"الجثث المتكدسة في الخرطوم تهدد بكارثة بيئية ومواد الإغاثة أصبحت تباع في الأسواق"

لا يزال القتال دائراً في السودان بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، وتعتبر منظمات المجتمع المدني هي الرئة الأهم للشعب السوداني لإيصال المساعدات للمتضررين من الحرب.

أجرت وكالة فرات، لقاءاً مع عادل عبد الباقي رئيس تجمع منظمات المجتمع المدني في السودان، ليكشف عن حجم الانتهاكات في البلاد والصعوبات التي يواجهونها في إيصال المساعدات الإنسانية، وإلى نص الحوار:

كيف أثر القتال الدائر في الخرطوم على حياة المدنيين؟

تشهد ولاية الخرطوم   اشتباكات  عنيفة  في مناطق  مختلفة  في وسط و شرق و جنوب العاصمة الخرطوم، مما جعل الأوضاع الصحية كارثية لا سيما  بعد سقوط الاحتياطي  المركزي في قبضة الدعم السريع  الذي  خلفه  أعداد  كبيرة من الضحايا  المدنيين  والعسكريين حيث  تعمل  المنظمات  مع  الصليب الأحمر بالدفن الجثث في بعض المناطق التي تدور فيها الاشتباكات،  والآن هناك مدنيون يناشدون المنظمات بالتدخل العاجل  لدفن الجثث المتكدسة في الشوارع  العامة و منازل المدنيين، يعاني سكان المنطقة العسكرية  (الاحتياطي المركزي) بجبل أولياء  من تكدس الجثث والروائح  الكريهة   والكلاب  التي أصبحت تشكل خطرا على حياة المدنيين، مما قد يسبب في كارثة بيئية  لا سيما بعد هطول الأمطار  في ظل  وجود  الجثث  المتكدسة على الطرق والمنازل وهذا قد يشكل خطرا على المجتمع لا سيما على الأطفال  والحوامل  وكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة.

كيف ترى تأثير الاشتباكات بين الجيش والحركة الشعبية في كردفان؟

شهدت ولاية جنوب كردفان ( كادقلي )  اشتباكات عنيفة  بين القوات المسلحة السودانية  و الحركة الشعبية  جناح الحلو  شرق كادقلي و  مناطق  متعددة  داخل الأحياء السكنية  مثل حجر المك وتلوا، وفقا للتقرير للجنة الطوارئ بالولاية نزح ما يقارب 3 الف الى محلية الكويك بالجنوب كردفان  حتى الآن  مازالت  الاشتباكات مستمرة  بالأسلحة الثقيلة والمدفعية  والآن الولاية محاصرة  كلياً من الحركة الشعبية  والدعم السريع  و يعاني النساء و الأطفال  من نقص في الدواء  و الحصول على الغذاء  والماء.

ما هي طلباتكم من طرفي القتال؟

ندعو طرفي الصراع لوقف إطلاق النار والسماح للمنظمات والمجتمعات المحلية بالدفن الجثث المتكدسة حفاظا على الصحة العامة و لعدم تنقل الوبائيات والفيروسات الضارة، كما نناشد كل أطراف الصراع بفتح ممرات آمنة للمواطنين العزل  وحماية ممتلكاتهم والسماح للمنظمات بتقديم المساعدات الإنسانية عاجلًا.

ما هي أكثر العوائق التي تواجه عملكم في الولايات؟

تسببت الحرب في نشر الفوضى في الولايات وذلك برفع أسعار السلع الغذائية و الصحية  وفرض ضرائب  خرافية  في الجوازات والسفر واعتقالات واغتيالات  ممنهجة  على النشطاء الاجتماعيين و الصحفيين و المثقفين  بحجة انتمائهم  للدعم السريع   والحركة الشعبية  وقوى التغيير المجلس المركزي، ولذلك نطالب الشعب السوداني الوطني  بإدانة  فلول النظام البائد و انتهاكات الدعم السريع في السودان  وإيجاد طرق سلمية لوقف الحرب فورا، والتضامن مع الجيش الوطني  لوقف تأثير  نظام فلول البائد على المنظومة العسكرية، وإبعاد اللجنة الإنسانية  والأمنية  من معسكرات ومراكز الإيواء.

كيف تصل المساعدات الإنسانية إلى ولاية الخرطوم؟

طبعا الأوضاع الانسانية والمعيشية في الخرطوم يسير للأسوأ مع تفاقم الأزمة والاشتباكات، وبالفعل في اليومين الماضيين وصلت مساعدات إنسانية الى ولاية الخرطوم بمحليات محدودة التي تخضع تحت سيطرة القوات المسلحة، علما بان هناك حوالي70% من سكان ولاية الخرطوم محاصرين من قبل الدعم السريع لذلك  من الصعب جدا  توصيل أي مساعدات لهم على اعتقاد  بعض المنظمات الحكومية..

كيف ترى أحوال السكان في داخل الخرطوم؟

هناك من يعتقد  أغلبية  السكان الذين هم محاصرين  من الدعم السريع  في تلك المناطق  ينتمون  إليهم، ولكن الحقيقة أن هناك من ضاقت بهم ظروف الحياة، سواء من نقص مادي للسفر أو الخروج من المنطقة، وهناك  من لا يعرف إلى أين يسافر إلى من يستطيع  البقاء معه لا سيما إذا كان عدد أسرته  يفوق 5  أفراد، وهناك  من يخشى خسارة ممتلكاته بعد خروجه من المنزل، والمرضى  وأصحاب الأمراض المزمنة  كبار السن، الحوامل  لا يستطيعون  السفر تحت ظروف  غامضة  واستثنائية قد تشكل خطر لحياتهم  و اطفالهم، وذلك غير الاستهدافات الممنهجة من الدعم السريع  بغرض الانتماء  للجيش او تنظيم سياسي  يهدد حركة المواطنين، ولذلك  ليس كل من داخل الخرطوم  وخارج المناطق التي يسيطر عليها الجيش يتبع  لدعم السريع، ولكن علينا  الاحساس بالظروف الإنسانية والأمنية  التي تواجههم في تلك المناطق  والوقوف معهم.  

هل يتم نهب الإغاثة المقدمة من المنظمات الأممية؟

رصدنا ان الإغاثة  التي قدمها  المجتمع الدولي  والمنظمات  الخيرية  للسودان  في الشهرين الماضيين  حيث وجدت تلك المساعدات في الأسواق المحلية وفي معسكرات النظام البائد و حركات الكفاح، لأنه بعد أحداث 15 أبريل\ نيسان الدامية التي أدت  الى  نزوح ملايين السودانيين الى مناطق مختلفة  شكلت الحركة الإسلامية اللجان بولاية البحر الأحمر وهي  اللجنة الأمنية التي تتبع للنظام البائد واللجنة الإنسانية التي تتبع  للحركات الكفاح  احتكرت هذه اللجان أكثر من 3.6 طن من الإغاثة والمساعدات الإنسانية  المعنية المواطنين العزل في معسكرات ومراكز الايواء، و استغلت هذه اللجان  الحرب و الظروف الإنسانية المزرية الذي يعيشها أبناء هذه الوطن في الداخل وخارج  البلاد لأطماع شخصية  وأهداف  خاصة وغير وطنية. 

ما هي تحركاتكم على مستوى المجتمع الدولي؟

نحن والقوه الثورية  المجتمعية  ضد  الحرب  و الانقسامات  السياسية  والجغرافية  ودعمنا  لكل المبادرات  الإقليمية والدولية  التي تهدف لحل الأزمة السودانية، ولذلك طالبنا مجلس الأمن  والاتحاد الأفريقي  والجامعة العربية  والاتحاد الأوروبي بالضغط على أطراف الصراع  بوقف الحرب فوراً  وإعلان  هدنة  لمدة 30 يوما، وسلمت مذكرة  الإيغاد  تدين  انتهاكات  الإنسانية  وتصنيف الحركة الإسلامية كمنظمة إرهابية تعمل لضرب النسيج الاجتماعي  وإفشاء العنصرية و القبلية في السودان، كما انها  تدعو للجهاد  وتجنيد الاطفال و كبار السن لمقاتلة الدعم السريع  المتمردة، وأيضاً قدمنا مبادرة وطنية  شاملة  لكل من دولة  مصر و إثيوبيا الشقيقة  لدعم عملية السلام  الشامل في  السودان.