تحدثت عضوة منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا، هدية شمو، لوكالة فرات للأنباء (ANF) بشأن اعتقال الحكومة التركية للسياسيات الكرديات في شمال كردستان، كذلك مجزرة قرية حلنج التابعة لمدينة كوباني، التي ارتكبتها الدولة التركية في تاريخ 23 حزيران الجاري، وكذلك كافة أفعال تركيا البشعة للقضاء على حرية وإنجازات المرأة.
وقالت هدية شمو في مستهل حديثها: "في البداية نستذكر كافة شهيدات حركة الحرية في شخصية زهرة بركل، أمينة ويسي وهبون ملا خليل، كما نعلم أن الدولة التركية، لم ترتكب مجازر على الشعب الكردي وخاصةً على المرأة اليوم فقط، بل إنها أظهرت وجهها الحقيقي الوحشي مجدداً، وارتكبت مجزرة أخرى في مدينة حلنج بكوباني مثلما ارتكبت مجزرة باريس التي راحت ضحيتها ثلاثة مناضلات رائدات وهن ساكينة، ليلى وفيدان في باريس، وهاجمت الدولة التركية ومرتزقتها نسائنا في قرية حلنج، اللاتي كن قادرات على تنظيم المرأة والمجتمع وإدارة".
وأضافت، "نحن نرى دائماً أن الدولة التركية وأثناء شن هجماتها على المناطق في البداية تقوم باستهداف المرأة وإنجازاتها وبجانبها تمارس جرائم القتل، النهب، الخطف والاغتصاب".
وأوضحت: "إذا رجعنا إلى تاريخ الدولة التركية فأنها مليئة بإبادة المكونات التي كانت تتعايش معها في نفس المنطقة مثل المكون الأرمني، ومارست هذه الحكومة سلطتها بسيل الدماء وأساليب قذرة ومنافية للأخلاق الإنسانية عبر تاريخ حتى يومنا هذا، ولن ننسى أبداً مذبحة سيفو التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الأشوريين والسريان، وفي ذلك الوقت أيضاً قامت الحكومة العثمانية بمهاجمة، قتل، خطف واغتصاب الأشوريات والسريانيات".
وأكدت أن "الجميع على دراية تامة بكافة ممارسات وجرائم الدولة التركية الفاشية التي تواصلها على الشعب الكردي وبالأخص المرأة الكردية في شمال كردستان"، لافتة إلى أن الدولة التركية تهاجم السياسيات المناضلات وتقوم باعتقالهن وتزج بهن إلى السجون، بما يؤكد أنها تعيش حالة ذعر وخوف من النساء اللاتي تُقاومن ذهنية السلطات المهيمنة، كما تحاول بشتى الوسائل القضاء على المنظمات والحركات النسائية التابعة لحزب الشعوب الديمقراطي في كردستان وتركيا.
وتطرقت إلى دور المرأة في الثورة التي بدأتها في شمال وشرق سوريا كيف أنها استطاعت أن تثبت جسارتها في كافة المجالات السياسية والعسكرية وكذلك الدبلوماسية، وقالت: "عندما بدأت ثورة روج آفا (غرب كردستان) بدأت بقيادة المرأة، وحملت المرأة مسؤولية المجتمع والمساواة منذ عشرة أعوام على عاتقها، كما ترون أن الأمهات اللاتي قدمن فلذات أكبادهن فداءً لهذه الثورة تسرن الآن على درب أبنائهن الشهداء وتُناضلن وتُقاومن، فأن المرأة التي ناضلت وأصبحت خلال هذه الثورة رمزاً للكفاح والنضال وانتشر هذا المفهوم والفكر في العالم أجمع".
وتابعت: "كما أن رفيقتنا الناطقة باسم منسقية مؤتمر ستار في إقليم فرات زهرة بركل إحدى شهيدات مجزرة حلنج، التي لعبت دوراً مهماً في سبيل تحقيق حرية المرأة والديمقراطية بين المجتمع، ناضلت زهرة وقدمت مقاومة عظيمة حتى أنها أصبحت أيضاً هدفاً لمرتزقة داعش ووصلت إلى مرتبة الشهادة".
وأوضحت: "نستطيع القول إن الدولة التركية إذا لم تكن خائفة ومذعورة من قوة المرأة الكردية وجسارتها، فإنها لم تكن لترتكب هذه المجازر، فعندما شنت دولة الاحتلال التركي هجماتها على مناطقنا في البداية شنتها على مدينة كوباني، عفرين و سري كانيه، أصبحت المرأة في ساحات كوباني رمزاً للتصدي والمقاومة، مثلما أصبحت الفدائية أرين ميركان رمزاً من رموز المقاومة والحرية، ووصلت كافة النساء إلى أعلى المستويات من الوعي والفكر بفضل مقاومتها والإرث النضالي التي تركتها لنا الفدائية أرين، كما أصبح تطلع المرأة للحرية ورفضها للظلم والعنف أعمق، والآن تناضل نسائنا من خلال تدريبهن التوعوي والفكري في شمال وشرق كردستان".
واستطردت: "الجميع يعلم أنه منذ بداية الثورة وانتفاضات الشعب في روج آفا، كانت المرأة أكثر هدفاً لسياسة الهجمات، لأنها تناضل وتواصل سعيها من أجل الحرية والمساواة وحماية المجتمع ونفسها، نرى اليوم أن المرأة في روج آفا أسست قوتها الخاصة في المجالات العسكرية وهي وحدات حماية المرأة YPJ أو الوحدات النسائية لحماية المجتمع المدني، فاندهش العالم وتسألوا كيف استطاعت المرأة أن تناضل في روج آفا وكيف نظمت نفسها وأسست قوة خاصة بها وحاربت ضد مرتزقة أردوغان في شمال وشرق سوريا، كما أن المرأة بفكرها الحر وقوتها العظيمة ساهمت في دحر داعش، الموالي لأدوغان، بعد انتشاره في العالم كالوباء تهديداً لكافة الدول".
وعبرت هدية شمو عن أسفها من أنه وحتى اليوم لم تُظهر دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان موقفاً جاداً تجاه الإبادة وهجمات الدولة التركية على الشعب وخاصةً على المرأة والأطفال، مُضيفة "لم تظهر أي من دول الكبرى التي تتدعي بأنها تحل مشاكل العالم وأي من منظمات حقوق الإنسان موقفاً واضحاً حيال مجزرة حلنج التي راحت ضحيتها ثلاث نساء كرديات، ولم يتحدث أحد عن محاسبة الدولة التركية لارتكابها هذه المجزرة، وللحد من هذه الهجمات والإبادة".
وقالت هدية شمو: "كما أن المناضلة الكردية زينب جلاليان المعتقلة لدى الحكومة الإيرانية تعاني بسبب إصابتها بفيروس كورونا إلا أن الحكومة الإيرانية أو منظمات حقوق الإنسان والمرأة لم تصدر أي بيان بشأن قضيتها أو مطالبة بنقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، وهذا الموقف يؤكد لنا أن النساء مستهدفات في أجزاء كردستان الأربعة وعلينا أن نصعد مقاومة المرأة".
وأوضحت: "الجدير بالذكر أن الممارسات الدولة التركية تتواصل في عفرين المحتلة منذ عامين، فالنساء تُخطفن وتُقتلن من قبل الاحتلال التركي والمجموعات الإرهابية التابعة له، والحقيقة أن المئات من النساء في عفرين في خطر، تشكل الدولة التركية الوحشية خطراً على كافة المناطق".
وأكملت: "نذكر وحشية المرتزقة التركية وأكبر دليل على خوفهم من المرأة الكردية، هو عندما قاموا بالتمثيل بجثة الشهيدة بارين التي استشهدت وهي تدافع عن أرض عفرين وأهلها، فهذه الوحشية التي لا تتقبلها أي أديان ومعتقدات، كما رأينا بعض اللقطات لمقاتلة وحدات حماية الشعب جيجك كوباني عندما تم أسرها من قبل مرتزقة تركيا وهي جريحة والإهانات التي كانت تكررها هذه المرتزقة وهي أسيرة لديهم، والرفيقة المناضلة الأمين العام في حزب سوريا المستقبل، هفرين خلف، التي طالتها يد الإرهاب ممن يسمون أنفسهم بالجيش الوطني التابع لتركيا".
وواصلت: "كانت المناضلة هفرين تسعى جاهدةً لحرية كافة المكونات في شمال وشرق سوريا وليس الشعب الكردي فقط، وكانت تريد إنشاء مستقبل جديد للمرأة في سوريا وليست للمرأة الكردية فقط، لأن آمالنا وآلامنا نحن نساء سوريا مشتركة، لذلك ندعو دول العالم بأن يظهروا موقفاً واضحاً وللحد من هذه الهجمات ونطالبهم بمساعدتنا لوقف قتل الأطفال والنساء والمدنيين".
واختتمت حديثها مناشدة كافة نساء العالم، وقالت: "إذا كنا نحن نساء الكرد هدفاً للدولة التركية اليوم، أنتن ستصبحن غداً أيضاً هدفاً لهذه الهجمات، على جميع نساء العالم، المنظمات والحركات النسائية في العالم أن يتحدوا مع المرأة الكردية لحماية أنفسهن من الهجمات المتوقعة وأن نقف في وجه الدولة التركية ونشكل السلام والأمان للجميع".