في يوم ١ توت ١٧٤٠ قبطي، وما لا يعرفه الكثيرين أن الحضارة المصرية القديمة شهدت أول جسر مصري كردي، ما بين الدولة المصرية القديمة ومملكة ميتان لينتج عن هذا التمازج ملكات عظيمات مثل الملكة نفرتيتي وتوثقه رسائل تل العمارنة.
وفي السياق، كشف سامي حرك مؤسس مبادرة حراس الهوية المصرية، ومنظم الحفل، أن احتفال رأس السنة المصرية القديمة القديم كان احتفال دولة ومعبد وطقوس كما يحدث في الأعياد والاجازات الرسمية حاليًا في الدولة، مبينًا أن المصري القديم كان يحتفل بـ٨٨ عيد، وكانت أكثر من نصف السنة أعياد.
وأكد حرك في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الأعياد في مصر القديمة كانت لها أهداف كثيرة منها الإجتماعية والدينية والإقتصادية، مشيرًا إلى أن الموالد هي التطور الطبيعي للاعياد المصرية القديمة، مشيرًا إلى أن تقاليد الموالد مصرية قديمة عدا بعض الكلمات العربية دخلت في الموضوع.
وأضاف مؤسس مبادرة حراس الهوية المصرية، أنه يبدأ عيد راس السنة من شروق الشمس بحسب ماورد في كتاب أساطير معبد إدفو، حيث يحمل الكهنة معهم تمثال لحتحور من أجل أن تأخذ اول شعاع من أشعه شمس في لول يوم في العام الجديد، مشيرا إلى وجود احتفال ديني طقوسي وتستغرق تلك الطقوس الصباح لأنه لم تكن كل الأعياد أجازات بالنسبة للمصري القديم ومنهم عيد رأس السنة لم يكن أجازة كاملة لدى المصريين.
وأوضح حرك، أنه تكمن أهمية الاحتفال برأس السنة المصرية القديمة، في أن المصري القديم أول من قسم العام إلى شهور والزمن لسنوات، مشيرا إلى أن المصريين اختاروا اليوم الخاص برأس السنة وفقا لاكتمال فيضان النيل، حيث لاحظ المصري القديم أن اكتمال فيضان النيل يأتي مع ظهور نجم "سبدت" في السماء قبيل شروق الشمس وأن تلك الظاهرة تتكرر سنويا في ميعاد ثابت مما جعلهم يعتمدوها كبداية للسنة المصرية.
وبين مؤسس مبادرة حراس الهوية المصرية، أن إعادة إحياء احتفال رأس السنة المصرية القديمة هو عبارة عن محموعة نخب او مثقفين يجتمعون ويقومون بعمل ندوة، ولكن الموجود من القديم هو الاحتفال في النيل والذي كان موجود في كافة الأعياد المصرية القديمة وعلى راسها راس السنة، حيث كان المصري القديم كان يخرج في فترة بعد الظهر سفن نيلبة لينتظر رؤية مواكب الكهنة، ثم يليه موكب في الشارع حيث كان لهم طقوس خاصة أمام العامة.
بينما كشفت درية عوني، المؤرخة المصرية ذات الأصول الكردية، والتي عملت في وكالة الأنباء الفرنسية لمدة 40 عامًا، أنه تعتبر اقدم علاقة تاريخية سجلت بين الكرد والمصريين ترجع الى القرن السادس عشر قبل الميلاد، في ضوء ما حدث بين الفراعنة "الحضارة المصرية القديمة" والمملكة الميتانية التي اسسها الميتانيون اجداد الشعب الكردي حوالي عام 1500 ق، م، وعاصمتها واشوكاني على نهر الخابور في اقليم كردستان العراق حاليا، وامتد نفوذها الى جميع اراضي كردستان، وعرفهم المصريون باسم "نهارين" وانتهت هذه المملكة الميتانية على يد الملك الاشوري اشور ناصريال سنه 1335 ق، م، لانه كان يعدها اقوى حلفاء مصر الفرعونية.
وأكدت عوني فيي كتابها الكرد في مصر عبر العصور، أنه في البدايه تعرضت مملكه ميتان الكرديه للغزو المصري بزعامه تحتمس الأول لكن الميتانيين استطاعوا التخلص من التبعيه المصريه باتفاقهم مع مع الحيثيين في اواخر القرن الثالث عشر قبل الميلاد واصبحوا يملكون قرارهم بانفسهم لكن في عيد الملك الميتاني توشرنا نحو 1390 قبل الميلاد توطدت العلاقات الفرعونية الكردية وترسخت، حيث وصفت الوثائق المصرية الملك توشرتا بالصديق الموالي لمصر" ، وكانت بينه وبين ملوك مصر رابطة مصاهرة ونسب وله مراسلات مطولة مع امنحوتب الثالث المتوفي في عام ١٣٧٥ ق.م، وامنحوتب الرابع المتوفي في عام ١٣٥٨ ق.م، ووجدت بعض من هذه الرسائل المتبادلة في تل العمارية في محافظة المنيا مكتوبة باللغة الميتانية في نحو ستمائة سطر.
وأضافت المؤرخة المصرية ذات الأصول الكردية، أنه تؤكد مصادر المؤرخين" الكرد" ان إحدي شقيقات الملك الميتاني كانت من بين زوجات امنحوتب الثالث، كما ان إحدي بناته المدعوة ( نفرتيتي" كانت زوجة امنحوتب الرابع ( اخناتون) حسب المصادر نفسها.
كما اوضحت رسائل تل العمارنة ان النفوذ المصري كان ممتدا إلى مناطق حكم الميتانيين، ثم قامت قوات " خيتا" في عهد ملكها "شوبيوليوما" بالهجوم على تلك المناطق والاستيلاء عليها في عهد امنحوتب الثالث، وعندما تولي امنحوتب الرابع " اخناتون" ارسل شوبيوليوما رسالة ودية دبلوماسية لتهنئته بجلوسه على عرش مصر خلفا لأبيه، بحسب عوني.
وبينت المؤرخة المصرية ذات الأصول الكردية، أنه تدلل رسائل تل العمارنة على استنجاد الحكام المحليين لمناطق النفوذ المصري، في كلا من أعالي سوريا وبلاد الشام ، طالبين الحماية والعون من مصر لمواجهة اطماع الحيثيين وتوسعاتهم المحتملة ، إذ ظهرت دولة الحيثيين في ذلك الوقت كدولة فتية متنامية.
وأوضحت عوني، إن وثائق تل العمارنة تعد من أهم المصادر التي تشتغل على معلومات مهمة عن الميتانيين منذ اواسط القرن الخامس عشر ق.م، فمن خلالها يتوضح اول بوادر العلاقات الدبلوماسية بين هؤلاء وبين الفرعون تحتمس الثالث الذي دخل أسيا عنوة، وقاد حملة على مملكة قادش عام ١٤٧ ق.م.
وأشارت عوني، إلى أنه تبدو مظاهر العلاقات المصرية الكردية في الرسائل المتبادلة بين ملوك ميتاني وفراعنة مصر الآخرين من الأسرة الثامنة عشر ، وخاصة بعد ان أقيمت مصاهرة بينهم لثلاثة أجيال على الأقل، وحتي انهيار الإمبراطورية المبتانية بيد شوبيوليوما الحيثي، وقد تأكدت هذه القرابة من خلال وثائق تل العمارنة، والتي جرت الحفريات الأولي فيها عام ١٨٨٧،.