أول كاتبة مصرية بالسواحيلي: مجموعتي القصصية مستوحاة من قصص واقعية

لا تزال مصر تلد العديد من الكاتبات صاحبات الأقلام المؤثرة ، ولكن تجربة منة ياسر كانت تحتوي على الكثير من الاختلاف لأنها كاتبة برعت في الكتابة بلغة أخرى غير لغتها الأصلية ولكن يتحدثها ١٣ شعب من قاراتها الأم وهي القارة الأفريقية.

وفي السياق اجرت وكالة فرات للانباء حوار مع الكاتبة، منة ياسر وهذا نصه:

كيف كانت تجربتك مع اللغة السواحيلية؟ والمجالات التي تخصصتي بها بتلك اللغة؟

أنا ليسانس ألسن سواحيلي واللغة الأولى لدي هي اللغات الأفريقية، وماجستير في كلية الدراسات الأفريقية العليا سواحلي وصومالي هذا للشق الدراسي أما بالنسبة للشق العملي بالنسبة للتخصص في اللغة السواحيلي، فأنا أعمل في شركة المقاولين العرب، كما أنني أول مذيعة راديو  عربية اون لاين باللغة السواحيلية وأعمل فيه منذ ما يقرب من سنتين ونصف، ولدي خبرة في مجال الإدارة باللغات الانجليزية والسواحيلية.

كيف كانت تجربتك كمترجمة للغة السواحيلية؟

أدركت أهمية اللغة السواحيلية كلغة هامة في أفريقيا يتحدث بها 13 دولة، وأهمية العلاقات المصرية الأفريقية، وأعمل  مترجمة معتمدة للغة السواحيلي من مركز باكيتا وهو المركز العالمي للغة السواحيلية ، وكنت مترجمة صوتية لأكثر من مؤتمر داخل وخارج مصر ، كما عملت في مجال الترجمة الفورية لأكثر من ٦ سنوات، وأعمل في مجال الترجمة التحريرية لأكثر من ٨ سنوات ومنسق عام للغة  السواحيلي في مكتب الشباب في وزارة الشباب والرياضة

كيف كانت تجربتك ككتابة باللغة السواحيلية؟ وأهم كتبك بتلك اللغة؟

أصبحت أول كاتبة مصرية باللغة السواحيلية حيث صدر لي  في معرض القاهرة للكتاب عام ٢٠٣٣ كتاب في التنمية البشرية باللغتين السواحيلية والعربية، وثاني كتاب هو مجموعة قصصية باللغة السواحيلية والذي نشر في معرض الكتاب عام ٢٠٢٣.

كيف ترين مجموعتك القصصية باللغة السواحيلية؟

هو عبارة عن مجموعة قصصية لقصص حياتية حدثت معي انا شخصياً في مصر وقصص حياتية حدثت أمامي فاقوم بسردها على لسان الأشخاص الذين حدثت لهم تلك القصص، وتوجد قصص حدثت لي في تنزانيا لأنني استكملت كتابي الثاني في تنزانيا وعندما نزلت مصر قمت بطباعته ونشره، والكتابة هي محاكاة للمجتمع والثقافة بحيث انت تكتب بلغة غير لغتك الأم، في مجتمع أخر بثقافة أخرى وانت قادر على إيصال ذلك باللغة الخاصة بهم.

كيف كان تأثير كتاباتك باللغة السواحيلية في تنزانيا؟

عقدوا معي العديد من اللقاءات التليفزيونية في تنزانيا منها التليفزيون الوطني التنزاني وكرمت من وزارة التعليم العالي التنزانية، ومثلت مصر في أكثر من مؤتمر وزمالة داخل العاصمة التنزانية القديمة دار السلام.

أبرز اعمالك في مركز باكيتا العالمي للغة السواحيلية؟

هي ليست اعمال مترجمة بقدر ما اني شاركت في تدريب ناس هناك، للناس التي تأخذ ترجمة فورية وبالتالي اعتمدت من مركز باكيتا كمترجم فوري سواحيلي كما اعتمدت من الولايات المتحدة الأمريكية، كما أني لي ٣-٤ روايات مترجمة من السواحيلية ولكن حتى الان لم يتم نشر أي منهم، لأنها كانت مترجمة لأغراض دراسية من أجل أن أدرس هذه الرواية أو تلك، ولكن قريباً ستنزل السوق.

كيف كانت تجربتك الإذاعية باللغة السواحيلية؟

قصة الإذاعة بدأت من فترة طويلة، حتى من قبل ان ادخل الى السن حيث كان الفارق نصف درجه بين الكليتين، اني لم اتنازل عن طموحي بعد أن دخلت إلى كلية الألسن، ولم أنسى حلمى، وحصلت على دورات وأشياء تخص الصحافة والإذاعة وبعد ذلك قررت أن اطوع اللغة في أن أكون أول مذيعه تقوم بإعداد برامج باللغة السواحيلية، وتلك البرامج هي مزيج بين اللغة العربية واللغه السواحيلية لأن هدفي هو جمهورين الجمهور الأول هو الجمهور السواحيلي والدارس في اللغة السواحيلية ليعرف أخبار متنوعة وبرامج في الشأن الإجتماعي أكثر، والناطق بالسواحيلية الذي يريد أن يتعلم العربية واللهجة العامية التي نستخدمها في التواصل فيما بيننا لأن برامج الراديو لا تكن بالعربية الفصحى، وهم يستمعون للبرامج ويحصلون منها على مصطلحات ويستفادوا منها، وقمت بعمل ١٢-١٥ برنامج في الراديو بمواسم مختلفة، وحصلت على جائزة افضل برنامج في رمضان، وحصلت على جائزة من نيجريا في فئة التعليم وهي عن السيدات المؤثرات في المجتمع الأفريقي وكنت المصرية الوحيدة التي تفوز بجائزة المؤثرة في المجتمع الأفريقي.

كيف كانت تجربتك الإدارية في تنزانيا؟

عملت أيضا كمدير إداري في القطاع الطبي بمنطقة ماجوميني ماديرا في تنزانيا، وكانت تجربة رائعة استفدت منها الكثير وتعرفت عن قرب عن العادات والثقافة التنزانية.

كيف رأيتي تأثير الرئيسة سامية صويلحو على حقوق النساء في تنزانيا كاول سيدة تقود البلاد هناك؟

هي أول سيدة محجبة مسلمة تمسك قيادة دولة أفريقية هي حدثت طفرة كبيرة، والنساء التنزانيات  هناك أصبحن يشعرن بفرحة رهيبة بأن من تقودهن سيدة، وأن صوتهن مسموع أكثر وأن من تمثلهن سيدة فهي تشعر بمعانتهن ومشاكلهن.

كيف ترين الفارق بين النساء في شرق أفريقيا والشرق الأوسط؟

النساء في شرق أفريقيا الفارق بينهن وبين النساء في الشرق الأوسط ليس بالكبير لأن ثقافتنا وتفكيرنا كبير، حيث توجد العديد من الأشياء المشتركة سواء في طريقة العرض وأنواع النساء وطريقة تربية الطفل والخوف عليه، ولكن البيئة واللغة هي أبرز الأشياء التي تشكل الاختلافات بين الجانبين.

هل تختلف الكتابة النسائية باللغة السواحيلية؟.

 قرأت اعمال لكتاب رجال وكاتبات نساء كثر ووجدت أن شخصية الكاتب تطغى على كتاباته، سواء كانت نسائية أو لرجل بطباعه وعاداته، بالإضافة لموضوع الرواية، وهذا المزيج بين شخصية الكاتب وموضوع الرواية أما يقبل من الجمهور أو لا يقبل، وانا أيضاً شخصيتي تنعكس بشكل كبير على كتاباتي سواء في الكتب أو حتى المقالات وتجد دائماً الشخصيات في القصص تأخذ بعض صفاتي.

كيف نجحتي في التوفيق بين أكثر من تخصص؟ وهل توجد معيقات واجهتك كفتاة لممارسة تلك التخصصات؟

التوفيق بين أكثر من تخصص، يجب أن يكون لديك عزيمة وإصرار وإرادة، وأن تكون تعرف ماذا تريد أن تصل، وبالنسبة للبنات فالمعيقات أكثر تواجههن في الوصول إلى ما يردن، ولكن انا أخرج من هذه العباءة والصندوق، لاني ولدت في بيت يقدر ما هو الولد وما هي البنت وماذا تعني حرية البنت، وهي حرية بحدود وان تحافظي على نفسك، وعلى الجانب الآخر لا يوجد ما يسمى أنك بنت فلا تسافرين أو لا تقومين بهذا العمل أو لا تعملين، ولكن بالعكس شجعوني على  أن أعمل وأثبت كيان وأثبت شخصيتي، ولكن إذا دفنت المرأة اليوم ولم تجعلها تعمل لكونها مرأة ستنتج مرأة ورجل آخرين يكونون بالفعل جهلة، والموضوع متعلق أكثر بأن تتفهمين ما هي مسؤوليتك كسيدة.

ما هي نصيحتك لأي فتاة تريد أن تحذو حذوك؟

أرجوا لأي فتاة أن تخطوا خطوات أفضل مني بكثير، ولكن الرسالة التي يمكن أن اقولها أن طريق النجاح لا يعرف سواء كنتي ولد او بنت او اي شيئ آخر ، ولكن له علاقة بماذا تريدين وماذا تحددين، كإنسان خلقت لرسالة معينة وأي مكان انت به يجب أن تتركين أثر طيب به، استثمري في نفسك ولا تعتمدي على احد، ولا تقولين اني سأتزوج وسأجلس في البيت، ولكن قبل ذلك تكونين عملتي وأصبح لك كيانك وشخصيتك ورأيك .