تحدثت الإدارية في منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة في قامشلو منى عبد السلام لوكالة فرات للأنباء (ANF) حول هجمات التي شنتها قوات الشرطة التركية ضد أمهات المعتقلين ذوات الأوشحة البيضاء وعدم السماح لهن بالاستمرار بفعاليتهن "الاعتصام" أمام السجون.
وقالت منى عبد السلام: إن الإحداث التي تحصل الآن في تركيا ومنها حملة الإضراب المفتوحة عن الطعام، التي أطلقها حوالي 7000 الآف معتقل في بداية شهر أيار من داخل معتقلاتهم، لم تنطلق بدون أسباب، فهي بدأت نتيجة انتهاك حقوق المعتقلين داخل السجون، حيث تقوم السلطات التركية بانتهاك كافة حقوقهم وعلى هذا الأساس وللمطالبة بإنهاء العزلة المشددة المفروضة على القائد أوجلان، بدأت هذه الحملة.
وأضافت "بالتزامن مع هذه الحملات أرادت أمهات المعتقلين تنظيم فعالية الاعتصام أمام السجون لتقديم الدعم والمساندة لحملة أبنائهن المعتقلين، ورأينا كيف أن نساءنا في شمال كردستان يتم اعتقالهن وضربهن ويتم ممارسة أساليب قذرة ضدهن ويعتدون عليهن بالضرب وفي النهاية يتم اعتقالهن أثناء فعاليتهن من قبل قوات السلطات التركية".
وتابعت عبد السلام: "هذه الممارسات والعنف ليست شيئاً جديداً يقوم به النظام التركي، فمنذ البداية، والدولة التركية تنتهك حقوق الإنسان وتنتهك حقوق شعبها بنفسها، فإذا كانت تركيا تنظر وتعترف لمرة واحدة بحقوق الشعوب وبالأخص الشعب الكردي لما حصل كل هذا العنف، والاعتقالات وهذه الأحداث المؤثرة".
ولفتت إلى أن هذه الدولة وحكومة حزب العدالة والتنمية تمارس أساليب غير إنسانية وقذرة بحق الشعب وتنتهك حقوقهم الشرعية أمام أنظار دول العالم والرأي العام، النشاطات وفعالية الأمهات والأحداث التي بدأت في مدن تركيا، والأحداث التي تحصل أمام أنظار العالم أجمع تُظهر أن الدولة التركية أكثر دولة تمارس العنف والظلم ضد الشعوب، وأن الدولة الفاشية لن تزرع السلام بين شعبها ولذلك وعلى هذا الأساس شعبنا في تركيا يطالب بإنهاء العزلة على قائد الإنسانية القائد عبد الله أوجلان الذي يستطيع ضع خطط السلام والديمقراطية في مدن كردستان والشرق الأوسط.
ولفتت عبد السلام إلى أن فعالية الأمهات زرعت خوفاً في قلب السلطات التركية، مضيفة: "ونحن نحترم ونساند حملة أمهاتنا في تركيا ونحيي مقاومتهن وجسارتهن، وفعاليتهن هي فعالية مهمة لأجل مستقبل الشعب الكردي".
وعبرت عن استنكارها لموقف وعنف الدولة التركية ضد فعالية الأمهات، وعلى هذا الأساس نحن نساء روج أفا (غرب كردستان) سوف نساند وندعم أمهاتنا وأبنائنا في باكور كردستان (شمال كردستان) لأن فعاليتهن هي فعالية لأجل السلام.
ونحن نستغرب أن هذا العنف والظلم، الذي تمارسه الحكومة التركية في الداخل التركي، في السجون وخارجها، تظهر على كافة المحطات الفضائية وأمام أنظار الرأي العام، والجميع على دراية بذلك ويلتزمون الصمت أمام ممارسات الضرب والاعتداء على الأمهات، ولم تظهر أي منظمة، وجمعية من الجمعيات المعنية بحقوق الإنسان موقفاً أو ردة فعل حيال أساليب السلطات التركية.
وقالت: "يؤكد صمتهم هذا أن هذه المنظمات لا تعمل لصالح الشعوب ولا تقوم بمهامها حسب القوانين الدولية، فكان عليهم تقديم المساعدة والدعم للنساء أو إصدار مذكرات قانونية ضد الفاشية التركية.
وتابعت عبد السلام: نحن لا نحتمل رؤية أصحاب الحقوق الشرعية يتم ضربهم، لذلك نظمنا فعالية في مدينة قامشلو لدعم ومساندة الأمهات ويتم تنظيم فعاليات عديدة في أجزاء كردستان الأربعة والمدن الأوروبية.
وأشارت إلى أن الأمهات قمن بتنظيم هذه الفعالية لدعم أبنائهن الذين تم اعتقالهم بذريعة وحجج واهية ولا أساس لها من الصحة، وأصدرت الحكومة التركية أحكام بالسجن بحق هؤلاء تتراوح بين 20 و100 سنة بحق أبنائهم، متسائلة: ماذا فعلوا حتى تقوم السلطات التركية باعتقالهم؟ هل لأنهم أصحاب إرادة وعزيمة، أصحاب قضية أو يتكلمون باللغة الأم "الكردية"..!؟
وأضافت "لأجل هذا دخل المعتقلون في حملة الإضراب المفتوحة عن الطعام وفي الفترة الأخيرة أطلق 30 معتقلاً حملة الإضراب حتى الموت للمطالبة بإنهاء العزلة المشددة التي تطال القائد عبد الله أوجلان، لأنهم يعلمون بأن الطريقة الوحيدة التي ستأتي بنهاية الظلم والعنف على الشعوب، هي نيل القائد أوجلان حريته وهو الوحيد الذي باستطاعته وضع الحلول وإحلال السلام والديمقراطية بين الشعوب وكافة المكونات".
وتابعت: على هذا الأساس دخلت نساءنا وأمهاتنا في حملة الإضراب ونظمن نشاطات مختلفة داعمة لمطالب هؤلاء المضربين رغم كافة المصاعب، والضغوط والاعتداءات، و لا زالت أمهاتنا مستمرات في نشاطاتهن وأنا أُحيي مرة أخرى هذه المقاومة البطولية".
وقالت عبد السلام: لقد شاهدنا من خلال الصور ومشاهد الفيديو ضمن نشرات الأخبار ووسائل الأعلام أن قوات الشرطة التركية أغلبيتها من النساء فنحن نتعجب ما هي الفلسفة والتدريبات التي تقوم بها الدولة التركية بتدريب أجهزتها الأمنية، فكيف تقوم النساء الشرطيات بالاعتداء وشن هجماتها ضد أمهات أكبر منهن بالسن، فالشرطيات أيضاً هن أناث وهي الوالدة ولديها عاطفة الأمومة، ولهذا باستطاعتنا أن نقول أن النظام الأمني الذي تنتهجه السلطات التركية في تدريبهن هو نظام غير أخلاقي وبعيد جداً عن محور الإنسانية.
وفي نهاية حديثها قالت منى عبد السلام: باسم منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة في قامشلو نحيي مقاومة السجون، مقاومة أمهات السلام ومقاومة القائد أوجلان، ونستنكر الصمت الدولي حيال هجمات الدولة التركية المتكررة ضد الشعب الكردي، ونستنكر صمت منظمات حقوق الإنسان التي كانت عليها أن تنتفض ضد هذه الهجمات، ونناشد كافة الكردستانيين وأصدقائهم بأن يقوموا بتصعيد وتيرة النضال وأن ينظموا نشاطات وفعاليات مختلفة في أماكن تواجدهم ضد سياسة الدولة التركية الفاشية القذرة، ونؤكد بأننا كنساء روج آفا سوف نساند أمهاتنا وأبنائنا المعتقلين في تركيا حتى يتم تحقيق مطالبهم وإنهاء عزلة قائد الإنسانية القائد أوجلان.