القائد أوجلان بين فكر الحرية ومؤامرة الاعتقال

سلام عليه في سجنه رمزاً لحرية الإنسان المضطهد وأنموذجاً يحتذى به كي تنتزع شعوبنا حريتها وكرامتها وإنسانيتيها، نطالب ويطالب المجتمع الحر في كل مكان بإطلاق سراح عبد الله أوجلان المناضل والمفكر والفيلسوف.

تمر ذكرى 9 أكتوبر ١٩٩٨ ليتذكر الشعب الكردي العظيم في الداخل وفى المنافي ببداية المؤامرة الدولية لاعتقال القائد والزعيم الرمز عبد الله أوجلان، وهي مؤامرة دبرتها قوى دوليه على رأسها دول الناتو والولايات المتحدة وإسرائيل بالتعاون مع تركيا من أجل محاولة تصفيته ومن ثم القضاء على واحدة من أبرز قضايا شعوب العالم المطالبة بحقها في الحرية والعدالة وإقامه نظام ديمقراطي حر على أراضي الشعب الكردي في كافه أجزاء کردستان.

لقد شكل القائد أوجلان دوماً وحزب العمال الكردستاني خطراً بالغاً على القوى الدولية التي تسعى لتصفية قضية الشعب الكردي وإنهائها، فقاموا عبر اعتقال القائد الرمز وتغييبه في منافي سجن (جزرة إمرالى ) فى تركيا من أجل تقييد حريته وفرض التجريد عليه وممارسة أقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي واخضاعه لقيود صارمة هدفها إضعاف إرادته ومن ثم وأد حلمه و من ورائه حلم شعب كامل يسعى إلى الحرية والعدالة .

في هذه الذكرى الأليمة على قلب كل مناضل، لسنا بصدد بكائية أو تعريفه بالكيفية التي تم بها اصطياد هذا المناضل والمفكر والفيلسوف، والقاء القبض عليه لمصادرة حقه فى تحريك قضيه شعبه وكسب التعاطف الدولي معها، فالجميع صرف كيف حيكت هذه المؤامرة بخسه وجبن ودهاء حتى تسليمه للسلطات التركية، المهم فى هذه القضية، هى فضح وتعرية القوى الدولية العظمى التي تدعى حماية الحريات وإقامة الديمقراطيات عبر تقديم نماذج ونصائح لم تعد تجدي شعوبنا فى هذه المنطقة التى نكبت بالاستعمار الغربي مع بدايات القرن العشرين ومن قبل ذلك تم زرع كيان استيطاني استعماري عنصري بغيض على أرض فلسطين من أجل تفتيت المنطقة وزرع بذور الفتنه والاقتتال وتقسيم ما هو مقسم لصالح الكيان العنصري.

في هذه المناسبة نحن نتذكر القائد عبد الله أوجلان المناضل والمفكر والفيلسوف، الذي قدم نموذجا لحرية الإنسان رجلاً كان أو امرأة، قدم فكراً قابلاً للتطبيق على أرض كان تاريخها دوماً مزيجاً من المقاومة والقهر لإرادة الإنسان وإفقاره وإضعافه من أجل استعباده.

لقد شكلت تجربه الـPKK في أجزاء كردستان نموذجاً يمكن الاهتداء به وتطبيقه من أجل تحقيق الحرية والعدالة على أرض الواقع، وهنا تكمن حقيقة المؤامرة التي أراد بها الاستعمار الحديث ممثلاً فى القوى الدولية الساعية إلى شل إرادات الشعوب عبر تغييب قياداتها وعقولها المستنيرة إما بالقتل أو بالسجن، وبالتالي تكون إراداتها وشعوبها منقسمة ومغيبة تتنازعها أوهام الخونة والحالمين بالسلطة فى ظل حماية هذه القوى من أجل حب الظهور والبقاء على حـساب مستقبل شعب منقسم ويعاني من اضطهاد تاريخي وظلم قاسي للإطاحة بمستقبل أبناءه وحقهم فى إقامة دولة موحدة تكون أنموذجاً لشعوب المنطقة الساعية إلى العدالة والديمقراطية.

إن قيم الحرية التي ينادى بها الغرب والقوى الدولية في بلادهم، تشكل خطراً شديداً على هذه القوى إذا ما تم تطبيقها على أرض الواقع في بلادنا وعلى أرضنا ومن خلال فكر أبنائنا و مثالهم الأول القائد أوجلان الذى كانت جريمته الكبرى أنه طالب بسلام قائم على الحق والعدل وأنتج فكراً مستنيراً إذا ما تم تطبيقه يصبح خطراً على هذه الدول الكبرى التي تسعى لإبقاء شعوب المنطقة تحت سيطرتها من خلال أفكارها وعبر رجال يقومون بتنفيذ مؤامراتها لإبقاء هذه الشعوب الحية ذات التاريخ والهوية والثقافة مغيبة تعانى مشاكل الفتنة والانقسام والضعف. 

هذه هي قلب المؤامرة إن رجال وقادة من أمثال عبد الله أوجلان ولا شك يشكلون خطراً بالغاً على مخططات هذه الدول، الجريمة الكبرى لعبد الله أوجلان ورفاقه ومناضليه أنهم يقدمون أنموذجاً على الأرض قابل للتطبيق والتحقيق لتحقيق العدالة والديمقراطية والتعايش المشترك، ومن ثم كان لابد من وئد هذه التجربة ومحو أثارها وتغييب قياداتها ورموزها.

إننا في هذه الذكرى الأليمة لا نجتر الآلام والذكريات من أجل البكاء على الأطلال والشهداء الذين قدموا حياتهم فداء للقضية الإنسانية العادلة قضية الشعب الكردي، بل نتذكر هذه المناسبة كي تعطينا قوة دفع أن نستمر على فكر وفلسفة هذا القائد العظيم، ونشر هذا الفكر كي يعرف العالم الحر والإنسان الحر في كل مكان كيف تم قلب الحقائق وتزييفها في البداية وتقديم فكرة النضال العادل والمحق على أنه إرهاب، بينما هو فى واقع الأمر جهاد من أجل اقامة الحرية والعدالة.

سيظل عبد الله أوجلان دوماً شعلة للحرية والنضال من أجل استعاده الشعب الكردي لحقوقه السليبة وتعليمه وعلمه لشعوب المنطقة فى تقديم أسلوب وفكر إنساني يرتقى بكرامة الإنسان على أرضه السليبة في ربوع كردستان الحبيبة وعلى أرض فلسطين السليبة، وستعود الحقوق إلى أصحابها يوما ماً عندما تتبنى الشعوب هذه الافكار بهدى من قياداتها الواعية أمثال عبد الله أوجلان.

فى هذه المناسبة، سلام عليه في سجنه رمزاً لحرية الإنسان المضطهد وأنموذجاً يحتذى به كي تنتزع شعوبنا حريتها وكرامتها وإنسانيتيها، نطالب ويطالب المجتمع الحر في كل مكان باطلاق سراح عبد الله أوجلان المناضل والمفكر، کي يقدم النموذج الطليعي لإقامة المجتمع الحر الديمقراطي الساعي إلى التقدم والعيش فى سلام وسيتحقق هذا الحلم عبر نضال الشعب الكردي وأبنائه المخلصين فى كل مكان.