منتدى مجلس المرأة السورية بعامودا: جملة من النقاشات والتوصيات لرفع سويّة مشاركة المرأة في المجتمع

أنهى منتدى مجلس المرأة السورية المنعقد في عامودا جلسته الأولى من أصل جلستين بتسليط الضوء على تداعيات الأزمة السورية، وعلى المرأة من جوانب مختلفة.

وينقسم المنتدى الذي يمتد على مدار يوم كامل إلى جلستين تتناولان عدة قضايا متعلقة بالمرأة.

ففي ختام الجلسة الأولى، ألقيت عدة محاضرات من قبل الناشطة الحقوقية ونائبة الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية مجدولين حسن, المشرفة في قسم الصحة والعلاج النفسي في مؤسسة جيان لحقوق الإنسان روجين إسماعيل شاويش، الناشطة في مجال حقوق المرأة وعضو الهيئة التنفيذية لمجلس المرأة السورية سهير حامد, والرئيسة المشتركة لمكتب المالية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا سلوى عبد الرحمن السيد .

وكانت قد افتتحت الجلسة من قبل العضوة في مكتب المرأة في مجلس المرأة  السورية جاندا محمد بالتطرق إلى تداعيات الأزمة السورية على المرأة  بأبعادها الاجتماعية والنفسية والحقوقية والاقتصادية .

وفي بداية حديثها قالت:" تعرضت المرأة خلال السنوات الـ 9 الماضية لأشد أنواع التعذيب والقتل وغيرها من الممارسات اللاإنسانية بحقها، ولكن على الرغم من كل ذلك, حققت المرأة الكثير من الإنجازات على كافة الصعد ".

بدورها أشارت الناشطة في مجال حقوق المرأة والعضوة في الهيئة التنفيذية لمجلس المرأة السورية سهير حامد، إلى ضرورة توثيق حالات القتل والاعتقال, مشيرة إلى أن الأطفال والنساء أكبر شريحة سكانية عرضة للمخاطر أثناء الكوارث والحروب وهذا له تأثيرات سلبية على الجوانب الجسدية والجنسية والنفسية والاجتماعية.

وتطرقت سهير في محورها إلى الجرائم الموثقة, وقالت "تم توثيق مقتل 28076 أنثى على يد الجهات الفاعلة الرئيسة في المدة بين آذار 2011 وآذار 2019".

وبحسب تقارير متقاطعة فإن ما لا يقل عن 10363 أنثى لا تزلنَ قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد الأطراف الرئيسة الفاعلة في سوريا منذ آذار/مارس 2011 ولغاية  25 تشرين الثاني/نوفمبر 2019.

وأكدت سهير أن المرأة هي أكثر عرضةً للآثار النفسية في النزاعات المسلحة التي تنتج عن فقدان المقومات الأساسية لعيش المرأة في مجتمعها، في ظروف تضمن لها التوافق النفسي، ومستوى الصحة النفسية المطلوب، وذلك بسبب التهديد، أو القتل، وفقدان مقومات الحياة الاجتماعية.

الآثار النفسية للحروب على المرأة

كما وأشارت سهير إلى الاضطرابات النفسية الشائعة بعد الحروب, ونوهت إلى العلاج النفسي التحليلي والسلوكي للحالات التي ذكرت آنفاً، وقالت: "على الرغم من أهمية الدعم والعلاج النفسي على مستوى أفراد أو قطاعات سكانية أو جغرافية، إلا أن أي مشاريع أو إجراءات لمساندة المرأة لا تعالج جذر المشكلة وأساسها، وهنا نتكلم نفسياً فقط، ووفق مفهومنا وتعريفنا للصحة النفسية أعني تزويد المرأة بأدوات ومدخرات تؤهلها لمواجهة التحديات، وممارسة الأدوار المستجدة وكل ذلك يكون ناقصاً مالم يتم العمل على إحداث تغيير حقيقي في النظرة إلى المرأة وأدوارها الاجتماعية، وبالتالي تزويدها بالأدوات والمهارات اللازمة لمواجهة هذه الأعباء والمسؤوليات المستجدة التي تجد نفسها بمواجهتها، وذلك عبر إطلاق مشاريع تربوية وتعليمية كبيرة والاستفادة من علم النفس الاجتماعي والسلوكي.

وتحدثت سهير عن  التجارب الناجحة في هذا المجال، وبالأخص تجربة المرأة في شمال وشرق سوريا " الدور المميز الذي تقوم به المرأة وقطاعات العمل التي انخرطت فيها على كافة المستويات، هذه الإنجازات هي التطبيق العملي لما قلنا حول المدخرات والأدوات التي يجب تزويد المرأة بها".

وتابعت " انخراط المرأة في تحمل المسؤوليات والعمل العام ومشاركتها في صنع القرار على كافة المستويات  هو أهم وأنجع الوسائل والآليات في إنجاز علاج نفسي وسلوكي للتخلص من أمراض وآثار الحرب، وواحد من أنجح وسائل العلاج الجماعي والدعم النفسي الاجتماعي".

حرمان المرأة من حقوقها بسبب الحروب

وأما المحور الحقوقي تم عرضه عن طريق فيديو مسجل من قبل الحقوقية ونائبة الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية مجدولين حسن.

وفي بداية حديثها توجهت مجدولين بالتحية إلى جميع النساء المشاركات في منتدى مجلس المرأة السورية وقالت: "حرمت  المرأة في ظل الأزمة السورية من حقوقها في المساواة في نطاق الأسرة، والعمل بظروف عادلة، كل هذا والاعتداء عليها والتعرض لأبشع الانتهاكات منذ بداية العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا.

وتطرقت مجدولين إلى بعض الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته في شمال وشرق سوريا، وفي باقي المناطق الأخرى.

 وركزت مجدولين حسن على جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة التابعة له، إضافة إلى استهداف المدنيين وعمليات الخطف والاغتصاب والتعذيب والتمثيل بالجثث.

كما تطرقت مجدولين، إلى انتهاكات تتعلق بالحرية الشخصية كفرض القيود على لباس النساء في المناطق المحتلة من قبل تركيا معتبرة أن تلك القيود عزلت المرأة عن ممارسة دورها الاجتماعي.

مجدولين حسن: توصيات لصون حقوق المرأة

ومن الناحية الحقوقية اقترحت الناشطة الحقوقية ونائبة الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية مجدولين حسن عدة توصيات ومنها:

أولاً: ضمان محاكمة عناصر الاحتلال التركي ومرتزقته، عما ارتكبوه من جرائم وخاصةً جرائم العنف الجنسي، وتعويض  الضحايا، وعدم شمول مرتكبي هذه الأعمال بعفوٍ محتملِ في المستقبل.

ثانياً: عودة المرتزقة الأجانب إلى دولهم، توفير وضمان خدمات ملائمة للضحايا وتشمل الدعم النفسي والاجتماعي طويل الأمد، ضمان توفير بعض الخدمات للنساء الحوامل ومنها حق الإجهاض الآمن والقانوني لمن ترى إنهاء حملها الناتج عن الاغتصاب، إيجاد حل قانوني للأطفال المولودين من آباء مجهولي الهوية والعمل على تجريد منابع الإرهاب المالية والسياسية، دعم منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال إعادة تأهيل الدعم النفسي والاجتماعي، ضرورة إيجاد تعاون دولي لمعالجة الآثار المترتبة على الاحتلال التركي وعلى رأسها دعم عمليات التنمية.

بانتهاء المحاورات تم فتح باب النقاش أمام المشاركات للنقاش حول ما تم تداوله خلال الجلسة الأولى، ومن المواضيع التي تم طرحها من قبل المشاركات تناول موضوع الصحة والتعليم في ظل اللجوء والهجرة والحالة النفسية للمرأة في المخيمات وازدياد حالات الزواج المبكر وحرمانها من حق التعليم نتيجة النزوح الداخلي والخارجي.

استمرار الأزمة السورية  وذهنية النظام البعثي وتعاطيه مع الأزمة من الناحية العسكرية، وسبل مساعدة المرأة من الناحية القانونية خاصة، والعمل على دراسات ميدانية لتوثيق ما تعانيه المرأة من عنف بجميع أشكاله .

كما وطرحن رفع سوية المرأة اقتصادياً وإيجاد آليات تدعمها في اقتصاد مستقل من خلال جمعيات تعاونية وغيرها.

المصدر: هاوار