حملة للجيش الليبي على الحدود الجنوبية.. ما بين مطاردة للمعارضة التشادية وبحث عن أجندات دولية بالنيجر

يستمر الجيش الوطني الليبي في شن حملته العسكرية لمحاربة العصابات والتهريب في الجنوب الليبي والتي تأتي في وقت قاتل.

تشتعل جميع الجبهات الجنوبية لليبيا سواء في النيجر بعد الانقلاب العسكري وتهديد مجموعة "إيكواس" بالتدخل عسكرياً، أو الوضع المشتعل في السودان وخاصة دارفور المتاخمة لليبيا ومالي التي يؤازر جيشها الانقلابيين في السودان، واخيراً تشاد، حيث تتمركز المعارضة على الحدود الليبية متربية بالنظام التشادي.

كشف إبراهيم بالحسن، رئيس فرع الهلال الأحمر في مدينة الكفرة بالجنوب الليبي، أن عملية الجيش ليس لها علاقة بما يحدث بالنيجر، مبينًا أن العملية تستهدف عصابات تنتشر منذ فترة على الحدود مع دولة تشاد، واغلبهم من التشاديين

وأكد بالحسن في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن تلك المجموعات التي يلاحقها الجيش الليبي عصابات، بعضهم يمارسون البحث عن الذهب بالجبال، وبعضهم معارضين للحكومة في تشاد وبعضهم قطاعين طرق، مشيراً إلى أنهم يتمركزون في جبال تبستي، وأن هناك مجموعات كبيرة منهم دخلو ليبيا في الجنوب الغربي.

ونفى بالحسن، أن تكون الحملة لها علاقة بموازين القوى في الحرب السودانية رغم إخراط الكثير من التشاديين بها، ولك لأن أغلب قطاع الطرق ليسوا من القبائل العربية، ولكن الدعم السريع لا ينتمون للقبائل العربية، هناك ربما عداء، لأن هناك قطاع طرق في طريق السودان وفي طريق تشاد، مستبعداً أن تكون تلك المجموعات منخرطة في النزاع الدائر في دار فور بها عرب  وزغاوة ومحاميد، وينحدر من الزغاوة، ادريس دبي رئيس تشاد  السابق والد الرئيس الحالي

وأضاف رئيس فرع الهلال الأحمر في مدينة الكفرة بالجنوب الليبي، أن اغلب العصابات الذين يحاربهم الجيش التشادي وتلاحقهم الحملة الأخيرة هم من قبيلة التبو، وبعضهم أيضاً عصابات في السودان تمارس عمليات نهب، حيث ينتشرون في شمال النيجر ومالي والجنوب الليبي، ولكن تحركاتهم دائماً تكون ضد الحكومة التشادية، وذلك لأن الرئيس التشادي حسين هبري الذي أزاح ادريس دبي هو من قبيلة التبو وهي من العوامل التي أدت لحربهم ضد الحكومة التشادية واتخاذهم للأراضي الليبية منطلقا لها.

بينما كشف عز الدين عقيل، المحلل السياسي الليبي ورئيس حزب الائتلاف الجمهوري الليبي، أن الحملة الخاصة بالجيش الليبي في الجنوب لا تنفصل عن واقع وجود الانقلاب العسكري في النيجر، لا سيما مع وجود قوى دولية لديها نفوذ داخل ليبيا منخرطة في الصراع في النيجر مثل كل من فرنسا وروسيا، وكليهما لديه علاقات طيبة مع الرجمة والجيش الوطني الليبي.

وأكد عقيل في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الحملة العسكرية جاءت بعد زيارة نائب رئيس الأركان الروسي لليبيا وزيارته لمعسكر الرجمة، وتحاول روسيا بشتى الوسائل منع تدخل دول الإيكواس في النيجر وبالأحرى وجود تدخل عسكري فرنسي ضد الانقلاب العسكري في النيجر، ومما يدل على ذلك حديث السفير الروسي في الأمم المتحدة، على أنه يخشى من أن تدور حرب بالوكالة على الأراضي الليبية وهو يقصد الحرب بين روسيا وفرنسا على أرض ليبيا، الناتج عن رغبة الأولى في بقاء النظام الجديد بالنيجر

وأضاف المحلل السياسي الليبي، أن هناك أيضاً، دور كبير لفرنسا مع قوات الجيش الوطني الليبي، وعندما دخلت قوات الوفاق إلى مدينة غريان، وجدت أسلحة ومعدات فرنسية بها تتبع للجيش الليبي، كما أصيب جنود يعملون معه، وهي علاقة قديمة بدأت منذ بداية ظهور خليفة حفتر.

ونوه عقيل، على أن الأمر الذي يزيد من فرص الفرنسيين، هو ما فعلته قوات فاغنر مع الجيش الوطني الليبي حين رفض المشير خليفة حفتر التوقيع على اتفاق موسكو الذي يعطي مميزات لتركيا في الأراضي الليبية ويرسخ من وجودها، فأمر بوتين بانسحاب قوات فاغنر رغم أنها شركة خاصة مما أضطر حفتر لإيقاف الهجوم المضاد، مما يزيد من احتمالية تدخل الجيش اللليبي في صالح الفرنسيين.