وتحدثت الوالدة كلستان عن مقاومة وشجاعة ابنتها دلفين قامشلو والمئات من مقاتلي مقاومة الكرامة.
حيث قالت: "ابنتي عروسة سري كانيه، كانت الصغرى من بين اخوتها، شجاعة ومحبة للجميع وكانت تحب والدها بشكل كبير. التحقت ابنتي بالمدرسة الابتدائية لمدة ثماني سنوات، وكانت متفوقة في المدرسة. لطالما كانت تهتم لامر المقاتلين من أجل حرية بلادهم، وكانت تحبهم كثيرا وتتمنى بأن تنضم لهم وتعيش حياتهم، بسبب مشاعري الأمومية كنت امنعها من ذلك واطلب منها بأن تكمل تعليمها وان تصبح صاحبة مهنة. كنت اقول لها حاربِ من خلال تعليمكِ، فنحن بحاجة الى العلم ايضا كي نحارب به ليس فقط السلاح. الا انها كانت تحب ان تحمل السلاح الى ان انضمت للمقاتلين، لكن لم أستطع العيش بدونها لإنني كنت اشتاق اليها كثيرا. ذهبت واعدتها إلى المنزل. ولكن عندما ذهبت للمرة الثانية قلت في نفسي إنها تريد الانضمام إلى صفوف وحدات حماية المرأة YPJ واحترمت قرارها.
أحبت ابنتي الرقص والاحتفالات. وكانت في معظم الاحيان تطلب منا بأن ننضم الى حلقة الدبكة. كنت انضم معها الى الرقص بالرغم من عدم قدرتي على ذلك كي لا اجعلها حزينة. كانت تحب ان تتجول مع رفاقها وكانت تحب الحياة كثيراً.
كما تحدثت والدة الشهيدة دلفين عن انضمام ابنتها لوحدات حماية المرأة YPJوقالت: "لقد حققت رغبتها وانضمت إلى صفوف وحدات حماية المرأة YPJ.لقد بدت جميلة جدافي اليوم الذي خرجت به من المنزل وانضمت لهم. لقد كانت سعيدة للغاية لانضمامها لصفوف الحرية. أخبرها الرفاق أن والدتك كانت تبكي عليك كثيراً. أخبرت الرفاق والابتسامة تعلو وجهها وقالت: "دع أمي تمارس بعض الألعاب الرياضية أيضا". عندما ذهبت لزيارتها، قلت لها حينها: طريقك مفتوح، لكن لا تنسى بأن تفكيري وقلبي معكِ. الجواب كان: لا تدع قلبك ينشغل، فأنا ورفاقي جميعنا متشابهون. لديّ رفاق من شنكال، من بوطان، وان، وحتى من شرق كردستان. وهذا يعني أن الشبيبة مثلي من جميع الأجزاء الأربعة في كردستان قد تحولوا إلى ثورة. وعندما رأيت رفاقها احببتهم كثيرا ، ويمكنني أن أقول أكثر من محبة ابنتي لهم. وكانت رفيقة ابنتي نوهال ترافق ابنتي، وحينها قلت لها انا والدتكِ ايضاً".
كما علقت والدة الشهيدة دلفين على مشاركة ابنتها في مقاومة الكرامة في سري كانيه وقالت: "لم أكن أعرف أن ابنتي قد قدمت الى مدينة سري كانيه. ومع ذلك، شعرت دائما بأنها كانت في خضم مقاومة الكرامة كرفاقها. ظهرت صورها في سري كانيه ، وسررت للغاية عندما رأيتها تقف بكل عزة وقوة امام التلفاز. بعد يومين اوثلاثة أيام أصبحت المعركة في سري كانيه أكثر صعوبة. وسمعت مرة يقولون بأن الطائرات تقصف حي الصناعة في المدينة، وقلت في نفسي إن ابنتي قد استشهدت ايضاً. في نفس اللحظة تمنيت بأن تستشهد وبأن لاتقع اسيرة بيد دولة الاحتلال التركي وهذه العصابات المتوحشة. ثم تلقينا معلومات تفيد بأنها قد استشهدت. أنا فخورة جداً باستشهادها وسأتغنى باستشهادها ما دمت على قيد الحياة. في الحقيقة من الصعب بأن تسمع بأن فلذة كبدك قد استشهد، الا اننا كنا مستعدين لاستشهادها. قبل أن تستشهد، تحدثت إلى إخوتها في الخارج وأخبرتهم، أنظروا، أختكم تقاتل في خط المواجهة في سري كانيه. إذا سمعتم عن استشهاد أختكم دلفين، فلا تتفاجؤا. قالوا لي "اماه انتِ التي تتحدثين ذلك!".
كنت أعرف أنها ستستشهد. عندما اخبرتهم شعروا بالحزن والغضب، ولكن على الرغم من كل شيء، كانوا فخورين. نحن، كعائلتها، لا نتأسف على الطريق الذي اختارته ابنتنا دلفين وسنسير على طريقها دائماً مع أصدقائها. إنه وقت صعب للغاية بالنسبة لجميع الأمهات لسماع نبأ استشهاد ابنائهن، لكننا نعرف أي طريق سلكنا وندرك جيدا ما هو الثمن الذي سندفعه وسندفعه رغم كل شيء".
أرادت احدى الاعلاميات اثناء المعارك في سري كانيه إجراء لقاء تلفزيوني مع دلفين، لكن ابنتي أخبرتها ؛ "لن انطق بكلمة واحدة إلا إذا دمرت مدرعة تركية". ثم علمنا أنه تم تدمير أربعة مدرعات في ذلك اليوم في حي الصناعة. وهذا يعني، أن دلفين ورفاقها، بشجاعتهم وقوتهم، شنو العديد من الهجمات على عدوهم بإرادتهم الحرة.
بصفتي والدة الشهيدة دلفين، انحني اجلال لجميع شهداء سري كانيه ورفيقتها الشهيدة نوهال ونتعهد بأن نسير على طريقهم طالما هنالك قطرة دم في اجسادنا وسننتقم لجميع الشهداء.