وجاء في نصّ البيان:
"إن استهداف عفرين بحد ذاته هو استهداف للمرأة وثقافة الآلهة الأم كونها إحدى المحطات ذات التاريخ العريق في إطار مقاومة المرأة المطالبة بحريتها، حيث تم تكريس مبادئ نضالها الأبدي والأزلي، وخير دليل هو مدى تأثر المرأة العفرينية وإبحارها في بحر فلسفة الأمة الديمقراطية وتوليها المهام على هذا الصعيد، فهناك المئات بل الآلاف من الرائدات في كل مجالات الحياة والثورة، ولعل هذا ما دعا المرتزقة والدولة التركية إلى شن الهجوم على عفرين لطمس هوية المرأة والقضاء على النموذج الديمقراطي المؤسس فيها.
وعندما تداركت المرأة هذا الخطر المحدق بها والمستهدف لكيانها، لم تتوانَ أبداً عن خيار المقاومة وتحويل عفرين إلى قلعة صمود، لا سيما التأثير بمواقفها على المرأة الكردستانية والمرأة في عموم أرجاء العالم، فبرزت المئات منهن رموزاً يُقتدى بهنّ. أما إذا تطرقنا إلى ذكر أسمائهن فسيكون هناك الآلاف، ليكمل الشعب والمرأة المسيرة في كل المناطق والشهباء على وجه الخصوص.
فلم يزدنا ذلك إلا إصراراً وانتقاماً، لتتصاعد المقاومة يوماً بعد يوم داخل عفرين وخارجها، فنحن نشهد يومياً على ذلك من خلال ارتباط المرأة بترابها ارتباطاً روحياً لا مثيل له، والذي يُواجَه بعمليات الخطف والقتل والاغتصاب والاقتياد إلى جهات مجهولة، فكل هذا ليس إلا دليلاً قاطعاً على خوف العدو من قوتها الكامنة وهزيمة واضحة لهذه الفصائل والفكر الظلامي الذي تمثله المرتزقة بتأييد وتغذية من ممول الإرهاب (حكومة العدالة والتنمية).
بلغت هذه الانتهاكات المئات من الملفات التي رُفعت إلى الجهات الحقوقية والإنسانية المعنية دون إبداء أي مواقف، فقد أثار اغتصاب ومقتل الشابة (ملك نبيه خليل) القاصرة موجة غضب شعبي خاصة لدى المرأة وغيرها المئات ذات المصير المجهول إلى هذه اللحظة، لذلك ندين ونستنكر هذا الانتهاك الذي تقشعر له الأبدان، كونه يستهدف إرادتنا بشكل مباشر، ونعِد بالانتقام لروحها الطاهرة ونناشد كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي والفعاليات النسائية بالانتفاض ووضع حد لإرهاب ووحشية المرتزقة أرباب حكومة أردوغان السفاح".