بعد كسر العزلة التي فرضتها الدولة التركيّة على القائد اوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي، نتيجة مقاومة حملات الاضراب عن الطعام، بعث القائد أوجلان رسالة إلى المقاوميين والمناضلين طلب منهم ايقاف حملاتهم حفاظاً على سلامتهم. وبهذا الصدد أوضحت نورشان حسين أنّ هذه الرسالة "التاريخيّة" في هذه الفترة "بعد حملات الإضراب عن الطعام التي قام بها المئات من المناضلين بقيادة ليلى كوفن وناصر ياغز" هي رسالةٌ "تدعو إلى السلام الشامل والحلّ السلمي بالدرجة الأولى".
وأشارت حسين إلى أنّ الرسالة كان لها "دور كبير في تهدئة الشارع الكردي بشكل خاص، والشرق الأوسط بالعموم، إذ رأينا العديد من المناضلين الذين ينادون بحرّية القائد أوجلان الذين يؤمنون بأنّه شخصيّة تاريخيّة لها دور في إحلال السلام", مضيفة أنّ الرسالة "جعلتنا أوّلاً نطمئن على صحّته وسلامته وبالدرجة الثانية نتأكّد بأنّه مازال قادراً على طرح الحلول للأزمات الحالية".
وتابعت بالقول: "عندما وصلت رسالة القائد أوجلان إلى المناضلين المضربين عن الطعام، أعلنوا إيقاف حملاتهم، وهذا يعني أنّ أولئك المناضلين حقّقوا أهدافهم في كسر العزلة في سجن إمرالي، لأنّهم لم يهدفوا إلى فقدان حياتهم فحسب، بل كانوا مصمّمين على كسر العزلة والسماح لمحامي القائد وعائلته بزيارته، لذا فإنّ القائد أوجلان أكّد على سلامة المناضلين الفكريّة قبل الجسديّة منها".
وأكّدت نورشان حسين أنّ إنهاء المناضلين حملات الإضراب عن الطعام "لا يعني إنهاء النضال، الذي سيستمرّ بجميع الأشكال في سبيل حرّية القائد أوجلان وحرّية الشعب.. والرسالة التي أرسلها القائد لا تعني أنّ هناك مرحلة جديدة، لأنّ مضمونها هو نفس مضمون الرسالة التي بعثها في نوروز 2013. ونحن نعتبرها مفتاح الحلّ للشرق الأوسط، لماذا؟ لأنّ القائد هو من أعدّ مانفيستو الحضارة الديمقراطيّة والمجلّدات الخمسة التي كتبها في سجنه، وهي ذاتها التي تدعو إلى حلّ جميع الأزمات في الشرق الأوسط وانتقال حلول قضيّة الشعب الكردي من قلب ميزوبوتاميا إلى عموم المنطقة، لذا فمضمون الرسالة يأتي استمراراً لما كتبه القائد من قبل وتأكيداً له. المجلّد الخامس تاريخيّ يحتوي على حلول جذريّة لكافة القضايا، الحدود، الحروب، الأزمات الراهنة، السياسيّة منها والاجتماعيّة، الاقتصاديّة والبيئيّة.. كلّها مواضيع تطرّق لها القائد في هذا المجلّد. كما أكّد على نقطة غاية في الأهمّية، ألا وهي فكرة التعايش السلمي ومبدأ أخوّة الشعوب، إذ لا مشاكل وخلافات بين الشعوب، ولا مشكلة لنا مع الشعب التركي ولا مع الشعب العربي وكذلك الأمر بالنسبة للشعب الفارسي، لكنّ صراعنا هو مع ذهنيّة الدول القومويّة في الشرق الأوسط وذهنيّة النظام الرأسمالي الحاكم.. وهذا ما طرحته رسالة القائد الأخيرة التي يجب قراءتها بشكل عميق وجوهري".
وتطرّقت الإداريّة في مجلس مقاطعة عفرين إلى سياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الذي اعتبرته أنّه يسعى من خلال إعادة الانتخابات في إسطنبول والفوز فيها "باستخدام رسالة القائد أوجلان، إذ يريد أردوغان إظهار نفسه أنّه يرغب بحلّ القضيّة الكرديّة عبر سماحه لمحامي القائد بزيارته وبالتالي كسب أصوات الكرد في الانتخابات التي سيتمّ إعادتها. لكنّنا نعلم جيّداً أنّ حلم أردوغان هو إعادة الحلم العثماني، لذا لا نثق بنواياه ونويا حزبه. فالقائد أوجلان حدّد مدّة من 30 إلى 40 يوماً لمعرفة ماذا سيكون ردّ حزب العدالة والتنمية وردود الأحزاب الأخرى في تركيا. وهذا ما يدعو بنا إلى الحذر وترقّب تلك الردود، فمن الوارد جدّاً أن تبدأ حملات نضال جديدة للمطالبة بحرّية القائد أوجلان, حملات تتعدّى الإضراب عن الطعام.. وهذا ما سيحدّده موقف حزب العدالة والتنمية بهذا الخصوص".
وحول هجمات جيش الاحتلال التركي الأخيرة على مناطق الذفاع المشروع (ميديا)، نوّهت نورشان حسين إلى أنّها ليست جديدة "لكنّها أصبحت أكثر شراسة بعد الرسالة, لماذا؟ لأنّ نيّة حزب العدالة والتنمية لا تتّجه نحو إيجاد حلّ سلمي ديمقراطي، وهذا ما يؤكّد ما قلته بأنّ الحزب يسعى لاستغلال كسر العزلة لتنفيذ مخطّطاته. الهجوم على تلك المناطق، بالتحديد منطقة خاكورك، يزداد عنفاً يوماً بعد يوم، لكنّ الجيش التركي تكبّد خسائر فادحة بسبب مقاومة مقاتلي قوّات الدفاع الشعبي، بالمقابل تسعى الدولة التركيّة من خلال الحرب الخاصّة إلى التأثير على الرأي العام الكردي في المنطقة ونشر الأخبار المزيّفة عن انتصارات وهميّة، مستخدمة ورقة رفع العزلة في سجن إمرالي في الآن ذاته، وبهذا الشكل تريد عرقلة عمليّة السلام والحلّ الديمقراطي، وهذا ما لن تتمكّن من تحقيقه".
وختمت حسين حديثها بالقول: "مساعي الدولة التركيّة في قطع الطريق أمام أيّ حلّ ديمقراطي تترافق مع هجمات الجيش التركي على مناطق عدّة في جنوب كردستان، وسط صمت حكومة إقليم كردستان التي تسمح بشنّ تلك الهجمات من القواعد التركيّة المتواجدة على أراضي الإقليم. لذا فإنّنا نطالب حكومة الإقليم بأن تلعب دوراً تاريخيّاً في وضع حدّ للهجمات، كي تُتاح الفرصة أمام إيجاد سلام بدلاً من الصراع القائم في عموم المنطقة".