كشف الدكتور أيمن سمير، الخبير في العلاقات الدولية، أن الوجود التركي في شمال قبرص هو احتلال، مبيناً أن خطاب أردوغان في الأمم المتحدة من أجل الاعتراف بشرعية دولة قبرص الشمالية هو طلب لن يتحقق، إلا أنه متكرر ومن ثوابت السياسة التركية.
وأكد سمير في تصريح خاص لوكالة فرات، أن أي رئيس تركي يفتتح ولايته بزيارتين واحدة لقبرص الشمالية باعتبارها منطقة نفوذ تركي والأخرى لأذربيجان لأن الأتراك والاذريين يعتبرون أنفسهم شعب واحد في بلدين.
واضاف خبير العلاقات الدولية، أن تركيا فشلت في الحصول على اعتراف أي دولة أخرى بقبرص الشمالية، حتى عندما كانت رئيس لمنظمة التعاون الإسلامي لم تنجح في إقناع اي دولة بالاعتراف بها، مبيناً أن حلفاء تركيا أنفسهم عزفوا عن الاعتراف وعلى رأسهم أذربيجان مخافة أن تستخدم أرمينيا ذلك الاعتراف ضدها في المحافل الدولية.
وبين سمير، أن موقف أذربيجان يمكن أن يختلف خلال الفترة القادمة وأن تعترف بقبرص الشمالية بعد أن سوت نزاعها في إقليم كراباخ وضمته لأراضيها.
كما كشف محمد أبو سبحة، الباحث في الشؤون التركية، أن نداء أردوغان في الأمم المتحدة للاعتراف بتقسيم قبرص مكرر ويظل غير فعال في ظل عدم اعتراف أي دولة حتى الآن باستقلال شمال قبرص عن جمهورية قبرص المعترف بها دوليا والعضو في الاتحاد الأوروبي.
وأكد أبو سبحة في تصريح خاص لوكالة فرات، أن التدخل التركي في شبه جزيرة قبرص كان حيويا في البداية للحفاظ على مصالح القبارصة الأتراك وإحداث توازن هناك في ظل الحرب الأهلية التي اندلعت حينها، لكن استمرار التدخل التركي لنحو 50 عامًا، دون التوصل لحل للأزمة التي اندلعت بسبب الانقلاب المدعوم من اليونان، لم يجلب للطرف الشمالي في شبه الجزيرة المنقسمة، سوى العزلة عن العالم الخارجي.
وأضاف الباحث في الشؤون التركية، أن تركيا ترفض حتى الآن توحيد شطري الجزيرة القبرصية، حتى يظل هناك ذريعة لتدخلاتها في الجزيرة المقسمة وفرض نفوذها وتحقيق أهدافها، إذ تريد تركيا تقاسم الثروات النفطية بسواحل جزيرة قبرص باسم الدفاع عن شعب جمهورية شمال قبرص.
وبين أبو سبحة، ان المبرر الوحيد لتنقب يتركيا في شرق المتوسط في الفترة التي شهدت توترا مع اليونان في البحر الأبيض المتوسط، كان الحفاظ على حقوق شعب شمال قبرص، إلا أن زعيم قبرص الشمالية في تلك الفترة مصطفى أكينجي أكد حينا أن شعبه يريد الاستقلال عن تركيا والتمتع بهوية خاصة به والحصول على اعتراف بدولته، وإقامة علاقات مع العالم، وهو يمثل تيارا لا يستهان به هناك ويتعرض لقمع كبير، وقال أكينجي إنه لا يمنعهم عن ما يحلمون به سوى تركيا التي قررت لاحقا إقصائه ودعمت الرئيس الحالي إرسين تاتار للفوز بالمنصب.
وأردف الباحث في الشؤون التركية، أنه من الأجدى إعادة إحياء مفاوضات السلام، وأن يتوحد الشعب القبرصي الشمالي مع جمهورية قبرص إذا توفرت الضمانات الدولية اللازمة ليعيش كافة سكان الجزيرة في سلام تحت إدارة تمثل جميع مكونات الشعب، وبما يضمن منع حدوث حرب طائفية مجددا، ولن يحدث ذلك إلا لو رفعت تركيا وصايتها عن شمال قبرص والتزمت اليونان على وجه الخصوص الحياد وقدمت الضمانات اللازمة لعدم التدخل في الشئون الداخلية للقبارصة وهو ليس بالأمر السهل، وعند التوصل إلى صيغة سلام برعاية المجتمع الدولي، يمكن أن تكون تركيا واليونان من الأطراف المراقبة لتنفيذ ما يضمن حقوق كافة العرقيات في شبه جزيرة قبرص.