وجاء في البيانٍ الذي أصدرته منسقية المرأة الحرة في شرقي كردستان (KJAR) بخصوص هجمات دولة الاحتلال التركي:
"ندعو جميع النساء المناضلات من أجل الحرية و الديمقراطيين والاشتراكيين وحماة البيئة إلى التحلي بالوعي و مسؤولية هذه المرحلة التاريخية، والانتفاض في مواجهة الاحتلال والإبادة بروح مقاومة كوباني وتتويج نضال الحرية بالنصر".
وجاء في البيان:
"لا يمكن أن يتم هذا الهجوم دون موافقة أمريكا وروسيا"
بالتأكيد هذا الهجوم الأخير على روج آفا (شمال وشرق سوريا) ليس الأول من نوعه، فالهجمات التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي بموافقة وتأييد القوى الدولية على روج آفا هي استمرار للهجمات على إقليم كردستان، ولذلك فإن الهجمات التي تُشَن على كردستان لا تستهدف فقط حزب العمال الكردستاني (PKK) وقوات الكريلا، وإنما تستهدف إبادة الشعب الكردستاني برمته، فالدولة الفاشية التركية وبدون موافقة كل من أمريكا وروسيا لا تستطيع القيام بهكذا هجمات على روج آفا، ويبدو جلياً أن هذه الهجمات لم تنفذ دون موافقة القوى الدولية، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على انطلاق مرحلة جديدة من مخطط دولي يهدف إلى إبادة شعبنا الكردي.
كوباني هي رمز المقاومة في تاريخ الانسانية
العدو التركي المحتل والمدعوم دولياً لا يعرف اية حدود في إبادة الشعب الكردي من خلال استخدامه الطائرات في هجماته الواسعة على مكتسبات الكرد في الأجزاء الأربعة من كردستان مستهدفاً بشكلٍ خاص المرأة الكردية، فقد اقسم أعداء الكرد ان يحاربوا مكتسبات الكرد وحريته التي لا يستطيع تحمله وقبوله، لذلك يستهدف المرأة الكردية على الدوام، شهدنا ذلك في الهجوم الغادر على المدنيين في الخامس والعشرون من حزيران 2015 وفي الهجوم الأخير في الثالث والعشرين من حزيران 2020 في قرية حلنج بمقاطعة كوباني التي استُهِدَفت عن دراية وبشكل مقصود ومدروس، لان كوباني قد سطرت مقاومة العصر في التاريخ الحديث، والمرأة هي التي قادت هذه المقاومة، فأصبحت رمزاً للمقاومة في التاريخ البشري، وأملاً لحرية الإنسانية جمعاء، بإيمانها أصبحت مثالاً للحياة المجتمعية الحرة، على الرغم من كل الهجمات والقمع، بإرادة الشعب الكردي والاشتراكيين ومقاتلي الحرية أُعيدَ بناء المدينة بعد ان كان قد تم تدميرها. الدولة التركية المحتلة رغم كل محاولاتها لازالت تعيش مرارة الهزيمة، لذلك تستمر في الهجوم على كوباني.
كُنّ حماةً للمرأة
نتيجة الهجمات الأخيرة للاحتلال التركي استُشهِدَت ثلاثة نساء مناضلات، زهرة بركل والام امينة ويسي وهبون ملا خليل، فزهرة بركل ذات الــ 33 عاماً كانت عضوة مؤتمر ستار ومدافعة عن المرأة طوال مسيرة حياتها، وكانت تعمل على الدوام من اجل نيل المرأة لحقوقها، أما الأم أمينة فكانت أم لخمسة أطفال ومثالاً لامرأة وطنية في روج آفا كردستان تحاول أن تعيش حياة جديدة وحرة ومساواة على أرض آبائها وأجدادها، وأما هبون ملا خليل و كعضوة في مؤتمر ستار كانت تناضل من أجل حرية المرأة.
يخافون من تنظيم المرأة
هذه ليست المرة الأولى في روج آفا التي يتم فيها استهداف المرأة من قبل المحتل التركي، لقد توضحت الأعمال الوحشية للدولة التركية المحتلة عشرات المرات في عفرين وسري كانيه وكري سبي، فالدولة التركية المحتلة تهاجم على الدوام المرأة الكردية المنظمة، ليس في روجآفا فحسب بل في جميع أجزاء كردستان، في باكور كردستان تعتدي على المنظمات والمؤسسات النسائية، واعتقال النساء وقتلهن، ويبدو جلياً من خلال أعمالها في عدم قبول إرادة المرأة كمؤسسة مشتركة، بشكلٍ يومي تواجه النساء في باشور كردستان إبادة بدنية ونفسية واقتصادية من خلال قصف أراضي كردستان.
بروح مقاومة كوباني انتفضوا
على شعبنا الكردي وبالأخص المرأة عدم السكوت أمام هذه المجازر، فنحن في منسقية المرأة الحرة في شرقي كردستان (KJAR) نستنكر قتل النساء المناضلات الثلاث، ونجدد عهدنا برفع وتيرة النضال، كما ننادي جميع النساء اللاتي يسعَين الى الحرية و الديمقراطيين والاشتراكيين وحماة البيئة إلى التحلي بالوعي و مسؤولية هذه المرحلة التاريخية، والانتفاض في مواجهة الاحتلال والإبادة بروح مقاومة كوباني وتتويج نضال الحرية بالنصر".