أصدرت منظمة المرأة الكردية للعلاقات (ريباك (REPAK بياناً كتابياً في الذكرى السنوية السادسة لاغتيال المناضلات الثلاث، ساكينة جانسز، فيدان دوغان وليلى شايلمز.
وأفادت المنظمة أن ظاهرة "إبادة المرأة" التي تتَّبِعها قوى الحداثة الرأسمالية العالمية، تجد تطبيقها على أكمل وجه في منطقتنا على يد الفاشية التركية بالدرجة الأولى.
وجاء في نص البيان :
"ها نحن نستقبل السنة السادسة من ذكرى مجزرة باريس المشؤومة، والتي ما يزال ملفها وملابساتها طي الكتمان. إذ اغتيلَت فيها الثوريات الكرديات الثلاثة: "سكينة جانسيز"، من الرعيل الأول المؤسِّس لحزب العمال الكردستاني ولحركة حرية المرأة الكردستانية، "فيدان دوغان"، عضو مكتب العلاقات الدبلوماسية الكردية في أوروبا، و"ليلى شايلماز"، القيادية في حركة الشبيبة الكردية في أوروبا.
ورغم أنه ثَبُتَ لاحقاً بالوثائق الدامغة أن المجزرة حصلت بتعاون فاضح بين أجهزة الاستخبارات الفرنسية والتركية، وأنه تم تنفيذها بتخطيط مباشر من رئيس جهاز الاستخبارات التركية "هاكان فيدان" وبأوامر مباشرة من رئيس الوزراء التركي آنذاك "رجب طيب أردوغان"؛ إلا إنه ما يزال ملف حادثة الاغتيال الشنيعة هذه مطوياً ومرفوعاً بالرغم من المطالب المُلِحّة لأبناء الشعب الكردي ولأصدقائهم في جميع بلدان العالم بمحاسبة المسؤولين وكشف الحقائق المستورة في هذه المجزرة.
ولا ننسى أن الرئيس التركي أردوغان كان قد أمر بعد ثلاث سنوات من هذه المجزرة، وبالتحديد في 4 كانون الثاني 2016، بقتل السياسيات الكرديات الثلاثة "سيفيه دمير" و"فاطمة أويار" و"باكيزة نايير" بشكل وحشي، في مجزرة سيلوبي بشمال كردستان/تركيا.
وإذا أضفنا إلى ذلك الاحتلال التركي لمدينة عفرين في 18 آذار 2018، نجد أن كل هذه المجازر وعمليات الاحتلال التركي الفاشي قد تمت وسط صمت دولي مُطبِق ومخجل، بل وبرعاية دولية سافرة، وعلى رأسها القوتين العظمَيَين أمريكا وروسيا.
إننا، وباسم منظمة المرأة الكردية للعلاقات "ريباك REPAK"، نؤكد بهذه الأمثلة المذكورة على سبيل المثال لا الحصر، أن الفاشية التركية الوحشية هي العدو الأول للمرأة الكردية بصورة خاصة ولكل النساء الشرق أوسطيات بصورة عامة. بل إنها تشكل الخطر الأكبر الذي يهدد وجود جميع شعوب ومكونات وهويات الشرق الأوسط دون استثناء.
وإذ نندد هذه المجزرة أشد التنديد، وننظر إليها كوصمة عار على جبين البشرية في القرن الحادي والعشرين، فإننا نجد أن ظاهرة "إبادة المرأة" التي تتَّبِعها قوى الحداثة الرأسمالية العالمية، تجد تطبيقها على أكمل وجه في منطقتنا على يد الفاشية التركية بالدرجة الأولى، تليها في المرتبة السلطات الإقليمية التي لا تعرف رادعاً في محاربة المرأة المناضلة وكسر إرادتها الحرة في كافة ميادين الحياة. وعليه، فإننا نناشد المنظمات والشخصيات النسائية الفاعلة عموماً والمؤسسات النسائية الحقوقية خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، بالحراك الفوري والتضامن، وبتحمّل مسؤوليتها وأداء دورها بنحو مشترك وفعال لإحقاق العدل ومحاسبة الظالم والغاشم، أينما كان وأياً كان. فبهذا الشكل فقط يمكننا إعلاء صوت المرأة الحرة، وبذلك فقط نستطيع السير قُدُماً نحو تكريس الحياة الكريمة المشرّفة للمرأة ولكل شعوب المنطقة، والوصول بها إلى بر الأمان المستدام."