أجرت وكالة فرات للأنباء لقاءً مع الكاتب والمحرر في صحيفة روناهي رفيق إبراهيم الذي بارك في بداية حديثه مرور 12 عاماً على صدور صحيفة روناهي على جميع الكادر في الصحيفة منذ تأسيسها حتى هذا اليوم، بعد بدء الأزمة في سوريا في آذار من عام 2011 فكّر مجموعة من الإعلاميين والمثقفين بضرورة لوجود وسائل إعلامية حرة، مناهضة للإعلام الذي كان يتبعه النظام السوري وحزب البعث وكانت صحيفة روناهي لها الدور الكبير من بين وسائل الإعلام وذلك بهدف التعبير عن الرأي وإيصال ما يجري من الأحداث وحقيقة الشارع وتوضيح الأسباب الحقيقة للأحداث السورية.
تسليط الضوء على الشأن الكردي
وأضاف رفيق في حديثه قائلاً "يمكننا القول بأن صحيفة روناهي هي أم الوسائل الإعلامية في روج آفا لأنها تعتبر الوسيلة الإعلامية الأولى التي صدرت وسلطت الضوء على الشأن الكردي ونقل الأحداث السياسية والعامة بكل مصداقية وشفافية وإحداث ثورة نوعية في الإعلام".
صعوبات كبيرة خلقت حقيقة اعلامية كردية في سوريا
بدأت صحيفة روناهي بالصدور في السادس عشر من تشرين الأول من عام 2011 وكانت الإمكانيات ضئيلة جداً ولم يكن هناك أدوات لتطوير العمل الإعلامي، من الكاميرات ومطابع ولوازم الطباعة الأخرى وصعوبة في تأمين المال واللوازم الأخرى، وايضاً تلقينا صعوبات في توزيع الصحيفة وخوف كبير في البداية على العاملين فيها حيث بدأت من حلب وكانت القبضة الأمنية هناك مشددة وكان عملاً سرياً فعلى الرغم من جميع هذه المصاعب تم تشكيل هيئة من تسعة أشخاص من إقليم الجزيرة وعفرين وحلب وصدر العدد صفر من حي الشيخ مقصود في حلب وبدأت بالصدور باللغتين الكردية والعربية، وكانت بحق ثورة حقيقية للإعلام الكردي في سوريا.
انجازاً منقطع النظير صحيفة روناهي لسان حال الشعب الكردي
نتيجة قمع السلطات الحاكمة للفكر الحر وحركة الكرد كان من المستحيل التفكير والتحدث بحرية وهذا ما أدى إلى عدم وجود وسائل إعلام كردية في تلك الفترة، وعندما تم الإعلان عن تأسيس صحيفة روناهي كان انجازاً منقطع النظير، وخاصة بأنها كانت الوسيلة الإعلامية الأولى التي أخذت على عاتقها الاهتمام بقضايا الشعب ومعالجة مشاكلهم ومعاناتهم، و ما يدور حولهم من قضايا تخص الداخل السوري والخارج، وخاصة بأنها كانت لسان حال الشعب الكردي في المنطقة ولذلك استقبل الشارع الكردي صدور صحيفة روناهي بكل رحابة صدر، وكانت بالفعل انطلاقة جديدة نحو فضاءات جديدة من الإعلام المجتمعي.
12 عاماً صوت الإعلام الديمقراطي وصوت شعوب شمال وشرق سوريا
وفي الختام قال الكاتب والمحرر في صحيفة روناهي رفيق ابراهيم قائلاً" بعد مرور 12 عاماً من تأسيس صحيفتنا التي لم تتوقف على الرغم وجود الكثير من العقبات حيث حدثت تحولات كبيرة من حيث الإصدار والأعداد والكم والنوع، ومع انتفاء وسائل الإعلام الورقية حيث باتت صحيفتنا من الوسائل الإعلامية الورقية النادرة التي تطبع حتى الآن، لأن الجميع توجه إلى الصدور الالكتروني، وهذه لوحدها تعتبر إنجازا كبيرا لجميع كوادر الصحيفة.
مؤكداً بأن صحيفة روناهي وعلى مدار 12 عاماً كانت ولا تزال عين الحقيقة والبحث عنها لأن هدفنا هو المجتمع والمعرفة بالحقائق، وإيصال معاناته للمسؤولين، ومع قدوم ثورة التاسع عشر من تموز في روج آفا، كانت الانطلاقة الحقيقية نحو إظهار حقيقة هذه الثورة وما حققتها من مكاسب، والدفاع عنها عبر تواجد مراسلينا ومراكزنا في معظم مدن شمال وشرق سوريا، واليوم ومع مرور 12 عاماً من تأسيس صحيفتنا، نعاهد رفاقنا المؤسسين للصحيفة بالاستمرار على نهج إظهار الحقائق ونشرها، لكي نكون صوت الإعلام الديمقراطي والحر وصوت شعوب شمال وشرق سوريا وإيصالها إلى العالم.
المرأة ساهمت في إغناء صحيفة روناهي وإيصال صوت الحقيقة
ومن جانبها ايضاً تحدثت لوكالتنا رئيسة التحرير في صحيفة روناهي سوزان علي والتي أشارت في البداية إلى الدور البارز للمرأة في صحيفة روناهي قائلة بأن تشتغل المرأة في صحيفة روناهي حيزاً هاماً واغلب كوادر الصحيفة من النساء فيما استلمت المرأة المهام الموكل إليها وتأديته على أكمل وجه، واستلمت المهام الإدارية سواء في الإدارة العامة أو إدارة المرأة وكذلك العمل كمحررة ومراسلة ومصممة، علاوة على رئاسة التحرير. ما أود قوله هنا أن المرأة في صحيفة روناهي تساهم في إغناء الصحيفة وتأدية المهام الصحفية على أتم وجه وإيصال الرسالة الإعلامية إلى شريحة واسعة من القراء وكذلك إظهار المقاومة التي خاضتها شعوب شمال وشرق سوريا في ثورتهم؛ ثورة التاسع عشر من تموز، وحقيقة العدوان على شمال وشرق سوريا المتمثل بدولة الاحتلال التركي ومرتزقته وإيصال هذه الحقائق إلى الرأي العام والمجتمع الدولي.
الإعلاميات في صحيفة روناهي ناهضت الذهنية الذكورية التي تضع القيود على المرأة
قاومت الإعلاميات في صحيفة روناهي الهيمنة الذكورية المتمثلة بالذهنية الرجعية التي تضع القيود على المرأة وتمنعها من ممارسة أبسط حقوقها، حيث عانت من هذه الذهنية بشكل مضاعف عن الرجل؛ لأنها امرأة أولاً وإعلامية ثانياً ولا سيما أن الإعلام كان حكراً على الرجال فقط قبل ثورة التاسع عشر من تموز، بل وكان محرماً على شعوب شمال وشرق سوريا قاطبة صحيفة روناهي فتحت الباب أمام المرأة الإعلامية لتبحث عن ذاتها وتدرك ماهي أهميتها وحقيقتها ودورها الريادي في المجتمع ومدى قوتها ولتساهم في تعريف النساء لذواتهن عبر قلمهن الحر وتبنت الصحيفة الخط الثالث في النشر، وسارت على نهج أيديولوجية تحرر المرأة وبناء مجتمع سياسي أخلاقي أيكولوجي، تكون المرأة فيه حرّة، ولهذا أظهرت منجزات المرأة في ثورتها؛ ثورة التاسع عشر من تموز المعروفة بثورة المرأة، وأولت الأهمية لهذه المنجزات وكذلك مقاومة المرأة في شمال وشرق سوريا أمام الذهنية الذكورية المهيمنة، وخصصت صفحة خاصة بنشر المرأة وهي "صفحة المرأة" في الصحيفة مع مراعاة عدم اقتصار النشر الخاص بالمرأة في الصفحة المخصصة لذلك فقط، بل النشر في الصفحات الأخرى للصحيفة بلغة النشر الخاص بالمرأة.
صحيفة روناهي هي إيصال حقيقة ثورة التاسع عشر من تموز
واختتمت رئيسة التحرير في صحيفة روناهي سوزان علي حديثها، قائلة: بأن ما يميز صحيفة روناهي عن غيرها من الصحف العربية والعالمية هي استمرارها في النشر منذ تأسيسها من العدد "صفر" بالرغم من الصعوبات المعترضة لدربها وما تعرضت له من هجمات المحتل التركي ومرتزقة داعش بين الفينة والأخرى ويعزى ذلك إلى إيمان كادر الصحيفة بالعمل الصحفي والإيمان بقضية شعوب شمال وشرق سوريا وبحقيقة ثورة التاسع عشر من تموز وانطلاقاً من مفهوم الوطنية والارتباط بالوطن. لذا؛ كان لزاماً عليها الاستمرار في النشر مهما كانت الصعوبات، أما بالنسبة لمشاريعنا المستقبلية فنسعى إلى طباعة الأعداد الإلكترونية الخمسة التي تصدر يومياً إلى جانب العددين الورقيين، ونشر ثقافة المطالعة مجدداً بين القراء كما أسلفت أعلاه، إضافة إلى تشكيل كروب خاص لموقع الصحيفة مع زيادة عدد كتاب الذين يرفدون الصحيفة بمقالاتهم المتنوعة، وكذلك زيادة عدد القراء.