جهاد حسن: سيستمر هذا الشعب في نضاله بروح حرب الشعب الثورية 

أكد الرئيس المشترك للجنة الشؤون الاجتماعية في مجلس الرقة المدني جهاد حسن، بأن الشيء الذي يحدث ليس ضد قوة، وقال: "إن هذه الحرب ضد وجود الشعب الكردي، هذه الحرب هي حرب وجود أولاً". 

تحدث الرئيس المشترك للجنة الشؤون الاجتماعية في مجلس الرقة المدني جهاد حسن لوكالة فرات للأنباء (ANF)، عن هجمات دولة الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا. 

 

وأشار جهاد حسن إلى أن دولة الاحتلال التركي غاضبة جداً وضد النظام الديمقراطي الذي أسسه شعوب المنطقة، وقال: "إن هجمات الدولة التركية على شمال وشرق سوريا ستكون أقل، من خلال تقييم هذه الهجمات الأخيرة، لم تتوقف هجمات دولة الاحتلال التركي منذ ثورة 19 تموز وحتى يومنا هذا، تريد دولة الاحتلال بناء نظامها في المنطقة من خلال المرتزقة التي تدعمهم، لكن الدولة التركية لم تتحمل أبداً بأن تقوم شعوب المنطقة بإدارة نفسها بنظامها الديمقراطي، وهذا يصلح لجميع الشعوب، لكن عندما يتعلق الأمر بالكرد، فإن دولة الاحتلال التركي تهاجم ذلك، في المرحلة الأولى أرادت أن تفعل ذلك من خلال جبهة النصرة ومجموعات مختلفة من العصابات المرتزقة، ومهما كبرت الثورة واتسع نطاقها، أصبحت دولة الاحتلال التركي وعصاباتها المنظمة أكثر وحشية".

وتابع: "في هذه المرحلة الأخيرة، ازدات هجمات دولة الاحتلال التركية أكثر، وخاصة في المناطق التي يتواجد فيها الكرد، وهذا يذكر المرء بموقف، عندما كانت الحكومة التركية تناقش عملية الحل وتخريب هذه العملية، قامت بتنفيذ تفجير في رها، وقتلت اثنين من جنودها بيدها واتهمت حركة الحرية بفعل ذلك، بعد ذلك قامت بتفجير في برسوس بين الشبيبة الذين اجتمعوا لدعم مقاومة كوباني، واستخدمت ذلك حجة للكثير من الهجمات".

دولة الاحتلال التركي تشكل مؤامرة قبل كل هجوم 

وأكد حسن أن التفجير الذي افتعلته تركيا في تقسيم ،تظهر سبب الهجمات، وقال: "إنهم يستخدمون هذا الشيء كسبب لشن هجماتها على شمال وشرق سوريا، لكن الجميع يعلم أن دولة الاحتلال التركي واستخبارتها فعلت ذلك، هذه هي شخصية أردوغان وحزب العدالة والتنمية(AKP)، قبل كل هجوم، يبررون سبباً لهجماتهم من خلال افتعال مؤامرة في مكان ما، ويوجد هذا الشيء في تاريخ دولة الاحتلال التركي". 

وأردف: هناك مثال على هذا في الماضي، وفي هذا السياق أعدت دولة الاحتلال التركي هذا الشيء ونفذته، وبعد هذه الأحداث فإن ذكر اسم كوباني في البيان الأول يكشف كل شيء، الشيء الذي أنجزته ثورة 19 تموز، أصبحت سبباً لهزيمة داعش الأولى والتي علقت عليها دولة الاحتلال التركي كل آمالها، قاتلت كوباني من أجل كرامة جميع العالم، وفي هذا الصدد ومع مرور اسم كوباني صعدت من عمق المؤامرة، تحدث أردوغان قبل عدة أيام عن كوباني وقال: "روسيا وعدت من أجل كوباني، لكنها لم تفي بوعدها"، وهذا يدل على أن الهدف الأساسي للدولة التركية هو مهاجمة كوباني.

ولفت إلى أنه "كان الهدف من الهجمات في الفترة الأخيرة، هو الكشف عن الأسلحة الكيماوية التي تستخدمها دولة الاحتلال التركي ضد الكريلا في جبال كردستان، ولكي تزيل هذا الشيء من جدول أعمالها، قامت بتنفيذ هذه الهجمات في هذا الوقت، على الرغم من جميع حجج دولة الاحتلال التركي إلا أنها تستخدم جميع أنواع الأسلحة ضد المقاتلين في الجبال، ومتورطة في ذلك، لذلك أرادت بهذا التفجير الوصول إلى هدفين، الأول هو اتهام قوات سوريا الديمقراطية،( QSD) ومهاجمة روج آفا، أما الهدف الثاني فهو إزالة أجندة الأسلحة الكيماوية من على جدول الأعمال".

دولة الاحتلال التركي لا يمكن القيام بهجومها دون الحصول على إذن القوى الدولية

وقال حسن: إن دولة الاحتلال التركي لا تملك القوة والموقع لاتخاذ القرار من تلقاء نفسها، وتابع: "تعاني الدولة التركية من مشاكل داخلية ومن أزمات سياسية وعسكرية واجتماعية واقتصادية كبيرة من جميع الجهات، إذا لم تكن هناك قوى دولية تدعم دولة الاحتلال التركي، لما استطاعت تنفيذ مثل هذا الهجوم، ولطالما جعلت دولة الاحتلال التركي الكرد ضمن شروطها الأولى  في كل سياستها الخارجية، وفي الفترة الأخيرة فقد طلب مرة أخرى من السويد وفنلندا التوقف عن دعم الإدارة الذاتية، لشرط الانضمام إلى الناتو، وبمفهوم آخر فأن تلك الدول نفسها لم تدعم على مستوى عالي، لكن دعم هذا المشروع سياسياً أو من خلال البيانات الداعمة كانت تعني الكثير للدولة التركية، تبحث دولة الاحتلال التركية دائماً في كل فرصة عن حجج لمهاجمة شمال وشرق سوريا، واليوم نرى بأن دولة الاحتلال التركي حصلت على هذه الفرصة، وخاصة بعد الحرب في أوكرانيا، تريد الدولة التركية استخدام الفرص التي حصلت عليها، وهي ترى في هذا الأمر استراتيجية لها". 

سيستمر الشعب في النضال مع روح حرب الشعب الثورية 

وأكد حسن أنه على من الرغم من الهجمات المتزايدة للدولة التركية والحرب النفسية ضد أهالي شمال وشرق سوريا واستخدام جميع أنواع التقنيات، فإن هذا الشعب لم يغادر أرضه ولم يتم أفراغ المنطقة أبداً، وقال: "أظهر هذا الشعب مقاومة كبيرة ضد جميع أنواع الهجمات، واليوم على الرغم من هذه الهجمات والمقاومة وإصرار الشعب، إلا أن دولة الاحتلال التركي أظهرت بأنها فقدت هذه السياسة تماماً، الهدف الوحيد للدولة التركية هو إفراغ المنطقة وإدارة المنطقة حسب رغباتها، ستلعب دولة الاحتلال التركي كل أنواع الألاعيب القذرة لتفريغ المنطقة.

وتابع: لا تستطيع دولة الاحتلال التركي تنفيذ هذه الهجمات في مكان تتواجد فيه روسيا وأمريكا دون الحصول على إذن منهما، وهذا يعني بأن هذه الدول هي شريكة في هذه الهجمات، إذا ظلت هذه الدول، اليوم، تعتمد على بياناتها الغير فعالة، بدون شك هذا ليس موقفاً أخلاقياً، أن هذه القوة معها خطوة بخطوة، وحررت المنطقة من داعش، يجب أن يعلم شعوب هذه المنطقة وخاصة الشعب الكردي بأن دولة الاحتلال التركي لن تكون مرتاحة طالما يوجد هناك كرد، وبدون شك لن نكون مرتاحين طالما أن هناك أردوغان وذهنياته.

وأضاف "أن الشيء الذي يحدث، ليس ضد حزب أو قوة، هذه الحرب ضد وجود الشعب الكردي، هذه هي حرب الوجود ولا وجود، يوجد الكثير من الأهداف المختلفة لدولة الاحتلال التركي، كما أن تتدخلات الدولة التركية في مصر، ليبيا، أذربيجان، قبرص وجنوب كردستان يعبر عن هدفها". 

دولة الاحتلال التركي تريد إعادة حدود العثمانيين

وأشار الرئيس المشترك للجنة الشؤون الاجتماعية في مجلس الرقة المدني جهاد حسن إلى أن دولة الاحتلال التركي تريد إعادة حدود العثمانيين، وقال: "نقاوم نحن الكرد اليوم ضد سياسة دولة الاحتلال التركي، كما وترى الشعوب العربية، السريان، شركس، تركمان وجميع الشعوب مستقبلها في مروع الأمة الديمقراطية، واتخذت هذه الشعوب مكانها ضمن وحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ) ويديرون مدنهم وقراهم وأحيائهم، إن جميع الشعوب الكردية، العربية، الأرمن والشركس وشمال وشرق سوريا من خلال المقاومة التي أبدوها، أفشلوا العديد من خطط الدول والقوى الإقليمية، وأن الشيء المطلوب اليوم هو تصعيد مستوى المقاومة والنضال".

وتابع: "يجب علينا النضال بروح حرب الشعب الثورية وأن ندعم أبنائنا ونقف على جانبهم، لأن تصفية هذا المشروع هو القضاء على  جميع قيم شعوب شمال وشرق سوريا، وخاصة شعوب هذه المنطقة، ولا سيما العرب منهم فيجب أن يتذكروا جيداً، عندما كان العثمانيون يحكمون هذه المنطقة، وعندما كانت العديد من الدول العربية تحت حكمهم، حيث يعرف ما عاناه هذا المجتمع أنذاك، وأن سبب تخلف هذا المجتمع اليوم وعدم تطوره يعود إلى النظام العثماني، يجب أن لا نتأمل شيئاً من أمريكا وروسيا، وأن لا ننتظر تصريحاتهم، يجب أن لا نربط وجودنا وإرادتنا بهم، كيف أننا أصرينا على مقاومتنا ومشروعنا في بداية الثورة واضطرت هذه القوى للجوء إلينا، وبنفس الإصرار والمقاومة اليوم سنجبرهم على ممارسة سياستهم وفق قيم وثقافة الشعوب".