الأول للحرب، وهذا يعود إلى إن إسرائيل تعرضت لضربة كبرى وهيبتها كسرت وحكومتها على المحك، وبالتالي ستنتقم بكل قوة وبرد عنيف.
وأوضح "أبوالهول"، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن مصر تحاول التواصل مع إسرائيل وحماس، وتل أبيب تريد الإفراج عن الأسرى، ولكن مع الضغط المصري ومرور الصدمة الأولى يمكن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار ويمكن بعدها التفاوض بشأن مسألة الأسرى، مؤكداً أن التدخل مطلوب حتى لو كانت نتائجه ستتأخر قليلا، علماً أن العدوان الحقيقي لم يبدأ بعد على قطاع غزة فالعمليات مركزة على المناطق التي تسلل إليها الفلسطينيون في الوقت الحالي.
اجتماع محتمل للجامعة العربية
فيما قال مصدر دبلوماسي فلسطيني مطلع، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن العراق طلب من جامعة الدول العربية عقد اجتماع طاريء لمناقشة التطورات في الأراضي الفلسطينية، إلا أنه حتى الآن لم يتم تحديد أي موعد بشأن هذا الاجتماع، وذلك لأن الأحداث كما نعلم بدأت فجر اليوم.
ودعا أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية الي وقف العمليات العسكرية في غزة بشكل فوري، مذكراً بما سبق أن حذر منه مراراً من أن استمرار إسرائيل في تطبيق سياسات عنيفة ومتطرفة يعد بمثابة قنبلة موقوتة تحرم المنطقة من أية فرص جادة للاستقرار علي المدي المنظور.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أن دائرة المواجهة المسلحة بين الجانبين تبتعد بالمنطقة عن أية فرص حقيقية لتحقيق الاستقرار او السلام في المستقبل القريب، مضثيفاً أن الأمين العام لديه اقتناع كامل بمسئولية المجتمع الدولي عن الوضع الحالي في ظل غياب أي رد فعل حقيقي على سياسات اليمين الإسرائيلي المستفزة ضد المقدسات الإسلامية والمضادة لحل الدولتين والتي تحاول إجهاض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1976.