كشف عز الدين عقيل، المحلل السياسي الليبي ورئيس حزب الائتلاف الجمهوري، المنحدر من مدينة الخمس الليبية، أن هناك حالة من الإنكار من قبل الحكومة الليبية لعملية التنازل او استئجار ميناء الخمس لتركيا أو أي جهة أجنبية، بل إن دبيبة صرح أنه لن يتنازل عن أي شبر من الأرض الليبية، ولم تخرج أي جهة تؤكد العملية ولكن ما حدث هو ريما أن الحكومة قدمت امتيازات لوجستية للتجار ورجال الأعمال الأتراك لاستخدام الميناء لصالح توريد بضائع أو سلع تركية أو من دول أخرى مقابل الحصول على دعم سياسي من تركيا، وهو الأقرب إلى المنطقة، والبرلمان الليبي رفض تسليم الميناء بشدة وهو أقوى سلطة في تلك النقطة من الحكومة، والجهة المالكة لهذا الميناء وهي مصلحة الموانئ والمنائر لم تتحدث في هذا الشأن.
وأكد عقيل ، أنه لا يزال الوضع غامض هل تنازلت ليبيا عن الميناء لتضمه تركيا للقاعدة البحرية خاصة وأنها لم تجد مشكلة في استخدام الميناء بشكل عسكري لقطعها البحرية،
هي تعد أحد أطراف الصراع في ليبيا وتتحمل مسؤولية تأجيج الصراع في ليبيا كما تفعل في سوريا التي تحتل فعلياً جزء من أراضيها، وفي العراق التي تهاجم أراضيها بشكل مستمر، وهي تثير المشاكل وتعطل استعادة دول عربية لسيادتها وهيبتها، ووجودها في ليبيا لخدمة المصالح البريطانية والأمريكية في الأساس وليس لمصالح تركية، لأن استقلال سياساتها في ليبيا يعني عودة الدولة العثمانية وهو ما لن يسمح به الغرب.
وعدد عقيل أسباب المطامع التركية في ميناء الخمس هو أنه من أكبر وأفضل الموانئ الليبية وهو يحتوي على ٣ موانئ وهي قاعدة بحرية وميناء مدني وميناء صيد بحري، ويعتبر منشأة هامة واحد روافد الاقتصاد الليبي، مبيناً أن ميناء الخمس هو يتوسط منطقة غرب البلاد أو إقليم طرابلس، ومن الموانئ الكبيرة والجيواسراتيجية ويمكنه تقديم لوجستية كبيرة سواء للتجارة أو حتى للحرب، وتجاوره قاعدة أن فيها قوات تىكية، وهو قريب جداً من ميناء مصراتة والمسافة بينهما لا تتعدى ما بين ١٠٠-١٥٠ كم حيث المعقل الرئيسي للقوات التركية، وبالتالي يمكن للتلك القوات البحرية مع القوات الموجودة في مصراتة والخمس تحقيق أي طموحات أو تطلعات عسكرية مستقبلاً.
وأضاف المحلل السياسي الليبي ورئيس حزب الائتلاف الجمهوري، أن السيطرة التركية على ميناء الخمس هي مخططات ترعاها واشنطن ولندن في ليبيا وتنفذها تركيا فقط، وهما اللذان حرصا أردوغان لاتخاذ تلك الخطوات، وهي خطوة تحضيرية لما قبل الانتخابات، فإذا نجحت واشنطن في إنتاج نظام عميل لها ستتحرك لضرب فاغنر في شرق وجنوب البلاد، وهم يحتاجون لتلك المواقع الاستراتيجية في ذلك وربما تستخدم حتى لتسيير طائرات مسيرة والخدمات اللوجستية واستخدامها ضد فاغنر .
وبين رئيس حزب الائتلاف الجمهوري الليبي، أن تخطيط تركيا ومن خلفها واشنطن ولندن للبقاء في ليبيا لسنوات طويلة وأن تصبح المقر الرئيسي لقوات افريكوم الموجودة حالياً في شتوتجارت، ستحتاج للكثير من أماكن الارتكاز لتنفيذ عمليات بحرية سواء داخل ليبيا أو خارجها أو لتقوية نفوذها، وربما بدأت القوى الغربية من أسفل إلى أعلى اي بإيجاد الميناء وتجهيزه ثم نقل تلك القوات إليه لاحقاً.
وأوضح عقيل، أن تركيا استغلت تنافس بعض القوى الليبية لتحقيق هذا المشروع في هذا الوقت، بعد الضغط على حكومة دبيبة للقبول به، خاصة بعد حديث المبعوث الأممي لليبيا باثيلي على حاجته لوجود حكومة ليبية موحدة لقيادة مرحلة الانتخابات وهو ما فسره بعض الأطراف على أنه رسالة من المجتمع الدولي للتخلص من حكومة دبيبة، رغم أن مغزى ذلك هو توحيد حكومة دبيبة مع حكومة أسامة حماد في الغرب على أن تكون تحت رئاسة دبيبة وهو المشروع الذي يروج له باثيلي نفسه.
وبين عقيل أن وجود البوارج الحربية التركية في الميناء تأتي في سلسلة انتهاكات البوارج الأجنبية لليبيا، حيث دخلت باخرة بريطانية مشبوهة لميناء طرابلس وكان بها لورد يحدد السياسات المالية للبنوك المركزية التي كانت تدور في فلكها، ولم يدخل لتلك الباخرة إلا صديق الكبير محافظ البنك المركزي الليبي، وهناك بوارج أمريكية دخلت ميناء سيدي بلال وهو ميناء شبه عسكري وعملية انتهاك المياة الإقليمية الليبية تحدث في عملية صوفيا وهي العملية البحرية الإيطالية لوقف الهجرة غير الشرعية وتهريب الأسلحة لليبيا تحمل المئات من القراصنة الإيطاليين الذين ينهبون الثروات البحرية الإيطالية بشكل ممنهج، ويعملون كل القطع البحرية في المياة الاقتصادية الليبية بشكل سيئ لفتح المجال فقط أمام السفن الصيد البحري الإيطالية وهي تحقق ثروات ضخمة حرام، وهي حالة عامة والسيادة الليبية تعاني بشكل كبير في الحفاظ على مياهها الإقليمية
بينما كشف عياد عبدالجليل، الكاتب والإعلامي الليبي، أن الوجود التركي العسكري في ميناء الخمس الليبي أو في ليبيا عامة هو غير قانوني وهدا يعتبر استعمار وأمر مرفوض رفضا باتًا.
وأكد عبد الجليل في تصريح خاص لوكالة فرات، أن وجود البوارج العسكرية التركية تعتبر استكمال لتلك العملية من الإستعمار بحجة تدريب كادر ليبي وتحديدًا في ميناء الخمس، ومما يثير الجدل والتساؤلات حول تلك الخطوة هو إختيار ميناء الخمس لهذا الغرض برغم انه توجد قاعدة بحرية للتدريب
وأضاف الكاتب والإعلامي الليبي، أن الخمس تتمع بميناء حيوي معروف على مستوى ليبيا ويعتبر من أهم الموانئ الليبية.
بينما يرى أحمد شرتيل، الناشط السياسي الليبي، وعضو اللجنة الإعلامية لمهجري تاوراء، أنه لا يوجد اي تطورات تذكر وفق بيانات وتصريحات حكومة الدبيبة التي تؤكد بان ما حصل في ميناء الخمس هي عملية توسعة لبعض الساحات داخل الميناء.
وأكد شرتيل في تصريح خاص لوكالة فرات، أن ما يحدث على أرض الواقع في الميناء، هو عودة المستعمر التركي ومن خلفه الغرب لمستعمرته القديمة بعد تواطئ بعض العملاء الليبيين الذين يسهلون له مهمته لتحقيق ذلك.
بينما أوضح إبراهيم بالحسن الناشط السياسي الليبي بمدينة الكفرة، أنه لم تحدث أي زيادة ملموسة في النفوذ التركي في ليبيا، وهو نفس الوضع، لأنه على أرض الواقع لانشعر باي وجود عسكري تركي، ويظل محصور في القواعد العسكرية بالغرب فقط.
وأكد بالحسن في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الوجود العسكري التركي مرفوض دوليًا بموجب كل القرارات التي تطالب بخروج القوات ألأجنبية من ليبيا، وشعبيًا من كافة طوائف الشعب الليبي.