وتنحدر هيلين من مدينة دير الزور السوريّة، وهي من المكّون العربي، حيث تتحدّث لنا عن بدايات انضمامها لصفوف وحدات حماية المرأة و"الوحشيّة" التي مارسها إرهابيّو تنظيم داعش إبّان سيطرتهم على مناطق شاسعة في شمال وشرق سوريا.
تقول هيلين "عُرف تنظيم داعش بأنّه أكثر التنظيمات الجهاديّة إرهاباً وتطرّفاً على مستوى العالم، وكان يشكّل خطراً على العالم أجمع. وانتهج إرهابيّو التنظيم شتّى وسائل نشر الرعب بين أهالي المناطق التي كان يسيطر عليها. ومارس أشدّ أنواع القمع بحقّ المرأة في تلك المناطق، حيث نشر اليأس بين الناس وتمكّن من إيجاد أرضيّة مناسبة لتمدّده، لكنّه واجه مقاومة بطوليّة حينما هاجم مناطق روج آفا، وذّهل إرهابيّو التنظيم من شجاعة مقاتلات وحدات حماية المرأة، هذه الشجاعة التي باتت نموذجاً للمقاومة والبطولة. وكان كلّ همّهم ألّا يواجهوا أولئك المقاتلات، إذ أنّهم كانوا يخشون أن يقتلوا بأيديهنّ، فلا يعتبرون شهداء حينها، وفق معاييرهم طبعاً".
وتؤكّد المقاتلة هيلين أنّ داعش لا يمثّل الإسلام و"لا تربطه بهذا الدين أيّ صلة.. لقد انتهج التنظيم ممارسات لا أخلاقيّة ضدّ المجتمع، وقتلوا بوحشيّة منقطعة النظير. وعندما اقتربت قوّات سوريا الديمقراطيّة من عاصمة خلافتهم المزعومة، أدركوا إرهابيّو داعش تماماً أنّ نهايتهم باتت قريبة. كما اعتمرت قلوب الناس بالتفاؤل بقرب التخلّص من الظلم الذي لحق بهم".
وتضيف: "عندما دخلت قوّات سوريا الديمقراطيّة إلى ريف دير الزور، رأيت السلاح بيد مقاتلة، واعجبتني هذه الصورة لمرأة تقاتل إرهاب داعش في سبيل تحرير المجتمع من الظلم. لذا قرّرت الانضمام إلى هذه القوّات التي باتت أمل الناس في التحرّر من ظلام وظلم داعش.. وأصبحت مقاتلة في صفوف وحدات حماية المرأة المنضوية تحت راية تلك القوّات. رأيت كيف يكون الدفاع عن شعب مظلوم، كواجب أخلاقيّ، يجعل المرء يشعر بالفخر والاعتزاز.. لقد تحرّرنا من الظلم والعبوديّة وبتنا أحراراً على أرضنا".
وتختتم هيلين حديثها بالقول: "نحن كمقاتلات في وحدات حماية المرأة، عاهدنا بأنّ نقاوم حتّى الرمق الأخير.. وسنبذل قصارى جهدنا في تحقيق حرّية المرأة، أينما كانت".