تحدث عضو المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK)، آدم أوزون، لوكالة فرات للأنباء، حول الحملة الجديدة التي انطلقت في 10 تشرين الأول للمطالبة بـ "الحرية للقائد عبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية"، في أكثر من 100 مركز، والعزلة في إمرالي وتأثير نموذج القائد عبد الله أوجلان.
وذكر آدم أوزون أن المؤسسات والمحاكم والمنظمات الدولية تلتزم الصمت تجاه العزلة في إمرالي ولا تقوم بواجباتها، وقال: "إنهم يعطون الأولوية لعلاقاتهم مع تركيا، هناك نهج سياسي واقتصادي، كان بإمكان المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (DMME)، ولجنة مناهضة التعذيب في السجون التابعة لمجلس أوروبا (CPT)، والأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش)، وبعض المنظمات المدنية الأخرى، اتخاذ خطوات ضد عملية المحاكمة وما حدث بعد ذلك، كما يمكن لمنظمة "أطباء بلا حدود" التدخل أيضاً بسبب المخاوف الصحية، عندما يتعلق الأمر بالقائد، تصبح منظمات المجتمع المدني منظمات منافقة، أنهم لا يريدون أن تتضرر علاقاتهم مع تركيا.
وعلى سبيل المثال، أدرجوا حزب العمال الكردستاني إلى القائمة في شهر أيار العام 2002، لقد عقدت اجتماعات مع مجموعة من التكنوقراطيين من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومجموعتهم واحداً تلو الآخر، كنا نعلم أن القائمة قيد الإعداد، سألناهم؛ عندما كان حزب العمال الكردستاني يقاتل، لم تقوموا بإدراجه في القائمة، لقد غيّر حزب العمال الكردستاني الآن استراتيجيته، حتى إنه غير اسمه؛ لماذا تقومون بإدراجه إلى القائمة؟ أنتم تنتهجون نهجاً سياسياً بطريقة تعاملكم، ولا تريدون أن تنتهي الحرب، وتغيير الاستراتيجية ليس له معنى بالنسبة لكم، هكذا قمنا بانتقادهم، قالوا، "نعم". وقرارهم هذا هو أحد أسباب استمرار المشكلة حتى الآن، كما تستخدم منظمات مثل العفو الدولية هذا الأمر كمبرر".
"المؤسسات الأوروبية أزالت الشرعية عن نفسها"
وذكر "أوزون" أن المؤسسات الأوروبية جعلت نفسها غير قانونية، وقال: "لقد انحرفوا عن معاييرهم، لم نتلق أي معلومات حول القائد منذ 31 شهراً، لا نعرف أين هو وكيف حالته الصحية، على الرغم من أننا نعلن عن هذا للعالم أجمع، إلا إنهم لا يتخذون أي خطوات حيال ذلك، وقد ذهبت لجنة مناهضة التعذيب (CPT) مؤخراً، وتمت مناقشة ما إذا اجرت لقاءاً أم لا، وأعلنت لجنة مناهضة التعذيب في السجون أنها اجتمعت مع المحكومين هناك، لكنها لم تنشر التقرير.
هناك أزمة اقتصادية وسياسية في العالم، بعد انهيار النظام العالمي الثنائي القطب، أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القوة المهيمنة في العالم لفترة من الوقت، وبسبب أخطائهم وأزمة الحداثة الرأسمالية، حدثت أزمة في الولايات المتحدة أيضاً".
"تركيا تريد دخول القرن الجديد بالإبادة الجسدية"
وأعلن آدم أوزون أن تركيا تريد إبادة الشعب الكردي في قرنها الثاني وتابع: "تماماً مثلما نفذت إبادة جسدية بحق الأرمن والآشوريين والكلدانيين في قرنها الأول؛ نفذت إبادة جماعية بيضاء بحق الكرد أيضاً، وفي القرن الثاني، تريد إبادة الكرد جسدياً، واحتلال أراضيهم من جديد وإقامة حكمها في أجزاء كردستان الأربعة، وتفعل ذلك من خلال النزعة القومية التركية والإسلاموية، كما إنها تستخدم العصابات الوحشية والمرتزقة، وعندما لا تكون العصابات كافية، تتدخل هي بنفسها، مثلما حدث في احتلال عفرين وسري كانيه.
مؤتمرات صحفية في أكثر من 100 مركز
وقال أوزون إنهم خططوا لعقد مؤتمرات صحفية في 74 مركزاً، لكن في المحصلة تجاوز هذا العدد الـ 100 وأضاف: "هذا مهم جداً، يمكن القول إن جميع فئات المجتمع - النقابات، المثقفون، الكتاب، البرلمانيون، الأحزاب السياسية، الناشطون، حركات الشبيبة والحركات النسائية، المجموعات البيئية، ممثلو حقوق الإنسان، الأشخاص الحاصلون على جوائز والشعوب الأصلية – شاركوا في الحملة من جميع أنحاء العالم، النجاح الذي سنحققه من هذه الحملة يعني إنهاء حرب الإبادة الجماعية بحق الكرد، كما يعني نهاية تدمير الطبيعة في كردستان وإضعاف الفاشية التي تمارس بحق الكرد، وهذا مهم جداً ليس فقط على المستوى الدولي، بل من أجل إحباط سياسات العدو أيضاً".
وقال أوزون إن أفكار القائد عبد الله أوجلان هي مصدر أمل وقال: "إن نموذج القيادة يمثل النضالات اللاسلطوية، النضالات الاشتراكية، نضالات حرية المرأة وحركات التحرر الوطني، ولأن هذا النموذج يحتوي على التجربة والأمل، فإن فئات المجتمع ترتبط به أكثر، وهذا الارتباط لا يدعم حل المشكلة الكردية فحسب، بل في الوقت نفسه، ترى هذه الحركات نضالها من أجل الشعوب والحرية في هذا النموذج و يرتبطون به، كما شهدوا أيضاً كيف تحول هذا الفكر إلى ممارسة عملية".
"أصبحت اللغة الكردية الآن لغة الثورة"
وأوضح أوزون أنه يتم اتخاذ اللغة الكردية كأساس نظراً لأن الشعب الكردي في موقع الريادة، وتابع: "لغة الثورة الآن هي الكردية، سابقاً كان يتم التحدث بها بلغات مختلفة (الفرنسية، الألمانية، الروسية، الإنجليزية، الإسبانية)، ولكن الآن أصبحت اللغة الكردية هي اللغة الرئيسية، ومن الناحية العملية، يقوم الكرد بالريادة وممثل هذه الممارسة هو القائد عبد الله أوجلان، وأصبحت اللغة الكردية لغة الثورة، وأصبحت عالمية، وهؤلاء الأشخاص يعرفون ذلك أيضاً؛ الذي لديه هذه الأفكار لا يمكن أسره أو إسكاته أو سجنه، ولهذا السبب يناضلون من أجل الحرية، لقد حضرت اجتماعاً مؤخراً، وكان هناك العديد من المشاركين الدوليين، وقال الكثير منهم: "أنتم الآن تصفون نموذج عبد الله أوجلان؛ ولكن لو كان عبد الله أوجلان حراً، لكان بإمكانه أن يجعل هذه الأفكار أكبر وأكثر فعالية وأكثر إنتاجية، ولهذا السبب نحن نناضل من أجل حريته"، وفي الحقيقة قال القائد، "مشاريعي جاهزة، وأفكاري جاهزة" ولكن لأن العدو يعرف ذلك، فهو يمنع انتشار هذه الأفكار، ولأن مؤيدينا الجدد يعرفون ذلك، يناضلون بقوة أكبر من أجل حرية القائد".
"علينا أن نتصرف بشكل استراتيجي"
وتحدث أوزون عن الهدف من هذه الحملة قائلاً: "مع هذه الحملة، يمكننا التأثير على الرأي العام الدولي وإجبار الحكومات والمؤسسات على اتخاذ قرارات تضمن حرية القائد، نريد أن نجبرهم على القيام بواجباتهم، يجب علينا كشعب كردي أن نتصرف بشكل استراتيجي خلال هذه الفترة الانتقالية، وعلينا أن نركز على الأهداف الاستراتيجية، كما يجب علينا تحقيق إنجازات استراتيجية من أجل حرية القائد وحل القضية الكردية، لدينا العديد من الإمكانيات والمزايا، لدينا العديد من المزايا على المستوى الفكري والتنظيمي والاجتماعي والدعم الدولي، يجب أن تكون المرحلة الأولى هي كسر العزلة، والمرحلة الثانية يجب أن تكون ضمان الحرية، وفي مراحل كسر العزلة وضمان الحرية، ينبغي أيضاً بذل الجهود لحل القضية الكردية. ويجب أن تكون هاتين المرحلتين مرتبطتين ببعضهما البعض".
"كان للنضال تأثيرات عالمية"
وقال أوزون إن النقابات والاتحادات النقابية في إنجلترا سبق لها أن أطلقت حملة مماثلة من أجل حرية مانديلا وكانت ناجحة، وأضاف: "الآن يفعلون الشيء نفسه من أجل القائد أوجلان، وهذا موضع تقدير كبير ونحن ممتنون لهم حقاً، ويصبح هذا الدعم أكثر توسعاً وانتشاراً تدريجياً، وفي الآونة الأخيرة، انعقد اجتماع النقابات العمالية الدولية في ساو باولو البرازيلية ووقعت 71 نقابة عمالية من أجل حرية القائد، كما تقدم البلديات والمنظمات المدنية والأحزاب السياسية والبرلمانيون هذا الدعم أيضاً، أي أنه لا تشارك فقط القوى خارج النظام، بل القوى الموجودة داخل النظام وأولئك الذين ينتقدون النظام.
أتوقع أن تصبح أفكار القائد أوجلان عالمية، وهذا مبني على أساس مهم، على سبيل المثال؛ الانتصارات التي تحققت خلال النضال ضد عصابات داعش أصبحت محلاً للنقاش لدى الرأي العام العالمي: ما هو الفكر الذي سمح بتحقيق هذا النجاح ومن اختار هذا الفكر؟ وكما يعلم الجميع، فإن هذه الفكر هو فكر القائد أوجلان، وبعد ذلك، خلال ثورة المرأة في إيران، بدأ الجميع يهتفون شعار "المرأة، الحياة، الحرية" وسمعنا هذا من الرأسماليين والاشتراكيين واللاسلطويين وممثلي المجتمع المدني، وقد خلق هذا روحاً جديدة والآن يناقشون هذه القضية، من الذي أطلق هذا الشعار؟ حتى لو صمت الجميع، يقولون إنه ينتمي للقائد أوجلان، هذا النضال يخلق تأثيراً على أساس عالمي، ويخلق تأثيراً عالمياً على قضايا المرأة، وفي الوقت نفسه، يخلق تأثيراً عالمياً من خلال التفكير البيئي.
لدينا علاقات وثيقة مع علماء البيئة، المناقشات البيئية لا تعني حماية البيئة فحسب، بل تنتقد أيضاً العقلية المسيطرة والاحتكارات، ولذلك، يقول علماء البيئة أنهم سيدعمون هذا الفكر، ويمتلك هذا النموذج تأثيراً عالمياً".
"ستستمر الحملة بطريقة متعددة الأوجه"
وفي ختام حديثه، صرح أوزون أن الذين أطلقوا الحملة سيضعونها على جدول أعمال المؤسسات والحركات التي تمثلهم، وقال: "ستقوم هذه المؤسسات بأعمال مختلفة، سيقومون بحملات لجمع التواقيع في الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا ولجنة مناهضة التعذيب في السجون (CPT)؛ سيقومون بتنظيم اللقاءات والمجالس والمؤتمرات، وسيشكلون وفوداً ويقومون بالزيارات، كما سيعمل الكرد بعمل نشط من ناحيتهم، وسيؤدي هذا إلى أعمال اجتماعية حاشدة، وستكون هناك فعاليات مختلفة مثل المجالس والاجتماعات وزيارة الوفود، كما سيُظهر الكرد وأجزاء كردستان الأربعة موقفهم رداً على الحملة التي بادر بها الأصدقاء".